غياب وحيد حامد وحاتم علي-الدراما تخسر

عبيدو باشا

١-وحيد حامد

وحيد حامد

بداية العام ٢٠٢١، موت مبصر وزمن ضال . لا يزال الموت يبصر الفنانين والمثقفين ، ينزلهم من أعالي المجرات إلى الأرض / التراب . لا يتعجل أحد الخطو نحو الموت ، إلا أن الأخير بات مسنداً للكثيرين . إنها نهاية جيل، حُسب على العصر الذهبي للثقافة . جيل يتقاسم السفر إلى حيث يسافر، بعد أن راوحت أحلامهم أو إنتهت ، بعد إنقلاب العالم على العالم . آخرهم كاتب السيناريو وحيد حامد . رجل أتم مكسرات كتابة السيناريو في السينما والتلفزيون ، بلا إستراحة مذ جاء القاهرة متعجلاً الخطو إلى كلية الأداب . فاز الرجل ، مذ حط في العاصمة المصرية في ما عجز الآخرون عن إحتوائه : ملء الخلاء في عالم صعب ومعقد وتكثر فيه الوصايا العمياء. لا ينكر ولا ينكر أحد حجم التضحيات المبذولة بالطريق إلى إعلاء الذات وسط كل أنواع الصراعات والتطاحن بين كل من قادته أحلامه إلى العاصمة معطوفين على أهل العاصمة نفسها . دخوله في العتمة الأخيرة راحة بعد الجهد ، راحة بعد البذل . إلا أن لحظة غيابه لحظة فارقة في اناخة من آنس الكتابة بالجمالات من خلال طرح قراءة المساحة الإجتماعية من خلال الفاعليات السياسية ، جيئة وذهاباً. هذا رجل دغلٌ وأحد آخر رموز مرحلة تكسرت فيها الحيطان أمام إرهاصات جديدة لعالم جديد وسط صراع العالمين ، الرأسمالي والإشتراكي. تواشج العلاقة بين ناس المرحلة تلك والمرحلة بحد ذاتها ، أقام كل المصوغات المأهولة بالعرق الحاف وعمارات وقوة الخطابات الإشهارية الجديدة . مسرحة الحركات أولاً في مجموعة من الأعمال المسرحية ، إصطكت فيها رغبات وحيد حامد فوق بئر الإبداع ، الشغال في جزء والمعطل في جزء. إقترب الرجل من وادي الإبداع في مجموعة قصصية بعنوان ” القمر يقتل عاشقه “. هكذا يبدأ الجميع . أما بكتابة الشعر بوصفه ديوان العرب وإما بكتابة القصة من خلال العلاقة بألف ليلة وليلة أو قصص القرآن . مجموعة بحة المسافر على أول الصباح . وحين لم يرشح إسمه في عالم الثقافة من خلال المجموعة ، نصحه الكاتب المسرحي وكاتب القصة يوسف إدريس بكتابة الدراما . لا يدري أحد كيف هداه إدريس ولماذا إلى كتابة الدراما بعد أن إلتقى حامد إدريس في لقاء من سلاسل لقاءات إشتهرت في زمن الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين مع مجموعة من الأسماء البارزة . حلقات تقودها أسماء حفرت بعيداً في الحياة الزرقاء للثقافة المصرية . شوهد حامد في حلقات إدريس كما شوهد في حلقات رئسها نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي . لعل إدريس قرأ في المجموعة القصصية احتمال أو توقع حفريات جديدة في الدراما المسرحية والتلفزيونية والسينمائية ، هو من أطلق مسرح السامر في الفضاء الرجراج لعالم المسرح . هكذا أنساه الوله بكتابة القصة القصيرة بعد أن حول ولهه إلى وله بالمسرح . وعد فاجر بالدراما لنبي كافر بالقصة .إذاك ، كتب حامد شيئاً جرى إعتباره في سلالات المسرح المصري،حين نقر حامد عالم المسرح بمسرحية “آه يا بلد ” (١٩٧٣)ثم “بار الأحلام “و”جحا يحكم المدينة” والبلاد تحت خواطر كثيرة ، من هزيمة العام ١٩٦٧ إلى الأوضاع المتأزمة في ولولة التفاصيل القاتلة ، بالأخص على الصعيد السياسي والإقتصادي. مسرحيات ذات هوى سياسي ، لأن هوى حامد هوى سياسي وضعه في مواجهة الأوضاع وجهاً لوجه . ما هو مبثوث في نصوص هذا الرجل ، من سطع نجمه في التلفزيون والسينما. السينما أكثر ، مع إحتداد الأوضاع .

العين بالعين والسن بالسن والظن بالظن في سينما وحيد حامد ، حيث خرج من الأهلة القديمة إلى كأس السيناريو الجديد . إقتطع شغف المتن للسينما ، على الرغم من كتابته للإذاعة والتلفزيون والصحف ، حين كتب المقالة السياسية في مجموعة من الصحف المصرية .

لم يدخن حامد غليونه على قبر الأجداد ، ولم ينفث دخان الغليون كشجر من نجوم وأوشام ، إذ أسرج نصوصه في توجهه الجديد غير مترحم على ما انقضى ومضى . هناك ، تقاسم غبار الوقت مع أبرز نجوم مصر والعالم العربي عادل إمام ، حيث قدم له ماءه الساخن في نصوص مدروزة بالأصوات الحية في “طيور الظلام ” و”الهلفوت “و” النوم في العسل” و” اللعب مع الكبار”و” بناية يعقوبيان” وأفلام أخرى هدفت إلى درء النجاسة عن بعض المواقع والأحوال السياسية العاقرة والبرصاء بالحياة المصرية، بقلم يقدم النص كوليمة ضد سراقي الحياة وقطاع الطرق. نص يخرج من عتمات الناس إلى الصراخ عليهم وبإسمهم لأنهم ارتضوا الموت وراحوا يتصرفون وكأنهم ماتوا . بالإرهاب والكباب كلام لا يرتق ، كلام يدين حراس الأرض وسكان الأرض . يطوف عادل إمام مع من يطوفون في واحدة من الدوائرالحكومية كمنسيين في عالم منسي . وحين يحاول إخراج نفسه من الإيقاع المدمر هذا ، يجد نفسه بين المعنى واللامعنى بعد أن صادر ( بالصدفة ) سلاح أحد العناصر الأمنية في المجمع في وسط القاهرة . هنا يسقط التراتب ، لتتحول الملائكة إلى شياطين ، من ماسح الأحذية إلى العاهرة والمنتحر وعسكري مشكل بعيداً من قريته إلى بعض موظفي المجمع أنفسهم ، من إكتشفوا فجأة أنهم إنما يعيشون في الصدأ . اللحظة اللامعة، وسط التفاوض مع السلطة على إخلاء المجمع ، في سؤال عادل إمام للرهائن عن مطالبهم لنكتشف موتهم الحي إذ لا يجدون مطلباً يقدمونه للمفاوضين ، ليسير إمام مضطراً إلى التصرف بحيث يطلب لهم وجبة كباب في قلب حمأة الصراع والتفاوض . الأرهاب يطلب الكباب . لا مطلب عند الناس ، هذا صنيع السلطة من حولتهم إلى ديدان فرحة أو مكتئبة على الأعتاب المنسية . إدانة السلطة وإدانة الناس أو الجمهور . يعيش الأخير في الترائب ، حين يحسب أنه يحيا على الصلب. كلام فج عميق . كلام كالحلم ولَّد حضور كمال الشناوي من جديد إثر غياب ( بدور وزير الداخلية بآداء رفيع يزاوج بين الدراما والكوميديا ) . وقدم يسرا في واحد من أسخن أدوارها ( بائعة الهوى )، على الرغم من قصرالدور على الصعيد الزمني . كل من حضر في الفيلم حوَّله الفيلم إلى غزال أو غزالة ( إنعام سالوسة ، أحمد بدير …). كما تنفس عادل إمام في الفيلم ، بعيداً من كليشاته . لأن ثمة نص جميل ، معبر . ولأن ثمة من سرى في النص على طريقته الخاصة على الضفة الأخرى ، على ضفة الإخراج : شريف عرفة ، القارئ العارف بما بين لحم وعظم النص والممثلين والممثلات .

التقى وحيد حامد عادل إمام بالعام ١٩٧٨ في دراما ” أحلام الفتى الطائر ” التلفزيونية . دراما اشتهرت بخروجها من طرقات الحيرة التلفزيونية والتلفيق التلفزيوني إلى شدة النفخ بالمواضيع الراهنة . لقاء على اختناق البلاد إلى إعلاء الأنوار الأولى لشراكة من عرق ودم وإبداع . كل فيلم مع عادل إمام ، خروج من القيعان المطلية بسواد النعي إلى نشر المعاجم الجديدة على آخر البرازخ الحية في بلاد عاشت على صدى أصواتها القديمة . بينهما سويعات متواترة بالدرامات/ الأمنيات . الغول: عن سلطة الأثرياء وتواطؤ القضاء. اللعب مع الكبار ، رؤية الأحداث في الأحلام . يرى المتبطل في منامه حريقاً في أحد المصانع ، يبلغ أحد الضباط بالأمر . وحين يحدث الحريق ، تقوم علاقة خاصة بين المُبلغ والمُبَلغ. “الإرهاب والكباب “، حدث كبير في مجمع التحرير ، حين يهب عادل إمام لينقل ولديه من مدرسة إلى مدرسة ، إلا أنه يواجه بفضاء من البيروقراطية الأشبه بالجوع في البلدان العربية . وهكذا .

لم يته وحيد حامد عن هموم الناس ، همومه ، في نصوص جريئة ، ندية ، بصوت وصدى الصوت ، معبرة ، شفافة، بعيدة من المباشرة ، متوترة ، موقعة . الإيقاع أحد أهم عناصرها . الإيقاع جلدة نصوص وحيد حامد الغامقة . لا تتوالد الأحداث من نفسها ، لأن ثمة من يهددها بالحضور أو التبخر . ثمة متمكن ، مكين ، يشق الأحداث ثم يعود إلى تجميعها في لعبة بازل تبني وتهدم لكي تعيد البناء .

بداية الكلام عند وحيد حامد شطرة والكلام الآخر على مدى الأفلام والدرامات الإذاعية والتلفزيونية شطرات . يبدأ الكلام من النحاس الأصفر ليصل إلى النحاس الأحمر ، بعيداً من الصدأ العادي والصدأ اللماع . النص عند حامد نص وظل النص . للنص ظل ، للنص ظلال . النص شجرة متكلمة .

توفي كاتب السبناريو عن ٧٦ عاماًً، إثر أزمة صحية نقل على أثرها إلى المستشفى ، حيث لم يلبث أن فارق الحياة . نصوصه النائمة على أكتافه ، توحي بأن الرجل توفي عن أكثر من مئة عام ، إذا تبع المشاهد المهتم لا سحر النصوص وحدها ، حين يتبع العدد المزروع من نصوصه بالسينما والإذاعة والتلفزيون والمسرح والمقالة السياسية . من وهب الدهشة والذهول ، لا يموت عن عمر يقف عند منتصف السبعين .وحيد حامد أكبر من عمره ، لأنه هدام وبناء على مدى صعود وهبوط ، بدون أن يواري سوأت العالم والأسماء الرديئة خارج نصوصه . بقي على عرشه حتى آخر أعماله التلفزيونية ” الجماعة “( عن جماعة الأخوان المسلمين ) لأنه لم يبع الحلوى بنصوصه . لأنه لا يخشى العزلة في الجموع ، هو المعجب بشكسبير كبريت المسرح بعد العصور الوسطى .

آخر ظهور لحامد في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير ، حيث منح جائزة الهرم الذهبي عن ” إنجاز العمر “. مواليد العام ١٩٤٤. تولى إخراج أفلامه كوكبة من أبرز المخرجين السينمائيين في مصر من سمير سيف إلى شريف عرفة وعاطف الطيب . النصوص الخضراء ، تركب خبب المشهديات العائمة على حروفها الخاصة . ثمة كلمات مبحوحة في نصوص وحيد حامد . ثمة كلمات فاخرة . ثمة كلمات جديدة . ثمة كلمات من قيعان المدن والقرى . ثمة كلام كالأوردة، ثمة كلام هادٍ بدون هداية .ثمة كلام ، شطر من سوناته. ثمة كلام من نذر . ثمة كلام من موج . نصوص وحيد حامد ليست نصوصاً ، نصوصه أسفار في صمت الحروف إلى الوصفات ضد الأورام السائدة . لم يحدد الرجل موعده مع الموت . مات ، إلا أنه لن يوضع على جبهة النسيان ، شاء الزعتر البري والنحل الأخضر .

٢-غياب حاتم علي

لا توصف جنازة حاتم علي إلا بالتحام الحب بالوداع الأخير . نسف الأصدقاء والزملاء والرفاق والأصدقاء الحيطان الأخيرة ، ليقفوا على مقربة من الجسد في النعش ، بدون خوف من هسات الأفاعي المتكاثرة منذ بداية الحرب في سورية . لم يبعه أحد بالرخص . جاء الجميع ، من تيم حسن إلى منى واصف ومن سلافة معمار وأمل عرفة إلى المواطن العادي . عبروا الذاكرة الجديدة إلى ” الإحتفال ” بعودة حاتم علي إلى سوريا ، بعد هجرة إلى بلاد الغرب وبلاد العرب . هذا قدر السوري من لايمتلك إلا حماسة الخاسر وسط الظروف الراهنة . جاءوا ، لأن الرجل ولَّد خيراً وهو يحمل قربة ماء المسافر في صحراء الغربة عن الوطن . ولَّد دراماته كما يولد الدم في الجسد . درامات تعامل

حاتم علي

الكلام وكأن قبر الفتى فمه . ذلك أن حاتم علي حامل فانوس شجر الرؤى أمام منايا الكلام في الدرامات المكسوحة بالثرثرة الكلامية .

عند حاتم علي : نزيف الدراما بكلامها الكثير ، نحرتها ، مشيعها إلى مثواها الأخير . هكذا ، ذهب إلى ساحة الساحة إذًا ماجاز التعبير . لأن حاتم لم يرد أن يموت هناك ، أن يموت بالكلام . لم تأكل الكلمات صدى روحه في دراماه / العلامات ، هو من سلك لظى الأوقات حتى يصل إلى وقته .حيث لم يصل إلى صورته إلا بعد سفر منهك، مرهق ، سفر على الحالات الخطرة ، سفر على النحر .هُجِّر من الجولان أولاً. الجولان المحتل . لا يزال الجولان محتلاً. تقاطرت دموع الفتى بدون أن تنزل والعائلة في طريقها إلى دمشق بدون أن تصل إليها أو تقيم فيها . ذلك أن العائلة لم تجد سكنها إلا في مخيم اليرموك ، مخيم الزفرات الناتئة لفقراء فلسطين وفقراء سوريا سواء بسواء. مذاك وقع في بحر الأنشودة الفلسطينية ، لأن ما آنس الفلسطيني آنسه وما آلم الفلسطيني آلمه. “التغريبة الفلسطينية “جوكندته التلفزيونية ، من الماء المتدفق المشترك بين السوري والفلسطيني . الحزن والدموع على أرض واحدة . لا فراغ في فناء هذه الدراما الواثقة ، لأنها تقوم على الأصول الغجرية للفقراء على وجه فلسطين وسوريا ولبنان وبقاع العالم الأخرى . فخر باليتم لا بالهجرة ولا بالتهجير .

رمم حاتم علي صور الدراما السائدة ، ثم عبر سماء الحلم ليقدم غسوله لبرزخ الدراما الحائرة أمام وشومها ويوم قيامتها لاقيامها . واحدة من تحقيقات حاتم علي أنه حول أرض الدراما المربعة والمستطيلة إلى أرض قطافة للقصائد والطرق البحرية في الصحراء . هكذا هي في “الزير سالم” وثلاثية الأندلس : صقر قريش ، ربيع قرطبة ، ملوك الطوائف. ثم :صلاح الدين الأيوبي ، عمر ، الفصول الأربعة . درامات كثيرة بوجوه وخيالات وأحزان وأفراح وقصائد وعاديات وسير لا سياحة بالتاريخ . لم يرسم حاتم علي خطاً إلا أنه لم ينحرف عنه . هذه واحدة من رسومه المدهشة ، هو اللاعب بالأقدار والحسرات والعروق والصور والظلال عبر حدقتين / حديقتين حوَّله وخوَّله لعب دور الرائي ، من يرى ما لا يراه الآخرون . واحدة من رسوماته المدهشة الأخرى أنه حوَّل الدرامات إلى نوافير ضوء بدون حشرجات . هذا رجل يعرف كيف يتنفس بالدراما وكيف يعلم الآخرين التنفس من خلال مراسلة الصور للأصوات .لا العكس . منذ البداية ، وقف الرجل على موجته وهو يغالب أمواج الآخرين . هادئ، خاص ، أنيق ، لا يسقط بالكلام العادي ولا ينهش الممثل كما تفعل العقارب . أخذه من نحسبه الموت ، بما لا يليق بهذا المستنفر ، المجدد ، إذ وجده عمال النظافة في فندق الماريوت / الزمالك ميتاً ، إثر أزمة قلبية . وجد جثة هامدة بحسب التقرير الشرعي ، من أوحى بالنشاط الكامل على الدوام . مواليد العام ١٩٦٢. خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق بالعام ١٩٨٦. متزوج من الكاتبة السورية دلع الرحبي ( مؤلفة الفصول الأربعة ، واحدة من تهليلات الدراما السورية ) . قدم الملك فاروق في مصر مع تيم حسن بالعام ٢٠٠٧و”أهو دا اللي صار” و” تحت الأرض ” مع أمير كرارة و” حجر جهنم ” مع كندة علوش و”كإنه مبارح ” مع رانيا يوسف وأحمد وفيق . الشغل في مصر شغل على بوصلة الأسماء . مصر لا تجهز الآخرين ، وحين تستدعيهم تضعهم أمام محن صناعة تجلت بالآف الأسماء والحوامل والروافع والتخمينات والتأويلات . وجود حاتم علي في مصر وجود من لا علاقة له بالأجداد والأحفاد . وجود نادف ، عراك الجهر الدائم بأنه حي . لأن مصر لا تكتفي بتسبيحات العميان ، كما لم يقبل بها هذا المخرج ، من لم يتعلم الركوع أمام لحظة أو مشهد أو نص. بدأ كاتباً ، كتب القلاع (أخرجه مأمون البني) . النص بندقية كالتمثيل . إتقدت الأخيرة في البدايات مع المخرج هيثم حقي في دائرة النار (١٩٨٨) ومع ياسر العظمة في بعض اسكتشاته . قدم في السينما “سيلينا “عن هالة والملك للأخوين رحباني و فيروز و”شغف”و”العشاق ” و”الليل الطويل”. غير أنه لم يوجد نفسه في يمه إلا في الدراما التلفزيونية ، حتى وصل الأمر حد دبلجة بعضها ليرسل على هواء دول أخرى ، كما حدث مع صلاح الدين(عرض في ماليزيا واليمن والصومال وتركيا)، لتبدو الدراما العربية غير منبوذة من الآخرين للمرة الأولى .

الحرية مساحة ضرورية للإبداع ولا حرية في العالم العربي وهو يحتاجها لأجل خلق بيئة ثقافية واجتماعية حاضنة . الازمة لا في عدم وجود مواهب بل بعدم إدارتها و تطويرها . هذا ما ردده دوماً. بغيابه تغيب شهرزاد الدراما ، في رحلتها الأخيرة من الشرفات إلى شلالات الصمت .مات حاتم علي وهو في الثامنة والخمسين . أبكر حاتم في الرحيل . خسارة .

العدد 113 / شباط 2021