طرائف في زمن كورونا 

رؤوف قبيسي:

لم يعرف عصرنا الحديث فيروساً قاتلا سريع الانتشار مثل فيروس كورونا المخيف. يكفي أنه انتشر حول العالم انتشار النار في الهشيم وحجر الناس في بيوتهم وقراهم ومدنهم، وأصاب الكثيرين منهم باالضجر والكآبة، وبلغ اليأس عند بعضهم حد الانتحار، لكن ذلك لم يمنع بعض الظرفاء من بث الفرح في قلوب الناس، بنكات وصور مفرحة، وشرائط سينمائية جذابة، وحكايات مسلية لا تخلو من خيال وحكمة وذكاء، ابتدعوها وأرسلوها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أهلهم وأصدقائهم وأحبابهم، فوصل بعضها إلى الألوف، لا بل مئات الألوف من أصحاب الهواتف المحمولة، ومنها الذي وصل إلى الملايين، خصوصا ما كان منها بلغات عالمية كالصينية والهندية، والإنكليزية والإسبانية والعربية. وقد أجد من المفيد أن أنقل بعضها كما وصلني مع بعض التعديل، ومنها ما ترجمته إلى العربية عن لغات أجنبية، وهذا أفضل من البحث في السياسة وشؤونها، وفي السياسيين الذين صاروا كالهم على القلب، وقد ابتلت شعوبهم بهم البلاء المضني، ولا يبدو أنها ستتعافى من بلائهم في المستقبل القريب. أقول السياسيين، وأعني منهم من هم في بعض الدول العربية، ولبنان بنوع خاص.

 أنقل ما وصلني منها الذي يتصل بالنساء، ومن ذلك أن الجنرال الفرنسي الراحل ديغول ذهب مرة إلى مدينة “لِيل” الفرنسية مع زوجته “إيفون”، لتناول العشاء في أحد مطاعم المدينة، فرحَّبَ بهما صاحب المطعم، ثم استأذن الجنرال أن يحدث زوجته لدقائق، وعندما عادت إيفون إلى الطاولة، قالت لزوجها الرئيس، أن صاحب المطعم كان أحد رفقائها في سنوات الدراسة، وأخبرها أنه كان معجباً بها وقتذاك، لكنه لم يجرؤ أن يُخبرها بذلك. ابتسم ديغول وقال لها: لو أخبركِ يومها بمشاعره لكنتِ الآن زوجة صاحب مطعم! فقالت له: لو أسّر لي بمشاعره يومها لكان الآن رئيس فرنسا!

لا شك في أن النساء صنعن رؤساء وزعماء وقادة. ومن الأقوال المأثورة، ما يردده الناس عن نابليون بونابرت قوله إن الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها. ومن الأدلة ما أظهره الرئيس الفرنسي الحالي مانويل ماكرون عن الحب الذي يكنه لزوجته التي تكبره سنا، وقال في إحدى المرات انه لولاها لما وصل إلى وصل إليه من الرفعة والمرتبة.

لا تكذب على إمرأة ذكية

رجل يتصل بزوجته من المكتب: “كيف حالك يا حبيبتي؟ أحب أن أنقل إليك خبراً ساراً. لقد طلب إلي مدير الشركة أن اذهب معه إلى الصين في رحلة نمارس فيها لعبة الغولف التي يحبها، وتعرفين كما أنا مولع بهذه الرياضة. إنها فرصة لا تعوض أن أسافر مع المدير، فقد يعزز ذلك احتمالات ترقيتي إلى منصب أعلى في الشركة، لذلك أكون شاكراً لك يا زوجتي الجميلة لو تجهزين لي حقيبتي وتضعين فيها الملابس الكافية لسبعة أيام، هي المدة التي سوف نقضيها معا في الصين، وأن تحضّري لي أيضاً الحقيبة الخاصة بلعبة الغولف بما فيها من أدوات وأحذية وأغراض. سنغادر إلى المطار من المكتب، وسوف أمر على البيت لآخذ الحقائب. رجاء لا تنسي أن تضعي البيجاما الحريرية الزرقاء بين ملابسي”.

شعرت الزوجة ان هناك شيئاً غير عادي، وانه قد يكون في الأمر حيلة ما، لكن بما أنها زوجة مثالية قامت بواجبها المنزلي وفعلت ما طلب إليها زوجها. مر أسبوع وعاد الزوج إلى المنزل مبتهجاً، لكن بدا على وجهه أثر من تعب. سألته زوجته عن الرحلة كيف جرت، وما إذا كان قضى وقتاً ممتعاً في الصين. أجاب: “كانت رحلة رائعة حقا يا عزيزتي. ساعدنا طقس ربيعي جميل ولعبنا الغولف طيلة أيام الرحلة”. ثم سالها قائلا:” لماذا لم تضعي البيجاما الزرقاء مع ملابسي”؟.

أجابت: ” لقد وضعتها لك بين أغراضك في حقيبة الغولف”!

                                                                جمال النساء 

قال رجل لامرأة: لماذا خلقت النساء في غاية الجمال وفي غاية الغباء؟

فقالت المرأة: في غاية الجمال من أجل أن تحبوهن، وفي غاية الغباء من أجل أن يحببنكم!

                                                                    ******

                                                              كيدهن عظيم

يحكى أن امرأتين دخلتا على القاضي ابن ابي ليلى وكان قاضيا مشهوراً في زمانه، فقال للمرأتين من تبدأ منكما؟ فقالت إحداهن للأخرى: ابدئي انت.

فقالت:  أيها القاضي مات أبي وهذه عمتي، وأقول لها يا أمي لأنها ربتني وكفلتني وانا صغيرة، حتى كبرت. قال القاضي: وما جرى بعد ذلك.؟ قالت: جاء ابن عم لي فخطبني منها، فزوجتني إياه، وكان عندها بنت،  فلما كبرت عرضت عمتي على زوجي أن تزوجه ابنتها، بعدما رأت من خلق زوجي الطيب معي، فلما رآها زوجي أعجبته، فقالت العمة لزوجي: ازوجك ابنتي على شرط واحد أن تجعل امر ابنة أخي، زوجتك الأولى إلي، فوافق زوجي على الشرط. وفي يوم الزفاف جاءتني عمتي وقالت: إن زوجك تزوج ابنتي، وجعل أمرك بيدي فأنت طالق، وهكذا أصبحت أنا بين ليلة وضحاها مطلقة. وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة، جاء زوج عمتي من سفر طويل فقلت له: يا زوج عمتي تتزوجني؟ وكان زوج عمتي شاعراً كبيراً، فوافق وقلت له، لكن بشرط أن تجعل أمرعمتي إلي فوافق، فذهبت إلى عمتي وقلت لها: قد جعل أمرك إلي وأنت طالق، ثم تزوجته، وأصحبت عمتي مطلقة وواحدة بواحدة أطال الله عمرك يا سيدي القاضي. وافق  القاضي على أقوالها وأراد ان يرفع الجلسة فقالت له إن القصة لم تنته بعد، فقال لها أكملي. قالت: وبعد مدة مات هذا الرجل الشاعر فجاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذي هو طليقها، فقلت لها: هذا زوجي، فما علاقتك أنت بالميراث؟ وبعد موت زوجي جاءت عمتي بابنتها وزوج ابنتها الذي هو زوجي الأول، وكان قد طلقني وتزوج ابنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث، فلما رآني تذكر ايامه الخوالي معي وحن إليّ فقلت له: تعيدني؟ قال نعم. قلت له بشرط أن أن تجعل أمر زوجتك ابنة عمتي إليّ، فوافق، فذهبت إلى ابنة عمتي وقلت لها أنت طالق. وضع القاضي أبو ليلى يده على راسه وقال أين السؤال:  قالت العمة: أليس من الحرام أيها القاضي أن نُطّلق أنا وابنتي، ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين والميراث؟ فقال لها أبن أبي ليلى:  والله لا أرى في ذلك حرمة. وما الحرام في رجل تزوج مرتين، وطلق وأعطى وكالة؟

بعد ذلك، ذهب القاضي إلى دار الولاية وحكى القصة للقاضي فضحك هذا الأخير، حتى تخبطت قدماه في الأرض وقال: قاتل الله  هذه العجوز، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وهذه وقعت في البحر!

العدد 119 / اب 2021