قصيدة إستنفارْ

بقلم الشاعر رامي اليوسف

شبحُ الموت يطارد ملايين البشرْ

فقد امتلأ الكوكب بالذنوبْ

وسكن الحقد ألآف  القلوبْ

وصار الانسان وقودا للحروبْ

سلعةً بالمختصرْ

ربما يكون درساً  إلهياً

ليستفيدَ الخلق من بعض العبرْ

الكون كله الآن . في دائرة الخطرْ

فيروس لايرى بالعين المجردةِ

كالنار  في مدارنا هب َوانتشرْ

ونحن اسرى الحجرِوالحظرِ

نوقد شموع الاملِ

نغني على ايقاع

موسيقى القمرْ

لم نعتدْ هذا الحصارْ

ولكننا نساهمُ بالقليلِ

في منع هذا الفايروس من الانتشارْ

نتقاسم مسؤوليتنا

في الدفاع عن صحتنا

في ظل حالة ٍمن الطوارىء والاستنفارْ

لا بورصةٌ هنا لنلعب  لعبةَ المالْ

لاحربَ تلهينا ولاقتالْ

اصبحنا جميعا

في حالة اعتقالْ

محاصرون من كل المنافذ

لايسمح لنا باللهو او التجوال

والمدى غيم ٌ وصافرة إنذارْ

ممنوعون من ممارسة

الحياة

او مراقبة الجمالْ

ممنوعون

كان َّعلى رووسنا الطير

في ترقب وانتظارْ

هذا حالنا باختصارْ

نجلس امام شاشة التلفاز

نتابع  شريط الاخبارْ

نبحث عن خبر مفرح

يعيدة لنا  دورة الحياةِ

ويطفىء براكين النارْ

في الساعه الثانية عشرة بعد منتصف ليل الكورونا توقيتنا الجديدْ

ثمة امل يلوح من بعيدْ

وثمة شمس تبشر بالنهار

ستنقشع الغيومُ

وتنزاح الهمومُ

ويعود الفراش في السماء يحومُ

وتسقط الامطارْ

سيتهي هذا الكابوسُ

ستفرح لحفل زفافها العروسُ

وتنبت الازهارْ

بضعة أسابيعَ

ويكتب للبشرية ميلادٌ جديدْ

سيلوح ضوء الأمل. المشتهى من ليل ٍ بعيدْ

ونفلت من سجن هذا الحصارْ

ستتصدر الكورونا عناوين الصحف والقصص القصيرة واغلفة المجلات ْ

سيكتب عنها الكثير من الرواياتْ

وستكون لزمن ٍ

قصيدة ً

واغنية ً

خالدةٌ كما العود والغيتارْ

مادة دسمة لصناعة الافلامِ

للعرض الطويل في دور السينما

في طوابير الانتظارْ

لن تنسى البشرية

لفظة الكورونا

التي اثارت الزوابع والغبارْ

لعلَ العدالة تحكم عالمنا وتقودنا الانسانية

لكوكب يخلو من الحقد

يحكمه. الحبُ

لا قتلٌ فيه ولاحربُ

محاطٌ بالنور والأزهارْ

لعل مافيا المال

تفكر بمأوىً للفقيرِ

بيقظة  للضميرِ

ببناء عش ٍللعصافيرِ

وحلم ٍ للصغارْ

ربما تعلمنا الكورونا

رسم خريطة الغد ِالجديدِ

بالعيش والحوارْ

بالموسيقى والفنون جميعها

تتوحد القلوبُ

وتتوقف الحروبُ

وينتهي زمن الأشرارْ

ياشعوب الارض اتحدوا

فأنتم صناع القرارْ

تمردوا

توحدوا

ثوروا

كما موج البحار

طالبوا بالعدل والمساواه

فانتم جديرون بالحياه

صوتكم طوق النجاه

حطموا هذا الجدار

انهضوا وارفضوا

وغيروا الاقدار

قبل ان يمر الوقت

ويفوتكم القطار

اوقفوا

آلة الحرب والذبح والدمار

كونوا بشرا

ارسموا قمرا

انزلوا مطرا

اضيئوا كشمس النهارْ

ارفعوا العدل والحب

في هذه الدنيا شعارْ

العدد 104 – أيار 2020