مئوية الدكتور ثروت عكاشة

الأسطورة التي صنعت البنية التحتية للنهضة الثقافية في مصر

كثيرون تكتشف صلابتهم من خلال التجربه،واّخرون تكتشف اصرارهم وتفانيهم في العمل حين توكل اليهم مسؤولية الى حد التفوق والتفرد.ثروت عكاشة خليط مدهش من كل تلك التصنيفات،فهو ضابط  متفان في مجال الالتزام،والأنضباط،درس الكليه الحربيه وتخرج عام 1939،ثم واصل الدراسة وحصل على الماجستير في كلية القادة واركان حرب من عام 1945 الى عام 1948  ثم حصل على دبلوم علوم الصحافة من كلية الآداب جامعة فؤاد الاول عام 1951،ثم على الدكتوراه في الآداب من جامعة السربون في فرنسا 1960. هو ايضا احد قادة ثورة 23 يوليوعام 52 في مصر،وكان من الضباط الاحرار برتبة صاغ (رائد) في سلاح الفرسان،و بعد نجاح حركة الثورة

الدكتور ثروت عكاشه
صاحب الدور الأبرز في النهضة الثقافيه

كان على جمال عبدالناصران يختارايهما ثروت عكاشه،أم حسين الشافعي لعضوية (مجلس قيادة الثورة)،وتقدم ثروت عكاشة ليدفع عبدالناصر لأختيار حسين الشافعي،مؤثرا العمل في الظل بعيدا عن الصدارة. كان اهتمامه بجانب دراساته العسكريه منصبا على الثقافة الرفيعه وليس مجرد القراءة للتسليه أو ثراء المعلومات ،بل القراءة للمعرفة،واتساع الأفق .تعددت المواقع التي شغلها وأضاف اليها،وعمق من دورها،وكان الأبداع هو القاعدة التي يبدأ وينتهي بها.شغل موقع رئيس التحرير لمجلة( التحرير)التي صدرت في بدايات الثورة،ثم كان ملحقا عسكريا في مدريد وبرلين وباريس وسفيرا في روما ،ثم اصبح  رئيسا للمجلس الأعلى للفنون والآداب ، ومن ثم كان وزيرا للثقافة مرتين ألأولى من 8 أكتوبر عام 1958 حتى 16 اغسطس عام 1961 ،والفترة الثانية من 10 سيبتمبر عام 1966 حتى وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 .في هذه السنوات استطاع ان يبني القلاع الثقافيه ،وان ينشئ اجيالا من القيادات الشابة ذات التأهيل العلمي المتميز لقيادة الحركة الثقافيه والفنيه في مصر.

التركيز على الهدف في اطار خطه شامله

استهدفت التجربه التي خاضها الدكتور ثروت عكاشة بناء الدعائم الحقيقيه للثقافة ،بمعنى اقامة البنية التحتيه التي يمكنها ان تنتج القيادات المؤهلة لمباشرة الاعمال الثقافيه ، ثم بناء الهياكل التي تقوم عليها تلك الفعاليات الثقافيه، وفي نفس الوقت  التواصل مع القواعد الجماهيريه الكثيفة في اعماق الريف لأيصال المنتج الثقافي اليها ،بعد ان تم اهمالها لعقود متلاحقه ،واستحواذ المدن على اهتمامات نظم الحكم المختلفه، وانفرادها بالكثير من الخدمات،وأولها وجود المكتبات العامه ودور السينما ان لم يكن المسرح  ايضا ،خاصة في المؤسسات العماليه.شرع  ثروت عكاشه في العمل على جبهتين متلازمتين كانت الأولى هي الأسرع وهي  انشاء قصور للثقافة في عواصم المحافظات وفي مراكزها وتفتح ابوابها امام روادها في اعمال مختلفة تعليمية وثقافيه وفنيه ،ومنها تنطلق مجموعات من القوافل الى القرى والنجوع والكفور في انحاء الريف المصري،في امسيات محددة بتواريخ وبرامج  معدة تشاهدها جموع الفلاحين وقد اطلق على تلك الخطه برنامج (الثقافة الجماهيريه)وقد احدثت ردود فعل ايجابيه خصوصا في اعماق الريف، فقد رأي الفلاحون أمامهم أعمالا مسرحيه تعالج قضاياهم،ووجدوا ارشادات صحية وأخرى زراعية على شاشة السينما،كما شاهدوا اعمالا سينمائيه متعددة ،كانت قاصرة من قبل على سكان المدن باعتبار توافر دورالعرض  السينمائيه  بها ،وليس في القرية.على نحو اّخر تم اكتشاف مواهب فنية سواء في التمثيل او الأخراج أو التأليف،من على خشبة مسرح الثقافة الجماهيريه . اما الجانب الآخر من الخطه فقد كان اقامة قواعد انتاج للأعمال الفنية والثقافيه على اسس علمية خالصه ، فعمل على انشاء المعاهد الفنية المعاصرة مثل اكاديمية الفنون بمعاهدها المختلفة ،أوركسترا القاهرة السيمفوني، كورال أوبرا القاهرة ،نواة السيرك القومي ومعهد الباليه 1962،وقد اشرفت عليه لجنة من مسرح (البولشوي) الروسي،الى جانب بقية معاهد اكاديمية  الفنون،( مشروع الصوت والضوء) الذي طرح امام المصريين لمحات من تاريخهم ،كما أنه ابهر السائحون من مختلف دول العالم. بدأ العمل بالأهرامات الثلاثة ثم أبوالهول وبعدها الكرنك بالأقصر،وقد كتب عنها يقول(بقيت تلك الآثار على مر السنين أكثر من أربعين قرنا من الزمان لا نحس لها أي همس،وحين ألقينا عليها الضوء أشرق معه تراثنا الخالد).نطقت الآثار المصرية بأربع لغات،وما زالت نصوصها الأصلية قائمه حتى الآن بأصوات أشهر الفنانين المصريين ،والى جانب الأهرامات الثلاثة فان خبير الآثار المصري أحمد يوسف أعاد بناء مركب خوفو وأصبح مزارا للسائحين. أقام كذلك (مسرح العرائس )،ويذكر في ذلك الصدد انه في عام 1960 ان قدم ( مسرح العرائس) مسرحية (الليلة الكبيرة) تأليف صلاح جاهين وتصميم العرائس د. ناجى شاكر ألحان سيد مكاوى ومن أخراج الفنان صلاح السقا وعرضت على مسرح المعرض الصناعى الزراعى لمدة 3 شهور متتالية بنجاح باهر وفى صدفة غير متوقعة يحضر العرض الرئيس جمال عبد الناصر وضيفه الملك محمد الخامس ملك المغرب ويطلب الرئيس من الدكتور ثروت عكاشة بناء المبنى الحالى لمسرح العرائس بحديقة الازبكية وكلفته الدولة حينها اكثر من مائة الف جنيه ليصبح بحق اول مجمع لمسرح العرائس بالعالم وتتوالى نجاحات مسرح القاهرة للعرائس ،ويحصل على الكثير من الجوائز فى المهرجانات الدولية. نشأ في عهده ايضا (معهدا للنقد الجمالي) وحين قام الرئييس عبدالناصر بزيارة اكاديمة الفنون،ولاحظ اسم المعهد أن قام بطلب تغيير اسمه الى(معهد النقد الفني) وحين سأله الدكتور عكاشة عن سبب التغيير باعتبار انه جمالي من الجمال ،رد عليه عبدالناصر قائلا سيفسره البعض بأنه مشتق من اسمي جمال !. كانت مؤسسة السينما التي صدر قرار جمهوري بانشائها من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1957 تابعه لوزير الثقافة ،فعمل ثروت عكاشه على انشاء معهد عال للسينما ،ويعد اول مؤسسة تعليمية لفنون السينما في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ويمنح المعهد بالأضافة الى شهادة البكالوريوس درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم والفنون السينمائيه،وبدأت الدراسة في 24 اكتوبر 1959 وتولى عمادة المعهد المخرج محمد كريم ،ويذكر ان محمد كريم هو الذي اخرج كافة افلام محمد عبدالوهاب. قام ثروت عكاشة بتعيين الروائي نجيب محفوظ رئيسا لمؤسسة السينما. عن المسرح :في عهد تولي ثروت عكاشة وزارة الثقافة تحققت ايضا نهضة مسرحية لم يسبق لها مثيل ،فقد نشأ بين ربوعها المسرحيون الكبار أمثال ويوسف إدريس وسعدالدين وهبة وميخائيل رومان والفريد فرج ومحمود دياب وعبدالرحمن الشرقاوى ونعمان عاشور،‏ ونشأ مسرح الطليعة التجريبى،‏ وازدهر فن الأوبرا بأعمال كبيرة وذاع نجاح المسرح الغنائى،‏ وعرضت مسرحية (ياليل يا عين) وأعمال سيد درويش وزكريا أحمد،‏ وقام الشاعر عبدالرحمن الخميسى بتعريب «الأرملة الطروب» لفرانزليهار‏..‏ ويروى دكتور ثروت عكاشة‏:‏ ولم تكد الأوبريت تنتهى حتى كنت بين يدى أم كلثوم فى مقصورة الشرف أستمع إلى رأيها فإذا هو حماسة متدفقة وإعجاب عميق بأن تنبثق فى مصر تلك الطاقات الهائلة من الموسيقيين وأفراد الكورال والمغنيين والمغنيات الذين يؤدون عملا أوروبيا له قيمته العالمية بمثل هذه المقدرة والتفوق،‏ وأسعدنى أنها باتت مؤمنة أن هذه الفرقة تستطيع أن تخرج للعالم وتبهره‏. ومن الاضافات التي ابتكرها فكرة (منح التفرغ) والتي تقضي بتفرغ كاتب او نحات مثلا لأعمال يقوم بها ،ويتقاضى راتبا شهريا ،ويتفرغ تماما لما اسند اليه من اعمال في اطار زمن وتواريخ معينه ،يمكن ان تغلق أو تمتد .

أثار النوبة دوره في انقاذ

وفي عام 1959، سافر ثروت عكاشة إلى النوبة ليرى المعابد التي ستغرق تحت مياه النيل بسبب بناء السد العالي، وعلى رأسها معبد أبو سمبل، وعرض عليه مدير متحف المتروبوليتان للفنون الأمريكي شراء معبد أو اثنين منهما، ما أثار حفيظة عكاشة، الذي بدأ يبحث في حل لإنقاذ الحضارة المصرية؛ فأرسل خطابا لمنظمة اليونسكو يدعوها فيه

احدى مؤلفات الدكتور ثروت عكاشه

لحماية آثار النوبة من الغرق، واستجابت المنظمة بإعلان باريس الشهير فى مارس 1960، الذى أطلقت فيه نداء عالميا لمساندة مصر فى هذا الملف ،وبالفعل.

تولت 6 شركات، إحداها مصرية، عملية نقل المعابد بتكلفة مالية كبيرة جدًا، حيث إن تقطيع وإعادة تركيب معبد أبو سمبل فقط تكلف 60 مليون دولار، دفعت مصر الثلث، وأمريكا الثلث، بينما كان الثلث الأخير تبرعات من عدة دول.

دوره في انشاء معرض الكتاب

من أهم المشاريع الحضارية التي قدمها ثروت عكاشة بجانب إنقاذ آثار النوبة هو معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يأتي إليه الزوار سنويا من جميع أنحاء العالم .كان الهدف من اقامته هو اتاحة

الفرصة للناشرين أن يلتقوا ويتعرفوا أكثر على ما يفضله الجمهور، بجانب مكاسب سياسية أخرى، فأول دورة للمعرض أقيمت عام 1969، وكانت تحتاجه مصر لكي تتلقى  منه الدعم المعنوي فضلا عن المادي ،في ظل أنها تخوض( حرب استنزاف)  مع إسرائيل، كما أن الدورة جاءت بالتزامن مع احتفال القاهرة على مرور ألف عام على بنائها، وقد تم الأحتفال بها ايضا من خلال اعمال مسرحية شارك فيها العديد من الفنانين الكبار، كانت لها اصداء واسعه.

ابداعات الدكتور ثروت عكاشة الفكريه

 اصدر الراحل  الدكتور ثروت عكاشة الكثير من المؤلفات التي كرست لوجود اسمه كمفكر مهم من خلال موسوعاته ورؤيته الشمولية للفنون في الحضارات المختلفة، مثل الفن المصري والإغريقي والروماني وعصر النهضة والكثير من الاطروحات الفنية والادبيه التي خلفها تشهد له بالاجتهاد والابداع في اّن واحد ،وفيما يلي عرض موجز لأنجازاته:

– المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية

يقول الدكتورثروت عكاشة في تقديمه لهذا المعجم : لقد استفدت كثيرا من الجهود المعجمية السابقة.. وأذكر هنا أن جانبًا كبيرًا من التعريف بالمصطلحات التي ضمها هذا المعجم قد استقيتها من موسوعة تاريخ الفن التي صدرت لي باسم «العين تسمع والأذن ترى»، كما استقيت جزءًا آخر من كتب اخرى لي  مؤلفة ومترجمة، ثم تابع: ورأيت أن

الدكتور ثروت عكاشة مع جمال عبدالناصر
كانا رفقاء سلاح … واصبحا رفقاء بناء نهضة وتحديث

أجلو بعض الموضوعات أمام عيني القارئ فزودت المعجم بطائفة من الصور بعضها أبيض و أسود، والبعض الآخر ملون، حتى أعين وجدانه على تمثلها ومعايشتها معايشة حية، وقد رتب المعجم الألف بائي بالمصطلحات الإنجليزية التي أثبت قرين كل منها ما يقابله بالعربية والفرنسية،و يتبعه تعريف واف بالعربية.

– موسوعة التصوير الإسلامي

يتنقل الدكتور ثروت عكاشة من خلال هذه الموسوعة بين إبداعات التصوير الإسلامي، وإذا كان القارئ قد ألف أن تكون الموسوعات مرتبة ترتيبًا ( الألف باء) فإن هذه الموسوعة على خلاف ما يألف، إذ تقع في ستة أبواب، ينتظمها تتابع زمني موزع توزيعًا جغرافيًا، وتتطرق الموسوعة في أول أبوابها إلى مناقشة موضوع التصوير بين الإباحة والتحريم وكذلك له ملامح التصوير الإسلامي بصفة عامة مع اختلاف الزمان والمكان، مستعرضة فنون الزخرفة الإسلامية عن توريق متشابك أو اّخر ، وفنون النحت والنقش البارز والتصوير الجداري وخيال الظل، ونظرة كل من أهل السنة والشيعة إلى التصوير، فضلًا عن السمات التي يتفرد بها التصوير الإسلامي.

– الفن الإغريقي

يقول ثروت عكاشة عن الفن الإغريقي على لسان أفلاطون في محاورة فيليبوس: ليس ما أعنيه بجمال الأشكال ما يراه الناس عادة جميلًا أو يحسبونه كذلك وراء ما يرونه من كائنات أو صور لهذه الكائنات، وإنما الجميل عندي قد يكون حزمة من الخطوط المستقيمة وما ينتج عنها من مسطحات وكتل شَكَلَها الفرجار والمنقلة والمثلث، لكنها فريدة في ذاتها، ينطلق جمالها من نبع روحها، ويعيش لاصقًا بها إلى الأبد.

– – دراسة في قيم وتاريخ العمارة الإسلامية.

يتعرض الكتاب لمعالم  العمارة الإسلامية ونشأتها الأولى، ثم تأثير فنون الحضارات الأخرى عليها، وأصالتها، والعمارة الإسلامية المصرية وتأثيرها على أنواع المبانى المختلفة ونماذج من العمارة الإسلامية ووصف لها. يقول الدكتور ثروت عكاشة عن هذا الكتاب أنه ليس بحثا أكاديميا معماريا ،فذلك مجال لم يدر في خاطري أن أقتحمه، غير أني إذ طوفت بكثرة من البلاد يشدني حسي إلى مواطن الجمال الخصبة التي خلفها أسلافنا المسلمين في آثارهم المعمارية، أحببت أن أشرك القارئ العربي معي في ارتشاف هذه المتعة النادرة التي تذوقتها بين حنايا عمائرنا المنتشرة عبر عالمنا الإسلامي الكبير، من سمرقند وبخارى عبر إيران والعراق والشام وتركيا ومصر إلى تونس والأندلس.

وتابع: وقد حاولت وأنا أقدم للقارئ مجموعة الصور الملتقطة لآثارنا الرائعة أن أضع إلى جانبها بعض الانطباعات التي تلقي عليها مزيدًا من الضوء، هي أقرب ما تكون إلى التأمل الجمالي والتذوق الفني منها إلى البحث المعماري.

-الزمن ونسيج النغم

يتنقل الدكتور ثروت عكاشة خلال هذه الموسوعة التى صدر منها تسعة أجزاء في مدارج الفن خلال الحضارات الإنسانية المتعاقبة، ويقدمها بادئًا بفن سكان الكهوف في العصر الحجري القديم ومختتمًا بفنون القرن التاسع عشر وبين هذين الموقعين الحضاريين يتناول الفنون منذ كانت حتى مطلع القرن الحالي: الفن المصري، والفن السومري والبابلي والأشورى «العراقي»، والفن الفارسي القديم والفن الإغريقي والفن الروماني والتصوير الإسلامي العربي والديني والتصوير الإسلامي الفارسي والتركي والتصوير الإسلامي المغولي في الهند، والقيم الجمالية في العمارة الإسلامية، والفن البيزنظي وفنون العصور الوسطى و عصر النهضة وفنون القرنين الثامن والتاسع عشر والزمن ونسيج النغم. تضم هذا كله في أجزاء تجمع إلى الحديث عن الأساليب الفنية في تسلسلها وأتساقها الرسوم واللوحات  المصورة التى تسجل النماذج المختلفة التى اختارها لأهم آثارالعمارة والنحت والتصوير والموسيقى..

قدم الدكتور ثروت عكاشة  في اطارمشواره الثقافى الخاص ما يزيد علي  ‏55‏ كتابا تأليفا وتحقيقا وترجمة منها موسوعة تاريخ الفن «العين تسمع والأذن ترى» فى ‏19‏ مجلدا استغرقت منه ‏25‏ عاما،‏ وترجم أعمال جبران جميعها،‏ وله مذكرات فى السياسة والثقافة،‏ ومؤلفات بالإنجليزية والفرنسية،‏ ومن نبع وفائه لمصر كتابه «مصر فى عيون الغرباء»،‏ ومنحنا الدكتور ثروت معجما للفنون المرئية من تصوير ونحت وعمارة ومسرح وموسيقى وباليه وغناء أوبرالي‏..‏ ورحل الدكتور ثروت عكاشة ولكنه خلف ورائه تراثا خصبا لبناء نهضة عمادها الثقافة والفن والمعرفة

                                                                                            امين الغفاري

العدد 117 / حزيران2021