هدوء نسبي

يمر الكون في حالة هدوء غير مسبوقة،،، فالناظر الى الكرة الارضيّة من الفضاء يلاحظ هذا الهدوء غير المسبوق منذ بضع مئات من السنين،، المدن الكبرى وعواصم العالم المتحكم في مقدرات الشعوب الأضعف تخفت اصواتها فجأة،، الشوارع المكتظة بالمارة وبالسيارات والقطارات وغيرها،، تفرغ من هذا كله إلا مرورا بسيطا لبضع أشخاص يسيرون على اقدامهم أو بسيارات معدودة بين الحين والحين لقضاء حاجة ضرورية والعودة إلى منازلهم والاحتماء بين جدرانها من مرض ارعب كل البشر وأعاد لهم ولو قليلا من الطبيعة الانسانية،، حيث الانسان هو القيمة الأكبر والأغلى وليست (المادة والنفوذ والسلطة الغاشمة).

فهل سيفيق الناس حقاً؟ وهل سيغيرون من اطماعهم وطموحاتهم التي حولتهم لوحوش أشد قسوة من وحوش الغاب.

لقد استغلت قوى الشر الهدوء الذي فرضه »فيروس كورونا« كي يمرروا اجندات رفضتها الشعوب واعتبر هذا الرفض من البديهيات التي لا تستوجب التوقف عندها طويلاً،،،

أولها وأهمها على الإطلاق سباق محموم من دوائر الحكومات العربية (لتقبيل أيادي الأسياد) والسعي للتطبيع مع المعتدين على الأرض العربية والعرض العربي والحياة بكل جوانبها،،، أصبحنا نرى عَلَمَ ما يسمى (دولة اسرائيل) مرفوعا في أغلب الدول العربية،، ونرى بعض حكام إسرائيل يتشدقون بأنهم عملوا لتحقيق حلم الحرية والانفصال في بعض الأقطار العربية،، وليس بعيدا عنا زيارة مسؤولين إسرائيليين لشمال العراق بعد ان نجحوا في عزله عن جذوره الأصيلة في العراق الموحد والذي هو جزء لا يتجزأ من البلاد العربية،،

ونسوا ان الشعب العربي الأصيل يرفض وبكل قوة أي تعامل مع المعتدين حتى يعود الحق لاصحابه (الفلسطينيين)،،

وفِي خضم الإحساس بالعجز في كل مكان تخرج علينا دوائر أمريكا بقانون جديد أسموه (قيصر) هدفه احكام الحصار على بلد عربي لم يطعهم في تنفيذ أجنداتهم للان،،، ان يفرضوا حصارا على سوريا (مهما كانت الأسباب التي يتذرعون بها) فهو جريمة بحق الشعب السوري كما فعلوا قبله بشعب العراق في حصار دام أكثر من عشر سنوات،، انتهى بتمزيق العراق وافنائه وتحطيم كل القيم الانسانية فيه وجره ليكون تابعا لكل من هب ودب من قوى تجتاحه وتستغله،،، فهل هذا ما يراد لسوريا؟؟؟

ومع كل ذلك،، تبقى المقاومة سلاح لا يُفّل،،، مقاومة شعب فلسطين وشعب العراق وشعب سوريا والاحرار في كل بلاد العالم، تبقى هي الأمل وهي المعول عليها في اعادة الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه.

لا أودّ ان أنسى ان العالم الاسلامي قد احتفل بصوم شهر رمضان وأنهاه بخير باْذن الله فهنيئا للشعب العربي والعالم الاسلامي والعالم اجمع بعيد الفطر المبارك جعله الله خير ما يفُتتح به عهد جديد.

العدد 105/حزيران 2020