سارة الزين وشعرية الروح

سارة الزين لـ »الحصاد«:

 »القصيدة هي بيت الشاعر الأوّل وسكنه وإرثه ووجوده«.

 »بتّ أؤمن الآن أن أجمل ما في الشعر هو أنّني لا أعرف ما هو ولا أريد أن أعرف ولا أستطيع تعريفه«.

 »ملتقى الشاعرات العربيات، هدفه مدّ جسور بين الشواعر في العالم العربي«.

بيروت من ليندا نصار

تمثّل سارة الزين تجربة أدبية فريدة في الوسط الثقافي اللبناني والعربيّ، فهي التي تعيش دهشة الشعر بروحها وقلبها، وهي التي أطلقت العنان لقلمها، وجسّدت هذا الفيض من الإبداع في ديوانها الأول تحت عنوان  »حتى مطلع الشعر« الصادر عن دار مدارك للنشر 2020، وقد سبق لها أن كتبت أعمالا روائية متعددة. وسارة الزين الشاعرة التي لا يكلّ جفنها عن استنشاق الشعر من مرايا الذات والعالم من خلال تجسيد رؤاها الجمالية، قد خلقت الواقع البديل بالشعر في ظلّ ما يعيشه لبنان من أزمات وأحزان. القصيدة بالنسبة إليها روح تحتوي على كل العناصر التي لا تتجزّأ، وهي التي تؤرقها وتسيطر عليها بل هي أبعد من أن تسجن في خانة أو أن يتمّ تعريفها، فتعتبر الشاعرة أنّ الشعر أبعد بكثير من أناملنا ومآربنا وأصابعنا المتفلتة من قبضة الخوف. صدر للشاعرة ثلاث روايات وديوان شعر، وقد نشرت مقالات عدّة وشاركت في مهرجانات ولقاءات شعرية في لبنان والعالم العربي، وهي في هذه الفترة من المؤسسات لملتقى الشاعرات العربيات الذي ينطلق من بيروت نحو العالم العربي.

 »الحصاد« التقت الشاعرة سارة الزين بمناسبة إصدار ديوانها الجديد  »حتى مطلع الشعر«، وكان لها معها الحوار الآتي:

 »الحصاد«: إنّ من يقرأ قصائد ديوان  »حتى مطلع الشعر«، يلاحظ بصمة حداثيّة طبعتها على صعيد رمزيات المضمون واللغة، ما يلفت إلى خصوصيّة التجربة الإبداعيّة والقدرة على تجسيد الرؤى الجمالية والعواطف والمشاعر وامتلاك أدوات الكتابة، وهذه الأمور هي من جوهريات الشعر. أليس من الصعب على الشعراء الشباب الإحاطة والجمع بين خيوط القصيدة مع الحفاظ على هذه البصمة؟

سارة الزين: إن القصيدة لا تُجزّأ، هي روحٌ تصطفي صاحبها فتجلّيه وتعلّيه، وإنّ بين الصورة والفكرة والكلمة والإحساس، خيطا رفيعا، يصل هذا بذاك، ويمسك السماء التي تقع على قلب الشاعر في لحظة نبوءة، واللغة هي لَبوس القصيدة وزيّها الأنقى والأتقى، وقد يكون الزّي شفّافا أو فضّاحا يكشف ما تحته، مما يجعل القراءة سهلة العبور إلى جسد النص، وقد يكون سميكا غائرا في الغموض ساترا للرؤية حاجبا للوصول غير أنّه يترك للتأويل زرّا شقيّا يستطيع من خلاله القارئ أن يلتقط بعض العلامات من خلال ترميز هنا، وكنايةٍ هناك.

أمّا من حيث الترميز، فهو شكل من أشكال الشعر، يتخفى من خلاله الشاعر خلف منظومته الفلسفية، فلا يظهر منها إلا القليل، ويترك الطبق الأدسم للملاح الماهر والقارئ الحصيف والنخبة الذوّاقة، فالفلسفة التي يحملها كلّ كاتب أو شاعر هي حصيلة مسير طويل من القراءات المتنوّعة، أوّلها وأهمّها قراءة الحياة والتجارب فيها ونظرة الشاعر إليها، فسلة الشاعر ممتلئة بالخيبات والطعنات والحساسيات والذكريات والبكاءات العميقة الضاجة بالأفكار والتساؤلات والكبت واللاوعي والخوف والقمع وغيرها من الحالات التي يجمعها الكاتب ويخفيها حتى تنكشف بين طيات كتاباته المختلفة. وثانيها قراءة الكتب على أنواعها واختلاف مواضيعها من دون التقوقع في عالم الشعر وحده، فالشعر إن لم يتزاوج مع العلوم والفنون الأخرى فقد تأطّر داخل عقل الشاعر بإطار محدود الأفق، فمفهوم الثقافة ليس مفهوما برجوازيّا ينتقيه الكاتب النهم ويهجره الآخر عند التخمة، الثقافة هي التماهي الحقيقي بين المقروء والمحسوس والمعمول به، هي كالإيمان: ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وهي كالسماد في التربة، تكون في بعض الأحيان خفية، وتظهر مصاديقها في النصوص العالية وفي سلوك صاحب النص.

أمّا الحداثة، فهي بجزء كبير كما الكتابة عند الناقدة يمنى العيد  »تحوّل في التحوّل« أو كما يقول نزار قباني  »عملٌ انقلابي«، وبرأيي، فإنّ الحداثة لا تكمن في الشكل فقط، ولا في المعنى فقط ولا في أي شيء محدّدٍ في ذاته، بل هي مجموعة انقلابات وتحوّلات وتساؤلات وتحديات وجسارة وجرأة وتخبّط ونهم لإنتاجٍ تصويريٍّ يهتمّ بتعزيز التفاصيل المهملة التي يتستر خلفها الشعر الكثير وتحريك الراكد وتفجير الجماد ليس بحثا عن الجمال بل غرقا في الذات أو حبّا بالفكرة وجنون القفز الحرّ.

»الحصاد«: في قصيدة  »عناقيد الشعر« و »فضاء النفري« و »أرملة الخليل« ثمّة محاكاة للشعر والمجاز واختراق أو عبور القصيدة عبر الأزمنة، واللافت في هذه القصائد اختصار لرأيك وعلاقتك بالقصيدة. سارة المثقّفة المطّلعة على أشكال الأدب واختلافه، هل تفكر في الشعر من داخل القصيدة أو أنها تصغي إلى العالم وتشتغل من خلال الانفتاح المعرفي؟ كيف يحقق الشاعر الدهشة في الشعر؟

سارة الزين: لا القراءة من الداخل تُغني ولا الانشغال بالخارج يكفي!

الشعر أبعد بكثير من أناملنا ومآربنا وأصابعنا المتفلّتة من قبضة الخوف!

تأسرنا بعض القصائد، ونُسبى إليها طوعا ونؤسر في شكلها كأيّ ساقية استسلمت لمجراها ومرساها. وقد يستفيق فينا الحس النقدي والفكري والفلسفي، فننشغل بالحياة، ومفهومها ومعناها وهدفها وخفاياها وما وراءها، وقد يتسلّح بعضنا بِـأبستمولوجيا نوعية أكثر غنى تتيح له النظر في مفهوم الحياة بشكل أعمق وأكثر حكمة، ولكن هل يرافقه ذلك خلال كتابة النص؟!

أعترف أن القصيدة تؤرقني، وتتعبني، وتشغلني، وأنني كثيرا ما أهرب من سطوتها وسيطرتها كي لا أسرّع في هلاكي، فألجأ الى القراءة في النقد بحثا عن مفاهيم جديدة تؤمن بأن النقد هو إبداع يتجدّد مع صاحبه ولا يرضى

سارة الزين

بالإرساء ويفتح مجالا نحو عوالم لا يعرفها كاتب النص نفسه، ليصبح خلاقا لنص جديد يحتمل قراءة ما بعد نقدية، في دورةٍ لا تنتهي حول النص الواحد ذي القراءات المتعدّدة!

القصيدة هي بيت الشاعر الأوّل وسكنه وإرثه ووجوده، وكلّما ازداد الشاعر معرفة وعلما وفهما للمجريات من حوله، تحصّن أكثر من فوبيا تكرار الذات، واجترار التجارب الماضية، عندها سيتفنّن حتما بطريقة متفرّدة في تزيين بيته وبنيانه الشعري، وسيعيش لذّة مختلفة في طلاء أعمدة البيت بطرق غير مسبوقة، مستخدما خلطات سحرية تجعل من نصّه حالة من روحٍ ودم!

المهم أن لا يدخل الوعي عند كتابة النص، فالوعي يقتل كل إبداع، كأن نعرف مسبقا أحداث فيلم نشاهده، فنبقى نتابعه من دون شغف أو دهشة!

وبالحديث عن الدهشة، فهي ليست أمرا يحققه الشاعر بنصّه، بل يعيشه، على الشاعر أن يكون مثل المتلقي في حالة دهشة كالمغشيّ عليه من الشعر! إذن فالشاعر يعيش الدهشة عند نزول القصيدة على قلبه والقارئ هو الذي يتلقاها بعده، وإنني أؤمن أنّ الشاعر يعرف نصّه وأثره على المتلقّي، فهو الناقد الأوّل له، والمندهش الأوّل، فإذا ما عاش الدهشة سينقلها حتما الى قلب القارئ من دون افتعال.

»الحصاد«: كيف تعيش سارة الزين أسئلة الشعر اليوم؟ وما الذي اختلف في نظرتك إلى الشعر إذا قارنا بين القصائد الأولى وديوانك الجديد؟

سارة الزين: أتلذذ بالشك، وأخاف من اليقين، وأعشق الأسئلة وأرجم الأجوبة المعلّبة الجاهزة، وأبحث في التأويل، وأسعى إلى التجديد، وأخاف من الرضا وأستمتع بتعذيب الذات ولومها، وأجدني أميل إلى الخوف حتى بتُّ أدمنه، الخوف من كلّ شيء، من التكرار والاجترار والتشابه والتماثل والتفاضل والقصيدة والخوف من الملل والفشل وموت الشغف وضياع الرهبة للحرف، الخوف من جفاف الدمع والحبر والخوف من كيّ المشاعر والاشتغال باللغة والشكل والصور على حساب الروح والإحساس أو الانشغال بالعمق والفكرة على حساب الإيقاع وموسيقى الشعر، الخوف من الذات على الذات، الخوف من أن تنتهي الرقصة ويتوقف الدوران قبل أن أنجو بقصيدة حقيقية… الخوف من أن أنتبه الى الطريق وأن أتلفّت الى الوراء أو أن أتعثّر بمن وما حولي، للخوف لذّة لا يضاهيها شيء، لا أفوّتها أبدا.

أمّا في النظر إلى قصائدي الأولى، فلا أتبرأ منها بل أحضنها بعناية وحب، وأستمتع بقراءتها وأنا أرى براءة التجربة الأولى ترتسم على ملامح النصوص وهي تحاول أن تثبت في فترة مراهقتها أنها نضجت واكتملت من دون أن تدري أن السرّ يكمن في هذه المراهقة وعشوائيتها، وأن المتعة تكمن في أن نعيش اللحظة وأن نراقص الحرف وأن نتعلّق بالطريق، كي لا نصل أبدا.

بالنسبة إلى ديوان  »حتى مطلع الشعر«، أعترف أنه طلب منّي غير مرّة أن أنشر ديوانا، من سنتين إلى اليوم، وكل من حولي يحثّني على النشر ويدفعني إلى خوض هذه التجربة، غير أنني كنت أتردد، وفي بالي أنني أريد أن أحمل ديواني الشعري الأوّل حتى آخر العمر، وأن أحمله بعد عشرين عاما لأقرأ منه بكلّ راحةٍ وجرأة أمام الملأ، حاولت أن أحمل جزءا من تجاربي الأولى فيه، ثم طعّمته بكثير من أشكال الشعر وأنواعه وأبوابه من تفعيلة وعمودي وغزل وترميز وفلسفة وانكسارات وشتات وأرق. غير أنني لا أنكر أبدا أنني بتّ أؤمن الآن أن أجمل ما في الشعر هو أنّني لا أعرف ما هو ولا أريد أن أعرف ولا أستطيع تعريفه، وأنني أحاول الاقتراب، وفي الوقت نفسه أحافظ على هيبة المسير، وحماوة الخطوة، واضطراب الخصر، واحتدام الأفكار، واصطكاك المعاني وارتجاف المجازات، والتهاب الكنايات، وضجيج السكوت.

 »الحصاد«: ما هي أهمّيّة أن تكون للشاعر معرفة شعرية كي يخرج بديوان ناجح؟

سارة الزين: معرفة شعرية من حيث ماذا؟ إذا ما كان من حيث العروض فهذا محض نظم، وإن كان من حيث اللغة فهذا محض نحو وإن كان من حيث المعنى فالمعاني مطروحة في الطريق، وإن كان من حيث البناء فالمباني جامدة، وإن كان من حيث الموسيقى فالموسيقى هي جزء من كلّ ما سبق، وإن كان المقصود هو معرفة شعرية بالحياة وما فيها، فكل ما في الوجود شعر وكلّ ما في الوجود قصيدة وكلّ ما في الوجود إيقاع ووتر.

وإذا ما غصنا في معنى الشعرية والحداثة ومفهوم الانزياح وتفجير اللغة وغيرها، فإننا بذلك أيضا نؤطّر هذه التسمية التي تشمل كل ما سبق. وما معنى أن يكون الديوان ناجحا؟ هل بكثرة المبيع؟ حتما لا. هل بكثرة الخلاف حوله؟ أيضا لا أظن ذلك. نجاح الديوان ليس هدفا بذاته، بل هو أمرٌ نسبي يختلف باختلاف الذائقة عند المتلقّي، ولذلك حرصت على أن أجمع في ديواني هذا الكثير من الألوان المختلفة كي أقترب ولو قليلا من ذائقة الناس على اختلافهم، ولكنني لم أسع إلى ذلك، بل كان همّي القصيدة وحدها، كنت أنشغل معها عن أي شيء آخر، وكنت في حضرتها أفقدني تماما كيوحنا الذي سلّم رأسه لسالومي ولم يفكّر إلا في رضاها.

 »الحصاد«: كيف استطاعت سارة الزين الإقامة في المسافة الفاصلة بين الشعر والرواية وهل يمكن الاعتبار أن الحفريات الجمالية في الرواية أوحت إليك بالشعر ثمّ النقد أو العكس صحيح؟

سارة الزين: ما أجرأ الرواية حين تتلصّص على الشعر! وما أوقح الشعر حين يدسّ أنامله في جسد الرواية، والألذ هو أن نراهما معا يتقاتلان داخل الكاتب الواحد للاستحواذ على اهتمامه، ويتنافسان على حبره وارتجاف أنامله والتحكم بأرقه ونزفه ووقته!

لم أضع مسافة بين الشعر والرواية، ولم أقف في أيّ مكان، أنا حيث أنا، أقفز حينا وأستند حينا آخر بفيء قصيدةٍ هنا ونصٍّ سرديٍّ هناك، ثمّ أعاود القفز والجنون من جديد، ولا أملّ، وأظلّ أنتظر التماع الفكرة في خاطري حتى أولد معها وفيها من جديد، أظل أتخبّط في دوّامة التجريب حتى يتقرّح الجرح، فإمّا أن يبدأ النزف، وإمّا أن أضيف الملح كي يحلو الرقص بلهيب أكثر امتدادا وحرقة!

أمّا النقد، فيحتاج إلى الكثير الكثير من القراءات والدربة ولكنه حتما يحتاج أوّلا وأخيرا إلى موهبة لا تتأتّى إلا للقلة القليلة، وما زلت أجدّف في الشعر والرواية والنقد وأحاول أن أقترب من هويتي وذاتي من دون أن أرسم ملامحها! أخشى أن أقتلني ببصمة تشي بثباتي وتمنع عنّي التحوّلات! أحتاج إلى انقلابات كثيرة كي أولد ألف مرة ببصمات متعددة!

 »الحصاد«: لماذا نحتاج اليوم إلى الشعر؟

سارة الزين: أظن أنه عليّ هنا أن أعمم الإجابة، لأنني إذا ما شخصنتها، لن أستطيع الرد، فكيف لي أن أجيب على من يسألني مثلا لمَ تحتاج الى الهواء؟ لم تحتاج أن تتنفس؟ بكلّ بساطة، كي أعيش! قد يبدو الرد فاقعا، لكنه بالنسبة إليّ هو كذلك تماما كما عبّرت عنه، الشعر هو كلّي ومهلكي، وحتفي بين رويٍّ وقافية.

وإذا ما عمّمنا الإجابة نقول: إنّ الشعر يشبه امرأة دخلت توّا مجلس رجال فأحيته وجعلته أكثر طراوة وانتعاشا ونفخت فيه الروح بعد الجمود، والحركة بعد الركود، والشقاوة بعد الاستقامة، نحتاج إلى الشعر كي نهذّب أنفسنا ومجتمعاتنا ولكي نعلو ونصفو ونرتقي، ولأننا نحتاج دوما إلى أنبياء يخبروننا ماذا سيحصل، وينبئوننا بالآتي، ويحلقون بنا إلى فضاءٍ أأمن من الذي يدور في فلكنا!

 »الحصاد«: إن المتتبّع لمسارك يلاحظ أنّك بالإضافة إلى اهتمامك بالكتابة وحضورك في كتابة النقد الثقافي، تحضّرين مع مجموعة شاعرات لبنانيات لملتقى الشاعرات العربيات. ماذا تقولين عن هذا الملتقى وما هي أهميّته خصوصا أنّ مركزه بيروت الجريحة حاليّا، وهي التي لطالما كانت عاصمة الثقافة والأدب؟

سارة الزين: نحن الآن في طور تأسيس لملتقى الشاعرات العربيات، وذلك بهدف مدّ جسور بين الشواعر في العالم العربي، وهو ملتقى شعري إنساني بالدرجة الأولى، وإن حمل صورة نسائية في ظاهره غير أنه يحتفي بالرجل المتلقي كما يحتفي بالمرأة المتلقية، ولكن تسليط الضوء على التجارب الشعرية للشاعرات كان من باب الإضاءة على أهمية دور المرأة وحضورها مع الرجل الشاعر في المخاضات الثقافية وسعيها إلى التغيير رغم كل الإرهاصات المجتمعية التي تتربص بها من نسوية متطرفة أو ذكورية متطرفة أو أعراف تحدّ من دورها أو تأريخات جمّدت حركتها الشعرية مقابل فحولة الشاعر العربي، فجاء هذا الملتقى ليمدّ جسر التواصل مع الشواعر في كل البلاد العربية، وليؤكّد على حضورها الفعّال يدا بيد بجانب الرجل ومعه وقربه لبناء مجتمعٍ راقٍ وحضاريّ، ويبقى الأساس في الشعر هو النص، بعيدا من جنس صاحبه وشكله وانتماءاته، النص وحده هو الحكم وهو الهوية وهو المعيار.

والنقطة الأهم في هذا المشروع هو كما تفضّلتِ في سؤالك، أنّ مركزه بيروت التي تفجّرت أحلام أهلها مؤخرا بعد تفجير مرفئها، فما أجمل أن تتوهّج الحياة وتستفيق من بين الرماد، لتعود بيروت محطّ ولادة جديدة وبداية جديدة لأفق جديد ومختلف ولتكون الانطلاقة من هنا صوب البلاد العربية، وما التوفيق إلا من عند الله.