ما حك “جلدك”

معن بشور

مخطىء من يراهن على تغييرات جوهرية في سياسة جو بايدن بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه منطقتنا، لاسيّما الصراع العربي ? الصهيوني..

لكن مخطىء أيضاً من يعتقد أن “الدولة العميقة” ،صانعة السياسات في  الدولة التي تعتقد انها الأقوى في  العالم، لم ولن تتأثر بما عرفه نظامها ومجتمعها من  ازمات بنيوية عميقة في السياسة والأمن، كما في الاقتصاد والمجتمع.. فهي باتت تدرك أكثر من غيرها حجم التراجع الذي أصاب “تفوقها”، وحجم الوهن الذي أصاب قدراتها على غير صعيد، وحجم التنافس الذي تواجهه من غير دولة أو منظمة دولية..

فما تعاني منه واشنطن، والذي كان انتخاب ترامب وسقوطه بعض مظاهره، هو فرصة ذهبية لنا كعرب ومسلمين، وكأحرار العالم، كي نستفيد منه لرسم معادلات جديدة أكثر تجاوباً مع مصالحنا وحقوقنا وتطلعاتنا..

وكما أنه لم يكن بإمكاننا الاعتماد على الأنظمة والحكومات في مواجهة المشروع الصهيو ? استعماري، فلجأنا إلى الشعوب ومقاومتها وداعميها، التي أثبتت جدواها كل يوم، فأنه من الواضح أيضاً أن الاستفادة من الفرصة الذهبية التي تتيحها لنا المتغيرات في دول المركز الاستعماري والملحق الصهيوني ،لا تتم إلا من خلال اعتمادنا على الشعوب ومقاومتها وعلى تعاون وتشبيك بين الدول المستهدفة من قبل المشروع الصهيو-استعماري،والتي لن تنتصر إلا إذا وحدنا صفوفنا وتعالينا على الجراح والصغائر التي فرقت بيننا وأجرى كل منا المراجعة االضروية لسياسات اتبعها ،وممارسات قام بها،فنعزز الإيجابي منها ونسعى للتخلص من السلبي منها وفي المقدمة عقلية الإقصاء والالغاء التي دمرت الكثير من انجازاتنا.

لقد حفظنا عن الأجداد والآباء حكمة جميلة للامام الشافعي  تكتنز تجربة تاريخية هائلة وتقول:

ما حك جلدك مثل ظفرك

فتول انت جميع امرك

فلنتولى  جميعنا كل أمرنا.. كي نخرج من أسر محننا كافة، قطريا وقوميا واقليميا…

العدد 113 / شباط 2021