الآداء السياسي الخارجي العربي والقوى الدولية الكبرى: حاضر المستقبل ومستقبل الحاضر

ا.د. مازن الرمضاني*

منذ زمان والعالم يتغير وبمعدل سرعة غير مسبوقة.أن هذا التغيير لم يؤد، مثلا إلى زيادة حدة الاختراق الاعلامي والثقافي والامني للدول فحسب وأنما ايضا إلى نمو ظاهرة الاعتمادية الدولية هذا جراء بروز قضايا ومشاكل جديدة أضحى التعامل واياها بجهد ذاتي أمرا عسيرا، فضلا عن اتجاه العالم إلى الاقتران بهيكلية دولية لم تعد تقتصر على تلك الوحدات الدولية التقليدية، بمعنى الدول الوطنية (القومية) وإنما صارت تتأسس ايضا على وحدات دولية جديدة ومؤثرة من غير هذه الدول، كالتجمعات الاقتصادية الإقليمية والعالمية وكذلك الشركات متعددة الجنسيات مثلا.

وتبعا لذلك يضحى الادراك الموضوعي للواقع الدولي الراهن بهياكله المؤثرة وقيمه وألياته، وسياساته مسألة في غاية الأهمية. ولنتذكر أن السياسة الخارجية لهذه الدولة أو تلك لم تعد تتأثر بحقائق واقعها الداخلي فقط على الرغم من إهميته، وأنما أيضا بالفرص و/أو الكوابح، التي تفرزها المعطيات و/أو المتغيرات الدولية، اقليميا وعالميا السائدة في لحظة تاريخية محددة. لذا يتفق الراي على أن فاعلية السياسة الخارجية لكل دولة أنما تنبع من مدى قدرة صناع قراراتها على الادراك السليم لمعطيات واقعها الداخلي وكذلك الخارجي.

ولقد أدت مخرجات الإختلالات الهيكلية التي استمر الجسد العربي يتميز بها عبر الزمان ولاسيما القطرية والتبعية والإنكشاف الاستراتيجي إلى تعطيل الأخذ بسياسات عربية موحدة تتعامل مع التحديات الوطنية والقومية على وفق رؤية واحدة وبأدوات تعبر عن القدرات العربية وهي بمجملها ليست ضئيلة التأثير. والسؤال المركزي لمقالنا هذه هو: كيف كان واقع الاداء السياسي الخارجي العربي حيال القوى الدولية الكبرى ولماذا ؟ وكيف يحتمل أن تكون مشاهده خلال زمان المستقبل المتوسط؟

  1. واقع الاداء السياسي الخارجي العربي حيال القوى الدولية الكبرى

ابتداء يقصد بمفهوم الآداء تلك الانماط من السلوك السياسي الخارجي التي تعتمد من قبل إحدى الدول حيال سواها من الوحدات الدولية سواء كانت هذه دول أو منظمات دولية أو غير دولية سبيلا لتحقيق اهداف محددة منشودة وباكلاف سياسية مقبولة. ويعّد تحقيق هذه الأهداف مؤشرا على مدى فاعلية هذا الآداء ومنّ ثمّ نجاحه. وتنبع أهمية الأداء السياسي الخارجي بحد ذاته من تأثير مخرجات مجموعتين أساسيتين من المتغيرات:

فأما عن المجموعة الاولى، فهي تعكس المخرجات المتعددة لعملية التغيير المستمرة في بنية عالم اليوم. وجراء ذلك لم تعّد الدول المعاصرة قادرة على الإنكفاء على ذاتها ومن ثمّ تجنب تفاعلها مع غيرها. فمعطيات عالم اليوم لمّ تعد تسمح بذلك إلا مؤقتا و/أو نادرا. ومن هنا أصبح التفاعل بين الدول ضرورة لا تستطيع الدول مهما كان حجمها ووزنها تجنبها. كما انه استمر يدفع بجل الدول إلى توجيه نسبة مهمة من نشاطها السياسي الرسمي وغير الرسمي إلى خارج حدودها الدولية، وبهذا النشاط يُراد عادة ترتيب ظروف البيئة الخارجية الإقليمية والعالمية للدولة وعلى ذلك النحو الذي يرفد سعيها المستمر إلى ضمان قيم ومصالح أمنها الوطني (القومي) بمعناه المجتمعي الذي يشمل الدفاع والتنمية في أن بعناصر فاعلة مضافة.

ومنذ حصولها على استقلالها السياسي حرصت الدول العربية، على وفق قدراتها ونوعية مصالحها على إدامة علاقات دولية صارت واسعة بمرور الزمان. بيد أن إدارة هذه العلاقات لم تكن بمعزل من ناحية عن تأثير الإختلالات الهيكلية في الجسد القومي العربي وعلى نحوٍ لمّ يؤدّ، في العموم إلى رفد الآداء السياسي الخارجي العربي بمدخلات الفاعلية والتأثير. وأما من الناحية الثانية، فهذه الإدارة لم تعبر في العموم عن سياسة خارجية عربية موحدة إنصرفت إلى تحقيق المصالح العربية المشتركة وإنما عن سياسات رمت في الغالب إلى تحقيق مصالح قطرية. إن الاستثناءات الايجابية التي اقترن بها الاداء السياسي الخارجي العربي كالحظر النفطي العربي في عام 1974 والتي افضت مخرجاته في وقته إلى القول إن العرب صاروا قوة كبرى لم تتكرر مرة أخرى.

  1. مدخلات فشل الاداء السياسي الخارجي العربي.

وتفيد تجربة هذا الآداء اقترانه بسمات لم تُعبرعن نوعية الإرضية الرخوة التي إنطلق منها فحسب وانما تفسره أيضا. ولعل من بين أبرزها الآتي:

1.2 قصور الإدراك العربي

 الإدراك والسلوك تؤامان متفاعلان. فالاول يحدّد مضمون الثاني. والثاني، في حالة نجاحه، يكون رافدا مهما يجعل هذا السلوك لاحقا اكثر كفاءة في تعامله مع معطيات خارجية متغيرة.

وتؤشر التجربة أن عموم الإدراك العربي كان قاصرا. ومرد ذلك متغيرات نفسية مهمة ومؤثرة يمكن إختزالها بما يفيد أن الذهنية العربية أو معظمها في الأقل ما زالت ماضوية المضمون والإتجاه. فضعف الإنشداد العربي الفعلي إلى المستقبل دفع إلى إستمرار التمسك برؤى ثابته ومسبقة لكيفية التعامل مع عالم لمّ يكن يوما ساكنا وبمخرجات عطلت قدرة الإرتقاء بنوعية الإدراك العربي إلى مستوى تحديات الاحداث وعمليات التغييرالدولية.

فمثلا أدرك صناع القرار العربي في وقته أن النظام السياسي الدولي الجديد الذي بشرت به الولايات المتحدة الأمريكيةٍ، وتبعا لمفهومها له، لا يتيح هامشا للحركة المستقلة. وقد دفع ذلك إلى الأخذ بسلوك قوامه الإنسياق وراء سياساتها حتى حيال تدمير دولة عربية أساسية هي العراق.

إن قصور الإدراك العربي حال دون القدرة على توظيف الفرص التي تنطوي عليها معطيات السياسة الدولية دعما للاهداف العربية المنشودة في ضمان الامن، ودعم التنمية الوطنية و/أو القومية المستقلة وكذلك التجنيد السياسي الدولي الأمر الذي ساهم ايضا في تعطل إكتساب الآداء السياسي الخارجي العربي لخاصية الفاعلية بثمن مقبول سياسيا.

2.2 التذبذب بين المثالية والنفعية

لقد أدى النمو داخل أسوار القطرية خلال العقود الطويلة السابقة إلى تبني جلّ الدول العربية خلال هذه العقود انماط من السلوك لمّ تؤدّ حصيلتها إلى الحيلولة دون تبلور رؤية إستراتيجية موحدة فحسب، وإنما كذلك إلى أن يكون أدائها السياسي الخارجي تائها بين المثالية والنفعية.

فأما عن الآداء المثالي، بمعنى تغليب الرؤية الاخلاقية في التعامل الدولي على الرؤية الإستراتيجية، فلقد تجسد مثلا في كيفية تعامل العرب مع الإتحاد السوفيتي السابق في وقته. فنوعية هذا التعامل يصلح لان يكون حالة دراسية مهمة.

لقد تأسست هذه العلاقة وتطورت نتيجة للحاجة المتبادلة اليها. على أن إستمرار هذه الحاجة لمّ يحل دون أنّ يتسم تطورها بخاصية الجزر في معظم الاحيان. ومرد ذلك متغيرات خضع الطرفان العربي والسوفيتي لتأثيراتها، لسنا هنا بصدد تناولها. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن عدم إدراك العرب للتحولات الإساسية التي مرت بها مضامين السياسة الخارجية السوفيتية، ولا سيما منذ عهد بريجنيف صعودا، حيال الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى بقاء السلوك العربي أسيرا لتصوراته المثالية السابقة عن تلك السياسة وخصوصا أثر البعد الإيدولوجي فيها.

ويؤشر هذا المثال أن مقاربة الواقعية السوفيتية بالمثالية العربية إنطوت على مخرجات جعلت الأداء السياسي الخارجي العربي يتحمل سلبياتها. فالمراهنة العربية على أن يكون السوفيت بديلا عنهم، وأن يتحمل هو تبعات ذلك لمّ يكن أساسها سوى الوهم. وهنا لنتذكر أنّ الدول، عندما يتعين عليها المفاضلة بين المصالح العليا والايدجولوجية، فإنها تحرص على أن تختار ذلك الخيار الذي يحقق لها مصالحها الأكثر أهمية. والمصالح السوفيتية كانت في وقته مع الأمريكان وليست مع العرب. هذا على العكس من زمان إشتداد حدة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي السابق. فالمصالح السوفيتية كانت انذاك عموما مع مصالح االدول العربية المناهظة للسياسة الأمريكية.

 وتفيد تجربة العلاقة العربية-السوفيتة أنّ الإعتماد على الإجنبي، ومهما كان حليفا و/أو صديقا يُعد وهما كبيرا. فالسياسة الدولية استمرت ومنذ معاهدة وستفاليا 1648 تتأسس على فكرة: لا أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، وإنما مصالح دائمة.

وأما عن الآداء النفعي، بمعنى الأخذ بالواقعية أو البرغماتية المفرطة منهجا ومنطلقا في أن، ومنّ ثمّ سحبها على مضمون التعامل السياسي الخارجي فأنه دفع بفريق آخر من العرب إلى التكيف الاذعاني مع أهداف سياسات دول كبرى أكدت التجربة إنها تسعى إلى تحقيق مصالح تتقاطع حتى مع مصالح الدولة العربية القطرية ذاتها. صحيح أن هذا الفريق حقق لذاته مصالح أمنية-سياسية قطرية أنية. بيد أن ذلك لمّ يكن بمعزل عن ثمن باهض.

 فأضافة مثلا إلى تجذر التبعية الخارجية، وتكريس الإنكشاف الإستراتيجي القطري وعلى نحوٍ جعل بعض العرب مجرد أطراف في لعبة دولية لايملكون ليس فقط إرادة المشاركة المباشرة في صنعها بل ولا حتى إبداء الرأي بشأنها افضت مخرجات الاداء النفعي العربي إلى دعم عناصر خروج العرب من التاريخ باخرى مهمة مضافة.

 3.2 عدم عقلنة الآداء السياسي الخارجي العربي

 تتشكل السياسة الخارجية من الافعال وردود الافعال. ويفيد تاريخ السياسات الخارجية العربية تميزها بغلبة ردود الافعال في العموم على الافعال ولا سيما تلك التي تعبرعن المباداة أو المبادرة السياسية. هذا إضافة إلى خاصية أخرى جعلتها وعملية صنع السياسة الرشيدة على طرفي نقيض. وتكمن هذه الخاصية في عدم القدرة على إختيار ذلك البديل الذي يؤمن المصلحة (أو المصالح) المتوخاة بين بدائل منظورة تتراوح بين أحسن وأسوأ الممكن.

ومما ساعد على ذلك غياب العقلنة. فردود الافعال العربية لم تستو مع نوعية الفعل السابق عليها ولم تذهب بالإتجاه المعاكس له. فكما أن العدوان على بعض العرب لم يؤد، في الغالب إلى فعل عربي جماعي مضاد وفاعل تطبيقا لميثاق الدفاع العربي المشترك كذلك كان الإستفزاز الخارجي المخطط مسبقا يدفع عربيا إلى الرد عليه بمثله وبالتالي المشاركة سواء بالوعي أو بدونه في عملية تصعيد الموقف ومن ثم خدمة الاهداف الخارجية المنشودة.

أن هذه الخاصية لمّ تؤدّ إلى دعم حركة الطرف الخارجي بمجموعة فرص ساعدته على إستثمارها لصالح إدارته للموقف وبما يخدم مصالحه فحسب، وإنما كذلك إلى غياب الندية عن جلّ العلاقات العربية- الدولية وبمخرجات جعلتها من نمط العلاقات الصفرية: طرف يربح لانه يتحرك في ضوء تخطيط مسبق وتفكير بالمستقبل، وآخر يخسر لان الإنحياز إلى المستقبل بعيدا عن وعيه.

وفي ضوء مخرجات سمات الآداء السياسي الخارجي العربي متفاعلة مع الإختلالات الهيكلية الداخلية في الجسد القومي العربي لا يمكن القول موضوعيا أن إحتواء تراكمات هذه المخرجات يمكن أنّ يتمّ بين ليلة وضحاها. فهذه لا تحتاج إلى زمان ليس بالقصيرفحسب، وإنما إلى قيادات عربية تدرك أنّ ديمومة التردي والتراجع الحضاري العربي ممتدا الى المستقبل ينطوي على تعريض الكيان ليس القومي، بل وأيضا القطري، إلى أخطار كيانية حقيقية.

 ولنتأمل موضوعيا في ابعاد ما يجري حاليا في دول عربية أساسية وأخرى مهمة. فما يجري فيها يستوي والإنذار المسبق عن حالة يراد بها الإنتشار إلى دول عربية أخرى، ومن ثم إنهاك الوطن العربي سبيلا لبناء الارضية الملائمة لدعم شرذمته اللاحقة.

  1. مشاهد مستقبل الآداء السياسي الخارجي العربي حيال القوى الدولية الكبرى؟

وفي ضوء مضامين سمات هذا الاداء نفترض أن مشاهد المستقبل ستتوزع على ثلاثة مشاهد أساسية: مشهد استمرارية الاداء العربي الراهن حيال هذه القوى ومشهد الاداء الفاعل والمؤثر ومشهد تفاعل ديمومة الاداء السلبى الراهن مع اتجاهه نحو الفاعلية.

 1.3 مشهد استمرارية الاداء الراهن

 يفترض هذا المشهد أن المستقبل سيكون إمتدادا لمخرجات الاختلالات الهيكلية العربية في نوعية الاداء السياسي الخارجي العربي، سيما وأن الإنكشاف العربي الناجم عن هذه الإختلالات لا يجعل من الدول العربية منفردة و/أو مجتمعة قادرة على التعامل الدولي الهادف والمؤثر مع القوى الدولية الكبرى.

ويتفاعل ما تقدم مع مسألتين مهمتين: أولهما أن إستراتيجيات القوى الدولية الكبرى حيال العرب وكما تشير التجربة لا تتغير إلا نادرا. ومما يدعم ذلك أمران: أولا سعي هذه الدول إلى انجاز اهداف ومصالح ثابته. وثانيا أن التأثير الذي تتمتع به هذه القوى في سياسات الدول العربية ينبع أيضا من مقايضة تقديمها الدعم لها مقابل حماية مصالحها المنشودة.

ولا تفيد المعطيات الراهنة باحتمالية إقدام القوى الدولية الكبرى على أحداث تغيير جوهري في إستراتيجيات تعاملها مع العرب. فطالما أن السلوك العربي حيال هذه القوى يعودعليها بارباح أنية ومستقبلية تفوق الخسائر فإنها لا تجد سببا كافيا يدعوها إلى تغيير هذه الإستراتيجيات.

 2.3 مشهد الاداء الفاعل والمؤثر

غني عن القول ان الوطن العربي لا يستطيع أن يكون بمعزل عن أحد قوانين الحياة أي قانون التغيير. وتبعا لذلك يفترض هذا المشهد أن الواقع العربي قد عاش خلال زمان المستقبل المتوسط تحولات إيجابية افضت مخرجات تراكماتها إلى أن يقترن العمل العربي المشترك بمستويات متقدمة من التكامل النظامي، ومن ثم بفاعلية خارجية هادفة ومؤثرة.

وينطوي التاريخ العربي المعاصر على أمثلة تؤكد أن اتفاق العرب على سياسة موحدة، يفضي إلى أن يكون تأثيرهم في سياسات القوى الدولية الكبرى حيالهم فاعلا. فمثلا لو أن سياسة توظيف النفط العربي خدمة للمصالح العربية العليا استمرت ممتدة، لكانت تراكماتها قد إستطاعت الإرتقاء بالوطن العربي إلى مستوى عال من التأثير الدولي، وحققت ما قيل في بداية السبعينيات من القرن الماضي وأثناء الحظر النفطي العربي: إن العرب صاروا قوة دولية كبرى.

إن التغييرالإيجابي في الواقع العربي سيفرض بالضرورة على القوى الدولية الكبرى تعاملا جديدا مع العرب قوامه احترام تطلعهم إلى ضمان مصالحهم في الأمن وتحقيق التنمية المستدامة والدور الدولي مثلا. ومما يدفع إلى ذلك ايضا ادراك هذه القوى منفردة أن التوتر عندما يكون سمة علاقتها مع بعض أو جل العرب متوترة فانه يدفع بالقوى الكبرى المنافسة لها إلى توظيفه لصالح دعم علاقتها مع العرب على حسابها. ومن هنا ينبع حرص هذه القوة الكبرى أو تلك على أن لا تكون علاقتها، ومن ثم مصالحها مع العرب مهددة.

3.3 مشهد تفاعل ديمومة نوعية الاداء العربي الراهن مع اتجاهه نحو الفاعلية

 يفترض هذا المشهد ان الدولة القطرية العربية ستعمل جراء تأثير ثمة مدخلات مهمة على تشجيع العمل العربي المشترك وتطويره، ادراكا منها لجدواه في خدمة مصالحها. وهذا سيفضي إلى أن يشهد المستقبل انماط من الاداء العربي لا تقتصرعلى الانطلاق من أداء يولي المصالح القطرية الاولوية وإنما يشمل ايضا الأخذ باداء يُحقيق التوازن بين مخرجات سياسات التفكير القطري والتفكيرالقومي. ومثل هذا الاداء المزدوج سيدفع بالقوى الدولية الكبرى الى تَكييف أنماط سلوكهم حيال العرب على وفق نوعية ادائهم السياسي الخارجي حيالها.

وفي ضوء مضامين المشاهد اعلاه يبقى السؤال: أي من هذه المشاهد سيقترن به الاداء العربي حيال القوى الدولية الكبرى في زمان المستقبل المتوسط ؟ إننا نرجح المشهد الثالت.

استاذ العلوم السياسية ودراسات المستقبلات