…أنتْ

عيناك الليل وملاءتي جائعةٌ….

كفنُ المعنى يعانقُ جسدَ الرّحيق البضّ…

محتارٌ بين موتكَ والقيامةِ…

يا صاخبَ الصّمتَ

عزفُكَ رهيفٌ على مناحي وقتي اللّئيم

همسُكَ الأسمرُ اكتمالي والتحامي…

نزفي خصبٌ وجراحي سائلةٌ…

مذ ألاف السّقطات بهدبيكَ تخيطُ أثلامي…

كلّكَ في بعضي… وبعضي الكلّ فيك…

بيننا كلّ هذه السّماء وهذا الجحيم الفائض… هذا القلق المستفيض لا يقلبُ الماءَ عسلا…

لا يُنقذُ حسناء الرّوح من براثن الجوع السّحيق…

درب نجومك ينشقٌّ عن ألف وجهٍ وقبلة…وأقاحي نورك تذوبُ في دمائي…

كلّي لكَ…. كلُّكَ فيّ…

عيناك أمان أماني… ثغرُكَ ثغري… هناك التقيتُني.. فألِفتُكَ

هناك التحمتَ بي وفقدتُني…هناك بعد كلّ ولاداتي… تمرّدْتُ بكَ على القيد… وادمنتني…

في دائرة الكلمة أتناسخُ

في عبّ الدّهليز المحنّط… دؤد قزٍّ وفراشات… وذكريات مزّقتْها شهوة الحرّية:

أ…. أعانيكَ

ن… نوري وناري

ت…تعبي لذّتي وانشطاري

أنتْ…

نادين طربيه حشاش

العدد 104 – أيار 2020