إكسبو 2020 لقاح يسرّع تعافي اقتصاد الإمارات

عائدات متوقعة بـ35 مليار دولار واستثمارات أجنبية بين 100 و150 ملياراً

هي الأضواء العالمية سُلّطت مجدداً على دولة الإمارات العربية المتحدة التي أضاءت الفضاء الذي شقّته وصولاً إلى المريخ، وسطّرت بحروف من ألوان إسم العرب في سجلّ الكوكب الذهبي.

فالإمارات تحتضن حالياً “إكسبو 2020 دبي” الذي بدأ أعماله في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر ستة أشهر حتى الحادي والعشرين من مارس (آذار) 2021 بعد عام من التأجيل نتيجة تفشي فيروس كورونا، لتكون الدولة العربية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا التي تستضيف هذا الحدث العالمي الأكبر اليوم للثقافة والتكنولوجيا والهندسة المعمارية والذي كانت انطلقت دورته الأولى قبل 170 عاماً، وتحديداً عام 1851 في العاصمة البريطانية لندن. وطيلة السنوات التي مرت، مثّل المعرض الدولي مناسبةً مهمة لإقامة العديد من المشاريع

صورة من افتتاح “إكسبو 2020”

المعمارية والهندسية الفريدة التي أصبحت في ما بعد رموزاً حضارية وسياحية للبلدان التي استضافت المعرض، وما زالت تساهم بشكل كبير في النهوض بالحركة السياحية في هذه الدول من خلال استقطاب ملايين الزوار والسياح سنوياً.

وكانت دبي فازت في العام 2013 باستضافة هذا الحدث بعد منافسة بينها وبين أزمير في تركيا وايكاتيرنبورغ في روسيا وساوباولو في البرازيل، في مؤشر على طموحها في تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط والتزامها خلق أعمال جديدة والحفاظ على مكانتها في مرتبة عالية في تصنيف المدن العالمية.

لا شك أن المعرض هو رهان تأبى دبي أن تخسره. بل هي تريد أن تبدو رائدة عالمية في الاستضافة الآمنة للأحداث الكبيرة خلال عصر كورونا. وعلى رغم الشهرة التي اكتسبتها عالمياً في مجال السياحة ومن حيث النظام الضريبي الصفري، إلا أنّ محافظتها على نمو مستدام يفرض عليها الاستمرار في جذب أعمال جديدة.

من هنا، فإن “إكسبو 2020” الذي اختير “تواصل العقول وصنع المستقبل” شعاراً له والذي يقام على مساحة 438 هكتاراً في منطقة دبي الجنوب، يوفر للمدينة فرصة فريدة لتحقيق ذلك؛ لتظهر للعالم أنها قادرة على تقديمه، ولتبين لشعبها أنها قادرة على الحفاظ على النمو، وجذب مستثمرين جدد من خلال توفير فرص جديدة.

كما أن المعرض يبرز الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في توحيد العالم في دولة بهدف تعزيز العلاقات في ما بينها بما يجعلها أقوى. بدليل أنها تستضيف 192 دولة في مكان واحد على مدى ستة أشهر لعرض معارفها وثقافاتها وإبداعاتها. كما يوفر المعرض للزوار المتوقع أن يتخطوا الـ25 مليوناً من جميع أنحاء العالم  (70 في المئة منهم

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان يشاركان في الافتتاح

سيأتون من خارج الإمارات)، فرصة فريدة لاستكشاف آفاق جديدة والمشاركة في احتفالات الإبداع والابتكار والاختراع والتقدم التي تعين العالم على تحقيق طموحات شعوبه وإيجاد آليات أكثر كفاءة لتفعيل العمل المشترك نحو غدٍ أفضل للجميع.

ويعود الفضل في نجاح تنظيم هذا المعرض العالمي إلى امتلاك الامارات أحد أفضل برامج التلقيح في العالم (احتلت مؤخراً المرتبة الأولى عالمياً لجهة التلقيح من بين البلدان التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة)، وإلى الارادة الجامعة بأن المستقبل يرتبط بالأمل والنمو بعيداً عن كورونا وتداعياتها.

هي “ليلة اختصرت المسافات.. وجمعت الأمم والثقافات.. ورسخت مكانة دبي والإمارات”، تغريدة ذات معانٍ ودلالات عميقة لنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عقب الافتتاح التاريخي للمعرض.

الفوائد الاقتصادية

التأثير الأكبر للحدث العالمي على دبي وعلى دولة الإمارات التي تحتفل في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) بعيدها الوطني الخمسين، سيكون ذا طبيعة اقتصادية. فهو يعتبر بمثابة “لقاح” يحتاج إليه اقتصاد الإمارات المصنّف من قبل “فوربس” الأميركية في المرتبة الثانية عربياً بعد السعودية، من أجل عودته مجدداً إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة.

وكان المصرف المركزي الاماراتي توقع في وقت سابق أن تبلغ نسبة النمو في الدولة لهذا العام 2.1 في المئة من انكماش نسبته 6 في المئة في العام 2020، مدفوعة بإجراءات التخفيف من وباء كورونا. فيما توقعت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي أن تحقق هذه الأخيرة نسبة نمو تصل إلى 3.1 في المئة في 2021، وليتسارع المعدل في 2022 ليسجل 3.4 في المئة، مدعوماً بعوامل عدة من أهمها استضافة “إكسبو 2020 دبي”.  وقبيل افتتاح المعرض، توقع

قبة الوصل حيث تجمعت دول العالم في افتتاح المعرض

العديد من المحللين أن يضيف تشغيل “إكسبو” لستة أشهر ما نسبته 1.8 في المئة الى الناتج المحلي الاجمالي لدولة الإمارات.

وسيرفد المعرض قطاعات كثيرة بعيدة عن النفط، بآلاف فرص العمل والوظائف. ويتوقع أن يفتح الاهتمام الكبير الذي أبداه رواد الأعمال الأجانب لحضور المعرض، الباب واسعاً أمام  تدفق رأس المال الاستثماري ونمو المشاريع الاستثمارية.

والى الارتفاع المتوقع لمعدلات النمو، لا شك أنّ هناك انعكاسات ايجابية كثيرة على مختلف قطاعات الاقتصاد في الدولة وفي دبي، من أهمها:

  • من المتوقع أن يحقق المعرض عائدات بقيمة قد تصل إلى 35 مليار دولار على المدى البعيد.

وكانت دراسة مستقلة نشرتها شركة “إرنست آند يونغ”، قد توقعت في وقت سابق تحقيق الإمارات عوائد بقيمة 122.6 مليار درهم (33.4 مليار دولار) على المدى البعيد جراء استضافة الحدث الأضخم، وأن يدعم هذا الحدث فرص عمل تصل إلى 905.200 سنة. كما توقعت الشركة مساهمة “إكسبو 2020″ في الناتج الإجمالي المحلي بما يصل إلى 1.5 في المئة. كما أن البنية التحتية لـ”إكسبو 2020” وحدها كفيلة بإنشاء مجتمع أعمال مكون من شركات صغيرة ومتوسطة في مختلف القطاعات الاقتصادية بعد انتهاء الحدث.

  • يتوقع أن تكون فرص العمل الكبيرة التي نتجت عن معرض “إكسبو 2020” والنمو السريع الذي طرأ على سوق العمل المحلية، مساهماً رئيسياً في النمو الاقتصادي، في وقت يمر الاقتصاد العالمي بعملية تعافٍ من وباء كورونا.
  • من المتوقع أن يسرّع المعرض جهود الإمارات لتنويع اقتصادها، ودعم نمو اقتصاد المعرفة والتواصل الذكي.
  • منذ فوزها بحق استضافة المعرض العالمي، قامت دبي باستثمارات كبيرة في البنى التحتية وفي بناء المدن الذكية، بتكلفة حوالي 7 مليارات دولار ضخت دورة نمو أعمال جديدة في المدينة. هذا الرقم صغير مقارنة بالايرادات المتوقعة من هذا الحدث والتي تشير التقديرات إلى انها قد تصل الى ضعف ما استثمرته المدينة.
  • من المتوقع أن يجذب المعرض استثمارات أجنبية تراوح بين 100 مليار دولار و150 ملياراً الى دبي وعبر الإمارات ككل.
  • من المتوقع أن يشهد قطاع العقارات زخماً كبيراً مع ارتفاع الطلب على المكاتب من قِبل الشركات الدولية لاتخاذ دبي مقراً إقليمياً لها. وهذا الأمر سيعكس بدوره طلباً متزايداً على السكن. ومن الطبيعي أن تشهد أسعار العقارات، السكنية منها والتجارية، ارتفاعاً في وقت انعقاد المعرض، لكن يتوقع أن تستقر بعد انتهاء الحدث. وهو الأمر الذي أسهمت فيه الحكومة بشكل مباشر من خلال منعها إطلاق مشاريع جديدة للمدى المنظور تجنباً لتقلبات السوق لاحقاً.

اضافة الى ذلك، فإن منطقة “ديستريكت 2020″، التي تحتضن فاعليات الحدث، فستتحول إلى وجهة جديدة للأعمال والتجارة في دبي خلال 5 سنوات. إذ وقّعت شركة “سيمنس” الألمانية عقداً لمدّة 10 سنوات لاستئجار مكاتب بمساحة 11 ألف متر مربع في “ديستريكت 2020″، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شركة “أكسنتشر” الأيرلندية المتخصصة بمجال الحلول الرقمية للشركات الكبرى، وشركة “أطلس كابيتال”، ومقرها شنغهاي، التي ستبني حرم “بلوكتشين”.

يذكر أنه في العام 2017، اتًخذ قرار بجعل المنطقة حيث سيقام المعرض مدينة جديدة باسم “ديستريكت 2020” لاستضافة العقول والابتكارات والمشاريع المتوسطة والصغيرة. ويعزز هذا القرار قرب “ديستريكت 2020” من مطار آل مكتوم ومنطقة جبل علي الحرّة وعلى خط قطار الاتحاد لشبكة السكك الحديدية الخليجية، ما يوفر الإمكانات لتحولها إلى مدينة جديدة. إلى ذلك، فإن كل مباني “ديستريكت 2020” هي مبانٍ “خضراء”، والمستثمرون حول العالم، لا سيما المؤسسات، يتطلعون إلى مثل هذه المباني.

  • إن العدد المتوقع للزوار الذي قد يتخطى الـ25 مليوناً، يفوق عدد زوار أي دولة في مناسبة مثل كأس العالم والتي تعتبر الحدث الرياضي الأكبر والأشهر عالمياً. ولا شك أن تدفق هذا الكم من السياح سيفيد المدينة، كون ثلث اقتصادها يتكوّن من قطاعات الضيافة وتجارة الجملة والتجزئة.

ولاستيعاب هذا العدد الهائل، تم تجهيز أكثر من مئة ألف غرفة فندقية جديدة والعديد من الفنادق الفاخرة الجديدة، حيث من المتوقع أن تكون صناعة الضيافة أحد القطاعات الرئيسية لخلق فرص العمل في نتيجة مباشرة للمعرض. وقد ارتفع الطلب بشكل ملحوظ قبيل بدء المعرض على الفنادق القريبة من موقع الحدث لتتخطى نسبة الإشغال نحو 90 في المئة. لكن الأهم من ذلك هو الطلب المستقبلي، الذي ارتفع بنسبة 20 في المئة لأشهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر  (كانون الأول) 2021 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام 2020.

المردود الاقتصادي المتوقع على أكثر من صعيد لا يقتصر على الإمارات فقط، إنما ستستفيد منه المنطقة ككل. إذ سيصبح المعرض مرحلة جديدة في تطور العلاقات الدولية، حيث ستفتح أبوابٌ جديدة لأسواق العديد من البلدان. كما سيتم إنشاء قنوات تجارية فعالة لأسواق آسيا وأفريقيا، مما سيمكن من زيادة حجم إعادة التصدير والتصدير. هذا عدا الفرص الواعدة المتوقعة لتعزيز التبادل التجاري للشركات الصغيرة ومتناهية الصغر التي يقودها رواد الأعمال الشباب ، والصفقات والاتفاقات التي ستتم على هامش المعرض.

الافتتاح

شهدت ساحة الوصل الواقعة في قلب “إكسبو 2020 دبي” انطلاق أهم حدث حضاري وثقافي على مستوى العالم. وقد رأى العالم خلال الافتتاح قبة ساحة الوصل التي تشكل معلماً حضارياً عالمياً جديداً، حيث يجتمع ويتواصل تحتها شعوبٌ وأعراقٌ مختلفة من العالم. كما تشهد هذه القبة التي تعتبر القلب النابض لـ”إكسبو 2020 دبي” على أحدث ما توصل إليه العقل البشر من تقنية وفنون وإبداع، وهي تشكل الرابط بين محاوور المعرض الثلاثة التي تتدرج من شعاره الاساسي، وهي “الاستدامة” و”التنقل” و”الفرص”.

وقد تضمنت مراسم الاحتفال ألعاباً نارية فائقة الروعة وموسيقى بمشاركة نخبة من الفنانين العرب والعالميين، ورسائل عن “قوة التعاون الدولي وأهميته لمستقبل أكثر استدامة”.

وقد حضر الحفل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي وصف هذا الحدث التاريخي بأنه “قمة الفخر الوطني”، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أكد أن الإمارات تفتح ذراعيها وقلبها للعالم على أرضها التي كانت على مر التاريخ ملتقى الحضارات والثقافات ونقطة التقاء الشرق والغرب، وموطن التسامح والتعايش منذ القدم. اضافة الى الكثير من المسؤولين الاماراتيين والدوليين والشخصيات المعنية بالحدث.

هذا، ويقترن المعرض بالعديد من الفعاليات الرياضية التي تصل إلى ثلاثين فعالية، حيث تنعقد مثلاً مباريات كأس العالم للرغبي.

ويتألف المعرض من أجنحة عديدة، أبرزها الخاص بالمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، وهي المخولة بإعطاء الفرصة للاطلاع على طرق عمل هذه المنظمات التي تواجه التحديات على المستوى العالمي.

أما الجناح الثاني، فهو من الأجنحة الخاصة وهو عبارة عن تجربة تجمع بين التعليم والتشويق والإثارة والترفيه.

والجناح الثالث خاص بأجنحة الشركاء لدولة الإمارات والذين نجحوا في تنظيم المعرض، إذ يتم عرض الإنجازات والابتكارات في شتى المجالات.

وهناك جناح يضم 192 دولة من كل مكان في العالم؛ وللمرة الأولى في تاريخ معرض “إكسبو” سيكون لكل دولة حق في مشاركة جناحها الخاص لاستكشاف المزيد عن ثقافتها وحضارتها.

وتستعرض الدول في أجنحتها منتجات مختلفة ومتنوعة من روبوت صيني على شكل باندا إلى تابوت أثري فرعوني في الجناح المصري.

وقد أقيمت في الجناح الهولندي على سلبي المثال مزرعة هرمية الشكل تضم نباتات صالحة للأكل تروى بمياه المطر المولدة عبر الطاقة الشمسية. باعتار أن “إكسبو” يركز أيضاً على حلول مستدامة في مجالات المياه والطاقة والغذاء.

وتنظم أيضاً “أسابيع المواضيع” خلال “إكسبو” حيث سيتم التركيز على أمور مختلفة مثل المناخ والتنوع الحيوي والفضاء والتنمية الريفية والحضرية وغيرها.

شعار “إكسبو 2020”

اتخذ “إكسبو 2020” شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”، في وقت تواكب الإمارات الثورة الصناعية الرابعة القائمة على الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى دولة ذكية بمختلف قطاعاتها. ويشير الشعار إلى أهمية التواصل في بناء مستقبل مشرق.

واستلهم تصميم قصة شعار “إكسبو 2020”  من قطعة أثرية عُثر عليه أثناء واحدة من عمليات التنقيب في موقع

شعار إكسبو 2020

صاروج الحديد الأثري أو كما يعرف باسم ساروق الحديد، حيث تتميز هذه القطعة بقيمة خاصة يعود تاريخها إلى أكثر من 4 الاف سنة. وهي عبارة عن حلقة ذهبية تمتد جذورها إلى مئات السنين، وتصرح بأن الإمارات كانت ولا تزال زالت ملتقى للحضارات والثقافات المتنوعة.

“إكسبو” منذ 170 عاماً

يتساءل الكثيرون عن أهمية “إكسبو 2020” أو ما هو “إكسبو 2020″، وعن الفوائد التي ستجنيها دولة الامارات العربية المتحدة لقاء استضافة هذا الحدث المهم عالمياً؟.

في الأصل، يُعرف “إكسبو” بإسم المعرض الدولي أو العالمي. بدأ تنظيمه منذ 170 عاماً، حيث أقيم المعرض الدولي الأول في لندن في العام 1851. وقد شوُيّد مبنى “كريستال بالاس” الزجاجي الضخم في لندن لاستيعاب قرابة 14

واجهة قصر الكريستال في لندن حيث أقيم المعرض الأول عام 1851

ألف من الجهات العارضة من 40 دولة في حديقة “هايد بارك”. في وقت لاحق، نقل المبنى وأعيد تركيبه في حي بجنوب لندن لا يزال يحمل الاسم نفسه. ودمر المبنى في حريق عام 1936.

وأصبح برج “سبيس نيدل” في سياتل يرمز للمدينة بعد تشييده للمعرض العالمي 1963، تماماً كما ساهم نصب أتوميوم بكراته الفولاذية الضخمة في وضع بروكسل على الخارطة قبل خمس سنوات على ذلك.

واحتفى الجناح الإسباني بلوحة “غيرنيكا” لبابلو بيكاسو التي تندد بعنف الفاشيين خلال الحرب الأهلية التي انتصر في نهايتها فرانشيسكو فرانكو.

وخلقت المعارض صروحاً هي من الأشهر في العالم، ليس أقلها برج إيفل أهم ما ميّز معرض باريس 1889.

يُقام المعرض كل خمس سنوات في بلدٍ مختلف، ويستمر لفترة أقصاها 6 أشهر. أما فكرته الأساسية فتتمحور حول تبادل الأفكار والاختراعات بين مختلف بلدان العالم.

أما “إكسبو 2020 – دبي” فيُعتبر أول معرض “إكسبو” دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وتشارك فيه نحو 190 دولة. وقد حازت الإمارات على دورها في استضافة هذا المعرض بفضل موقعها الاستراتيجي، حيث تقع على بعد ثماني ساعات عن ثلثي بلدان العالم، ذلك فضلاً عن الخدمات والمرافق التي توفرها الدولة للزوّار من فنادق ومطاعم ومرافق ترفيهية.

وكان من المقرر إقامة هذا المعرض على مدى ستة أشهر تمتد في الفترة ما بين 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وحتى 10 إبريل (نيسان) 2021. ولكن نظراً للظروف السائدة بسبب جائحة كورونا، تقرّر تأجيله الى حين توفير كل الإجراءات الاحترازية التي تسمح لجميع المشاركين بتجاوز تبعات كورونا، ليصبح موعد “إكسبو” الجديد في الفترة من الأول من أكتوبر (أكتوبر) 2021 وحتى 31 مارس (آذار) 2022، على أن يحتفظ الحدث باسمه القديم وهو “إكسبو 2020 – دبي”.

وكان حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال خلال زيارة قام بها إلى غرفة العمليات والتحكم في “إكسبو 2020” قبل انطلاق المعرض: “وعدنا بتنظيم حدث سيكون علامة فارقة في تاريخ إكسبو، وفرق العمل تتنافس في ترجمة الوعد إلى إنجاز ملموس مؤكدين جدارتنا كشريك في صنع المستقبل”.

العدد 122 / تشرين الثاني 2021