بيروت عروس البحر الأبيض المتوسط

ماذا بعد الانفجار؟

بيروت تحترق،، ارتجت قلوبنا وعقولنا ونحن نشاهد فاجعة احتراق بيروت،، مدينة الجمال والسحر والسياحة العربية والعالمية،، مدينة الفن والأزياء والأدب والشعر والثقافة، مدينة التعايش بين أبناء الوطن رغم الاختلافات الفرعية فالكل يتغنى بحب بيروت وحب لبنان.

لن ادخل في تفاصيل الأسباب والمسؤولية المادية أو المعنوية لهذه الكارثة،، فقد تناولتها كل وسائل الاعلام المسموعة والمشاهدة والمقروءة مما يغنيني عن الحديث عنها.

أنا لا اخاف على بيروت، ففيها شباب هبوا لنجدة مدينتهم الحبيبة،، أسعفوا الجرحى،، رفعوا الشهداء من مناطق سقوطهم وهم يُصَلُّون  عليهم ويحتضنون من بقي من أهاليهم،، تسابقوا لرفع الأنقاض،، غسلوا الشوارع كي يعيدوا ما يمكنهم إعادته من وجه بيروت.

يقلقني امران،، الاثار البيئية في الهواء والماء والتربة،،، ومدى ما تؤثر به من انتشار أمراض وأوبئة نتيجة انتشار المواد الكيميائية التي تسببت بالانفجار،، الصدمات النفسية التي قد تلحق بالكبار والأطفال على حد سواء وحاجة البلد لتجاوزها والتخلص من نتائجها بأسرع ما يمكن،، وهذا يعتمد أساسا على قدرة اللبنانيين كل باختصاصه على امتصاص هذه الاثار والتخلص منها، باْذن الله.

الخوف من استغلال قوىً خارجية بحجة مساعدة لبنان على تخطي الأزمة فيخرجوا بمخططات كانت قد أُخفيت في أدراجهم زمناً حتى تحين الفرصة لإخراجها،،، مثلا ان يقترحوا وضع لبنان تحت الوصاية أو الحماية الأجنبية (جيوش دولية أو تعيين أوصياء يقومون مقام الحكومة من غير أبناء البلد)،، وقد شاهدنا من استقبل (ماكارون) بتظاهرات تدعوه لإعادة حماية فرنسا على لبنان.

لست بمعرض إصدار حكم على أحد،، فمشاعر اللبنانيين والكثير من العرب معهم مشتعلة برغبة التخلص من المتسببين بالفساد والإفساد على مدى عقود كثيرة،، وقد يظنون ان الأجنبي سيأتي ليخلصهم ويبني بلدهم حبا بهم (أي الشعب اللبناني أو غيره من الأقطار العربية) وأنا احيلهم شرقاً إلى (العراق) وكيف تحطم وتشتت واستشرت في مفاصله أمراض العنصرية والطائفية ومفاسد السرقات والرشاوى وقتل أو تهجير العقول البشرية التي كان بإمكانها بناء عراق حر.

رحم الله شهداء بيروت والهم ذويهم الصبر، وشفى الجرحى وأعادهم سالمين كي يساهموا في اعادة مدينتهم للحياة،، ندعو الله ان يحمي البلاد العربية من كل من أراد بها سوءً.

العدد108/ايلول 2020