من يقود الأمة.. نحو عمل عربي مشترك؟

أمين الغفاري

أطلق المفكر البحريني (الدكتور علي محمد فخرو) في مقال أخير له الدعوة إلى حوار مفتوح حول قضية تتناثر حيثياتها من وقت إلى آخر تتناول في مجملها محاولة ترشيح قطر عربي أو آخر سواء من المشرق العربي أو من مغربه لقيادة الأمة نحو عمل عربي مشترك، واخراجها من حالة التمزق والضياع الذي تعيشه الآن، ثم أضاف بنبرة تشائمية ان لم تكن في الحقيقة واقعية قائلا أن أسباب ذلك الترشيح هي أما وهمية، واما انتهازية ظرفية. ومن ثم فقد شاء أن يوجه إلى ذلك القطر المقترح عدة أسئلة تتناول السعي للوحدة العربية، ان كان مشروعه قوميا، والمسؤوليات المترتبة على ذلك، ثم عملية البناء من حيث أسسها النهضوية ومن عواملها الصناعة والثقافة والميزان الاجتماعي بمعنى العدل، ثم التحديات المنتظرة التي ستكون في مواجهة تلك القيادة لهذه الأمة في تلك المرحلة من التاريخ، بأبعادها المختلفة.

تلمح في ثنايا النغمة التي يتحدث بها المفكر البحريني حجم المرارة التي تعتصره عن صدق، وبالتأكيد لابد ان تتفق معه فنحن نمر بمرحلة فيها قدر كبير من التراكمات الكارثية التي أثقلت كاهل الأمة، والى الحد الذي يصعب فيه رصد البدايات لتلك الكوارث التي لحقت بنا، حتى يمكن وضع الأسس الواجبة لمواجهتها وبذلك نكفل لمشروع اعادة البناء اسباب النجاح.

الواقع العربي الحالي وأزمته

المشكلة الآن التي تواجه أي قيادة تسعى للتغيير في الواقع العربي، هي ايجاد الأرضية التي سوف تبدأ من خلالها طرح مشروعها القومي، فقد اختلف المناخ، وتجذرت مجموعة من القيم تتعلق بالمفاضلة بين ماهو قومي حتى وان كان يستلزم قدرا من التضحية، وما هو قطري ويحقق عائدا حتى وان كان ضئيلا. اننا في مرحلة رده عنيفة تصفق للخلاص الفردي، حتى ولو كان على حساب الكلي أو الوطني فما بالك بالقومي، وكل له مبرراته، وان تلفتنا إلى الوراء في محاولة الرصد لتلك الأسباب التي أدت إلى تراكم تلك المحن التي حققت هذه النتائج فسوف يطول المقام للرصد والتحليل، فقد تعددت المعارك، وادلهمت الخطوب، و تكسرت النصال على النصال، والقضية الآن فضلا عن كونها تأتي في مرحلة بائسة من التاريخ العربي فهي أيضا، في المقام الأول أصبحت في نفس الوقت قضية (مصيرية)، لكثرة ما اعترى الأمة من تفسخ، وانهيارات، تذكرنا بقصيدة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي التي تساءل فيها(متى يعلنون وفاة العرب؟)، وبالطبع قامت القيامة ضده هجوما وافتراءا.

في السياسة يقول الدكتور علي فخرو (هل سيكون القطر القائد قوميا تضامنيا في السراء والضراء لينتهي ليكون شكلا من اشكال الوحدة العربية الشاملة ؟ أم انه سيكون فقط طريقا لهيمنة ذلك القطر القائد ومصالح نظام حكمه، بل يكون لخدمة مصالح قوى استعمارية وصهيونية خارجية ؟وهل هو مستعد ليتحمل تبعات التحاقه النضالي الصادق بتطلعات ومطالب جماهير الشعوب العربية ونضالاتها من اجل الحرية والكرامة الانسانية والاستقلال القومي والانتقال إلى نظام ديموقراطي سياسي عادل ؟

قضية الوحدة وعاملها الأهم

هنا نتوقف مع المفكر الفاضل، ونقول اننا حين نتحدث عن المفهوم القومي، ونتناول قضية الوحدة العربية عادة ما نركز على العوامل التقليدية الجامعة للوطن العربي، باعتبارها الهاجس لشعار الوحدة وهي وحدة الارض والتاريخ والمصير واللغة، ونتغافل عن العامل الأهم الذي بدونه تصبح كل تلك المقومات السالفة الذكر مجرد مقومات لا تؤدي بالضرورة إلى الوحدة المرجوة التي نتطلع اليها.

هذا العامل ذكره المفكر الايطالي (جوزيي مازيني) وحدده كشرط لازم هو (الأحساس العام بالوحده). يقول (ان الشعور أو الأحساس بالوحدة هو بمثابة الروح بالنسبة للجسد، التي تكسبه الحياة) ومن دون الروح يصبح الجسد كتلة من اللحم والعظم والدم لكنها لا تتحرك، كما الانسان حين يفارق الحياة.

الدكتور على فخرو سؤال مشروع..من يقود الأمة؟

يستدرك الأستاذ الكبير علي محمد فخرو فيعقب على سؤاله للقطر القائد المقترح بالقول ان حاول بالفعل ان يتحرك بمفهوم قومي صحيح (ان ذلك سيعني اصطدامه المباشر مع بعض قوى الخارج وقوي الداخل العربية، حيث التعايش مع الكلمات الرنانة الكاذبة، والرفض التام للفعل الذي يغير الواقع بصورة جذرية. وهو أمر يتناقض كليا مع أي نظام ديكتاتوري، ومع أي طموحات سياسية انتهازية لهذا الفرد الحاكم أو ذاك، ومع أي تعايش مع المشروع الصهيوني في أرض العرب.

سؤال نطرحه للمراجعه

هل ما زالت قضية الوحدة العربية شعارا يستحوذ على زخمه؟ أم انه أصبح شعارا يقابل بابتسامة باهته على وجه مستمعك لا تعبر من انعكاساتها سوى عن شفاه مدلاة تحمل من السخرية اضعاف ما تحمله من قناعة أو حتى مجاملة! لقد تجذرت الاقليمية إلى حد الهوس، واصبحنا نرى ونسمع من بعض الاصوات المتمكنة في الدول العربية الدعوات لطرد مواطنين عرب جاءوا للعمل في بلادهم.واصبحت المعارك العسكرية على بعض الاراضي العربية تنظم من قبل نظم عربية اخرى، وتعزز قدراتها بجلب المزيد من المرتزقة لفرض شروط واملاء التزامات على نظم شرعية في هذه الدولة أو تلك. أصبحت (المعارضة السياسية) مهنة للتعايش بعد أن كانت موقفا من سياسات. كنا في ماض ليس ببعيد ننتفض ضد الاحلاف العسكرية ونزأر في مواجهة أي قواعد عسكرية يسمح بها هذا النظام أو ذاك، والآن اصبح الوجود الاجنبي من المسلمات، بل وتتعدد جنسياته. كانت فلسطين قضية العرب الأولى، والرئيسية، ولكن الآن تذكر فلسطين استحياءا، والادهى والأمر أننا كنا نتحدث عن فلسطين واحدة، ولكن ماذا تقصد الآن حين تتحدث عن هذا الوطن السليب.هل انت مع فلسطين المنظمة التي يقول ميثاقها انها الممثل الشرعي الرسمي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأعيد التعبير (الوحيد) أم تتحدث عن فلسطين غزة وحماس.هل يمكن أن تنقسم الحركة الوطنية للمقاومة إلى هذا المستوى الفادح في روعنته؟. نتساءل ايضا بكل البراءة، أي ضمير وطني يسمح أو يبرر ذلك!؟

ثم هذه القناة العربية الشهيرة، التي احتفل بمولدها اغلب العرب ان لم يكن جميعهم، قناة وضعت شعارا لها يقول (للرأي والراي الآخر)، ثم نكتشف بمرور الايام و سرعة مجرى الاحداث، انها في اغلب برامجها قناة محلية صرف توجه معاركها لخصوم نظامها، بالأضافة انها نافذة لكل القادة الصهاينة لكي يطلوا على الامة العربية من خلالها، ولا أذكر اسم القناة لسببين اولا لأنني لست في مجال التشهير أو التحريض، ثانيا لأنها أصبحت مكشوفة وعارية حتى من ورقة التوت لكي يعرفها الجميع.

يقولون ان التاريخ حين يتقدم في حركته إلى المستقبل، توصف بعض فصوله بالمأساة، ولكن ان تكررت تلك الفصول فانها توصف بالهزل، ولكننا في الحال العربي الآن نرى اننا لم نتقدم إلى الأمام بحثا عن المستقبل، ولم نعد حتى إلى الخلف حيث الهزل، وانما هبطنا بالتاريخ إلى ما تحت القاع.

هل نتذكر ذلك التصريح الذي اطلقه مؤخرا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في قوله (لقد نجحنا في القضاء على القومية العربية)!!! وبالتأكيد هو تصريح في اصله وفرعه مغالط، فالهوية تولد مع الانسان، ويموت الفرد، ولكن الأمة لا تموت، ولهذا فالقومية العربية لا تموت ما دامت الأنفاس العربية تتردد، وان تراجع الشعار بفعل الكثير من الأزمات والمغالطات، فهو لا يعدو عن كونه، تراجع مؤقت، يزول مع زوال أسبابه، حتى وان كانت التجربة قد تعثرت.

حين كانت الشعوب هي الحارس للأمن القومي

عام 1956 كان العدوان الثلاثي على مصر أثر تأميمها لقناة السويس، ولابد ان تعي الذاكرة كيف انتفضت الأمة بأسرها، وترجمت تلك الانتفاضة في المظاهرات التي اجتاحت العواصم والمدن العربية ضد العدوان، وكيف دمرت الكثير من المنشآت الاجنبية وعلى رأسها انابيب البترول التي تحمله إلى أوروبا في القطر السوري. تعي الذاكرة كيف تمت مقاومة الاحلاف الأجنبية (حلف بغداد وانتفض الشعب الاردني ضد زيارة المسؤول البريطاني (بتلر) للدعوة للحلف، كما استنفرت ضد مشروع

 ايزنهاور المعروف بنظرية الفراغ في منطقة الشرق الاوسط بعد رحيل القوات البريطانية والفرنسية عام 1957. ثم استنفر مرة اخرى ضد الدعوة الامريكية للحلف الاسلامي عام 1961.

رحلت الجيوش الاستعمارية وتحققت سيطرة مصر على قناة السويس، ولكن الأهم والأخطر أن المشاعر العربية لم تهدأ مع الانتصار، وانما تحركت لأمل أكثر أغراء ومطلبا وهو الوحدة العربية بكم من الأحساس الجارف، ومن هنا ولدت تلك التجربة المصرية السورية والتي اسفرت عن ظهور دولة جديدة هي (الجمهورية العربية المتحدة، وقد احتضنها الشعب العربي، وارتفعت في السماء العربية اهازيج الفرح، بقدر ما بثت من الوان الفزع لدي الدوائر الاستعمارية وما يدور في فلكها.

هكذا ظهرت تجربة كانت رائدة، وكان لوقعها كذلك على مستوى العالم العربي تأثيره البالغ، فلم يتصور أحد أنه يمكن في زمنه المعاصر ان تتحقق اول وحدة عربية بارادة شعبية خالصة، وكانت الفرحة عامة، والأغاني والأناشيد تطرب لها الأرواح قبل الآذان (وطني حبيبي الوطن الاكبر، ما الموسكي لسوق الحميدية، بدي عريس اسمر عربي شرط من المتحدة طلبي، المارد العربي، يا ليلة بيضا يا نهار بيلالي، على مصر وسوريا تم اللي في بالي)، وصدرت تصريحات معادية (عدنان مندريس في تركيا يقول (شئ يدعو للقلق أن تنام في الليل وعلى حدودك دولة تعدادها أربعة ملايين، وتستيقظ في الصباح فتجدها ثلاثين مليونا) وبن جوريون (اصبحت اسرائيل بتلك الوحدة كالبندقة بين فكي الكسارة) إلى تصريحات اخرى عربية واقليمية ودولية ان كانت تبارك الا انها لا ترحب.

حتى عدوان عام 1967، وقد اسفر العدوان عن احتلال اجزاء من مصر وسوريا والضفة الغربية

والقدس الشرقية، ولكن العزيمة لم تفتر، والهمه لم تتقاعس، وحين تنحى عبدالناصر معلنا تحمله للمسؤولية كلها، انتفض الشعب العربي، مع الشعب المصري، مطالبا عبدالناصر بالرجوع عن تنحيه

وابرق له كثير من القادة سواء من العرب أو من دول عدم الانحياز أو الدول الافريقية وكتب له الرئيس الفرنسي شارل ديجول (ان النصر والهزيمة عوارض في حياة الشعوب، مذكرا اياه بأن فرنسا تعرضت للغزو والاحتلال في الحرب العالمية الثانية، وان الشجاعة في التصدي وليس في التنحي)

السؤال اليوم عن حالنا الآن، بعد ان تراجعت كثير من القيم والمفاهيم لدرجة ان الخيانة اصبحت مجرد وجهة نظر. تراجعت حركة الأحزاب القومية والأشتراكية، وصعدت إلى السطح التنظيمات المتأسلمة أي التي ترفع شعارات دينية، وتستخدم العنف وأدوات القتل والأغتيال لفرض مناهجها.

ويل لأمة تبحث عن بطل

02 المفكر القومي البارز معن بشور درس التجربة في المؤتمر القومي العربي

اكثر الويلات التي يمكن ان تتعرض لها الشعوب، هو البحث عن بطل يرفع عنها الظلم، ويدفع بحركتها وبمستقبلها إلى الأمام، فالبطولة ليست وظيفة شاغرة، ينبغي ان نبحث لها عن من يشغلها، والبطولة عموما في حياة الشعوب حالة استثنائية، وقت ان تدلهم الخطوب، فيظهر البطل المخلص. البطل ابن الظرف التاريخي، ويخرج من رحم المأساة، تماما كما تساءل توفيق الحكيم في روايته (عودة الروح) عن دور تشتد الحاجة اليه وهو دورالفرد المخلص للوطن والامة، وقد تأثر بها المواطن الشاب جمال عبدالناصر، ولذلك كان التأثير بالكلمة على وجدان البطل المهموم بقضية الوطن. لكن في الأساس على الشعوب أن تتحرك، وان تعبر عن مطالبها ومن ثم تفرض ارادتها في النهاية.نأتي لمسؤولية النخب الفكرية عموما والسياسية خصوصا، سواء مارست مسؤوليتها عبر مؤسساتها الخاصة أو عبر المؤسسات الاعلامية من كتاب ومثقفين أو عبر ابداعاتهم الأدبية أو الفنية، لكي يمهدوا الطريق باستنارة الرأي العام، واستنهاض الهمم، وايضاح معالم الطريق نحو تصحيح المسيرة، فالأعتماد لابد ان يكون على المواطن الناخب، وليس الأنتظار لوصول البطل أو قيام انتفاضة أو حتى ثورة.

تجربتان لهما تاريخ

مع تراجع الأحزاب والتنظيمات القومية والاشتراكية، كانت هناك تجربتان تمت معاصرتهما، وكانا يعدان مثلا للحركة الجماهيرية التي تستهدف التنوير، والثقافة والمعرفة وتعزيز المشاركة الجماهيرية التي عمادها العقل والفكر، وكانتا تبشران بالخير، وربما كانت هناك تجارب أخرى قصرت الذات عن التعرف عليها.احدى تلك التجارب كانت قومية باشرت نشاطاتها في العاصمة اللبنانية بيروت، والأخرى محلية جرت في العاصمة البريطانية، جمع بينهما الجهد المخلص، والآمال العراض، والنتيجة أو المحصلة كانت كانت تدعو للتفاؤل، ولمصداقية العرض كانت هناك تجربة ثالثة في لندن أيضا اسمها (جمعية أصدقاء الجامعة العربية) وكانت نهايتها اقصر مما يتصور خيال، فقد تنكبت

بنيامين نتنياهو وتصريحه المغالط
نجحنا في القضاء على القومية العربية

الطريق ابتداء.

تجربة المؤتمر القومي العربي

تظل تجربة المؤتمر القومي العربي من انصع التجارب القومية التي قدمت على المستوى الفكري العربي ولابد ان نذكر بكل التقدير والعرفان علمين من اعلامها وهما الدكتور خير الدين حسيب والمفكر القومي البارز معن بشور، وهو اسهام تاريخي، حتى وان انتكست الفكرة، واضمحلت بعد ان تم التوسع في عضويتها بدعوى ان تضم الكثير من قيادات كل القوى الوطنية بتعدد مدارسها، وقناعاتها، تحت وهم اثراء الحركة، وهو هدف شديد الاغراء ان لم تتحسب لنتائجه، وقد أثمر ذلك التوجه عن خيبة أمل عريضة، لسبب شديد الوضوح، وهو انك لا يمكن ان ترضي الجميع في الأوقات العصيبة، فلكل هدفه والتزاماته ومصالحه. بصرف النظر عن الواجب الوطني أو القومي

تشكل المؤتمر القومي العربي، ومثيله المؤتمر القومي العربي  الاسلامي، وضم نخب وقيادات لها تاريخها واسهامها، ولكن يبدو ان الحماس للأفكار لا يتساوى مع الحماس للأوطان، وثمة خلل حدث، وكانت النتائج ان الازمات كانت أكبر من قدرات القيادات، ولعل المستقبل يحمل لنا درس التجربة وعظة الحركة، ونرى تنظيمات أكثر حذرا في تحديد الاهداف، واكثر تواضعا في رصد القوى.

تجربة (النادي العربي في بريطاني)

يظل النادي العربي في بريطانيا اسم له رنين خاص، وذكرى حالمة بغايات نبيلة، وجهد ازعم انه كان خالصا لوجه الله والامة، ولكن تشابكت ظروف شتى لتقويض تلك التجربة، أستطيع أن أحدد المسؤول الأول عن ضياع تلك التجربة، وأوجزه بالقول أنه (النظام العربي) وقد تبدو العبارة غامضة ولا تكشف عن تفاصيل، ولكن ذلك إلى حين، لكي نرصد المسؤولية بكاملها سواء النظام العربي وفحواه أو بعض القصور الذي صاحب الأداء، نتيجة لعوامل كثيرة

جمال عبدالناصر
زمن المد القومي

اطمع في ادونها تفصيلا ذات يوم، ولا يمكن ان أترك أو أختم تلك السطور دون أن أذكر بكل التقدير والعرفان الدور الأول والمؤثر الذي قام به في عملية البناء والتشييد لذلك الصرح وهو السيد ضياء الفلكي.

الفكر القومي وانتشاره.

يختم المفكر البحريني دعوته (من يقود الأمة..نحو عمل عربي مشترك؟) بعدة سطور عن فترة الخمسينات والستينات أي بمعنى آخر فترة صعود التيار القومي، وما حققه من انتصارات تؤكد وتدعم أن الأمة لن تستطيع ان تجمع شتات ذاتها في النهوض الا بصعود التيار القومي وقيادته لحركة النهضة، ويقول الدكتور علي فخرو (لقد جرت محاولة كبيرة رائعة مماثلة لما نقول في خمسينات وستينات القرن الماضي، ولكنها تعثرت مع الأسف لأسباب مأساوية واضطرابية كثيرة، لقد كانت محاولة لها وعليها. من يريد أن يعاود الكرة عليه أن يدرس، وبتمعن وموضوعية والتزام قومي صادق، تلك التجربة.أنها مليئة بالدروس والعبر، وفي المرة القادمة يجب أن تقل الأخطاء وتعلو الأرادة إلى عنان السماء.

العدد 106/تموز 2020