جسرُ الأخطَبوط

نعيم تلحوق

ليلى الداهوك

الأنيقُ الَّذي يرتدي على جميعِ جسدِه القناعَ:

قناعًا للقصيدةِ

وآخرَ للثَّرثرةِ

… والنَّثرِ والانتقادِ.

في خزانتِه المليئةِ بالعُثِّ

أقنعةٌ أخرى

رجلٌ بوجوهٍ بلا عددٍ

بأكثرَ من ذِراعينِ…

رجلٌ بلا ظلٍّ

يحاذرُ الشَّمسَ

كي لا يقعَ ظلُّه على الأرضِ

أشبهُ بالأخطبوط.

… لا أحدَ يُجيدُ خِداعَ الشَّمسِ

هي تكتشفُ حتَّى النَّوايا.

… رجلٌ أنيقٌ

سمجٌ يتنقَّل في محافلِ الضَّوءِ

يكونُ عنترةَ والزِّيرَ

أمامَ التَّافهاتِ…

وأمامَ النِّساءِ اللَّواتي من قَرنفُلٍ ونضجٍ

يسيِّجُ على حضورهِنَّ المعلَّقاتِ.

في سلَّته تينُ المتنبِّي

وتوتُ أدونيسَ

وياسمينُ نزار.

… هو مثلُ  »حواجي« القُرى

يبيعُ بضاعةً لا يملِكُها

في كلِّ الأمكنةِ لهُ ذراعٌ

مبتورةُ الدِّفءِ

… وكفٌّ تتركُ خلفَ مصافحتِها الأكاذيب.

رجلٌ أخطبوطٌ

يُتقنُ لعبةَ الانتشار؟

مَن أخبرَهُ

 أنَّ الحياةَ بحرٌ منَ الصَّمغِ؟

مَن همسَ في أذنِهِ

أنَّ النِّساءَ حجارةُ شطرنج؟

من علَّمَهُ أنَّ الأدبَ طعمُ صنَّارة

يصطادُ بها قلَّةَ الأدب؟

… منذُ زمنٍ بترْتُ له ذراعيهِ

لم أكنْ أعي وقتذاكَ

أنَّ الأخطبوطَ يجدِّدُ ما بُترَ منه.

رجلٌ أنيقٌ…

أقنعةٌ بلا عددٍ

الحياةُ بحرٌ مالحٌ

وأنا على شُرفتي

أحيكُ لي شالا من القهقهات.

العدد 104 – أيار 2020