كورونا والأعياد

بعيد الفصح المجيد،،، نتقدم بالتهنئة والحب والدعاء من الباري عز وجل ان يعيده على الأمة العربية والعالم أجمع بالخير والسلام والصحة الوافرة،، ونخص المسيحيين من أبناء أمتنا والعالم بأسمى آيات التهاني والتبريكات وان يجنبهم وإيانا كل شر من أي مكان جاء.

لم تحتفل الكنائس ولا المعابد بهذا الْيَوْم الذي يترقبه المسيحيون وقد ادّوا مناسك الصوم والصلاة احتفالاً وذكرى،،، ذكرى تآمر السلطة الرومانية التي كانت تحتل فلسطين حينها ممثلة لإمبراطور روما مع اليهود الذين أنكروا معجزة الله في خلق المسيح عليه السلام في رحم أمه البتول مريم عليها السلام،، فعذبوه وغمسوا أيدهم بدمه الطاهر،، انتظر المسيحيون يوم قيامة المسيح ورفعه إلى السماء ووعد الله (سبحانه) ان يعود يوما ليقيم العدل والسلام على الأرض،، إلا ان وباء  »الكورونا« افسد فرحتهم فآنكفأ الناس يصلون في بيوتهم ويدعون الله (سبحانه وتعالى) أن يرفع هذا البلاء عن العباد وعن الأرض التي أفسدها جشع الإنسان وأطماعه وخياله المريض الذي صوّر له انه قادر على تغيير خلق الله وان الحق والعدل وقفٌ على القويّ الثريّ، وانه لن ينالهم ما ينال الفقراء والضعفاء من امّم وشعوب غيرهم.

طوَّروا أسلحتهم ووسائلهم الفتاكة،، سحقوا شعوبا وأبادوا أمما كانت في يوم ما منارة للعلم والتقدم والحضارة ولسان حالهم يقول كما قال قبلهم فرعون  »أنا ربكم الأعلى«،، إلا ان هذا الفايروس الذي لا يرى بالعين المجردة أخضعهم كبارا وصغارا،، أدخلهم سجون بيوتهم كما ادخلوا الشعوب التي احتلوا بلدانهم سجونهم البشعة،،، أمات منهم كما أمات من غيرهم دون تمييز بين أبيض وأسود شرق الأرض أم غربها شمالها أو جنوبها،، فهل أدركوا معنى قول الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)  »ان الناس سواسية كأسنان المشط«.

في هذه الأيام يحتفل المسلمون بشهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، وهم كأخوتهم المسيحيين من قبل،،، يصومون نهارهم ويقومون ليلهم ويدعون الله في بيوتهم،، فكما أُغلقت الكنائس كذلك أُغلق المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس وكل مساجد العالم في وجه عباد الله،، وإلى أن يتخلص العالم من هذا الوباء ندعو الله سبحانه أن يرأف بالناس وأن يحمي الأرض ومن عليها وما عليها ممن اساء لها وافسدها.

تحية اكبار واجلال لجيوش الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات وكل العاملين في مراكز الصحة والمستشفيات في كل بلد حول العالم فلولا رحمة الله ولولا جهودهم واخلاصهم وتضحياتهم لما ترك المرض سالما على الارض.

العدد 104 – أيار 2020