كيفما تكونوا يوَل عليكم 

تجتهد الشعوب في ان تعيش بأمان ورفاهية وصحة مجتمعية تقودها للتقدم والازدهار والتطور العلمي والفني . لتحقق أهدافها في الحرية والكرامة والاكتفاء الذاتي .

وشعبنا العربي ليس بدعا من شعوب العالم ان لم يزد عليها بتراث حضاري غني متجذر في عمق التاريخ الإنساني ، وبقدرات بشرية متزايدة وموارد طبيعية ومواقع استراتيجية متميزة .

فأين الخلل الذي سبب ضعف الأمة وانكساراتها المتكررة وشرذمتها حول ولاءات مختلفة خارج الوطن العربي الكبير.

فان يمسخ ( العراق الذي هو جزء لا يتجزا من الأمة العربية ) الى ( بلد مكونات ) دعوة جاهزة لكل دول الجوار للتدخل واقتطاع ما فيه مصالحها المنافية لمصلحة العراقيين .

فالجارة ايران تدعي ان ( العراق ولاية إيرانية ) عودة الى الهيمنة الفارسية قبل الاسلام ، وتركيا تدعي حقها في الموصل ونينوى وما يجاورها عودة للحكم العثماني ومخلفاته .

وها هي اسرائيل تصول وتجول في ( كردستان ) وتشجع دعاة الفدرالية كي يزداد التشرذم بين أبناء البلد الذي يفخر بنسيجه الذي كان متجانسا على مر العصور ،، اما الانتخابات فلن تفرز غير العناصر آلتي أحكمت سيطرتها منذ ٢٠٠٣ الى الان ، فان لم يفق العراقييون فسيبقى الوضع كما هو عليه .

وهذا لبنان يحترق ويستنفذ طاقاته بمعارك جانبية بين طوائفه المتصارعة والحقيقة بعيدة كل البعد عن الوصول اليها الا اذا تخلص الجميع من ولاءاتهم لدول العالم والانتماء للبنان لا غير ، فحتى القضاة لم يسلموا من الاتهام بالتبعية والانحياز لأجندة خارجية مما أدى الى ماساة تجرعها اللبنانيون اضافة لكل مآسيهم الكثيرة .

وهل يبتعد اليمن كثيرا عن شقيقيه ؟ فما يعشش فيه من تشرذم ودمار وولاءات خارجية دفعت بالمواطن اليمني العربي ليقتل اخاه اليمني وان يكون اداة حرب بين ايران والسعودية ومن يحركهما والخاسر الكبر شعب اليمن . كل هذا بسبب خطوط رسمت على خارطة الوطن العربي ،، فهل من يجرؤ على تمزيق هذه الخرائط ؟؟؟

العدد 122 / تشرين الثاني 2021