صباح فخري يغادرنا بعد ان اودعنا تراثا عظيما

رحيل عملاق فن الغناءالعربي

رحل احد مؤسسي فن الطرب في عالمنا العربي، واحد الذين اعطوا فن الغناء مكانة سامقه في الوجدان العربي. كان صوته صداحا قويا مجلجلا ،ولكن بأوتار ساحرة، تطرب الاذن،وصدق يتسلل الى المشاعر، ونشوة تسري في الاوصال . صباح فخري اداء في اعجاز، واصالة غنية في التعبير ،وعلامة بارزة في عالم الغناء والطرب.صباح فخري مدرسة فنية في ذاتها ،وأسلوب متفرد يمتنع عن المحاكاة او التكرار. رحل فنان من بقايا الزمن الجميل ،زمن ام كلثوم وعبدالوهاب وفريد الاطرش ووديع الصافي ،وناظم الغزالي . زمن كانت فيه الكلمة سيدة تتلحف بالكبرياء،

صباح فخري

واللحن نغم يفيض بالأحساس  والصوت يمتلأ صدقا في الأداء و جمالا في النبرات.زمن كان فيه الفن رسالة مجتمعية نحو رقة المشاعر وثراء الوجدان . رحل صباح فخري ،وغادر بعد ان روى فينا عطشا للكلمة المنتقاه واللحن الذي يسمو بأنغامه لكي تفرح به الاذن ،والصوت الذي ملأ حياتنا طربا يخاطب خفقات القلب قبل ان يصل الى حواس السمع في الآذان .رحل هذا الفنان العملاق بعد ان قدم جهدا في تغيير وتطوير الاساليب التقليديه في الموسيقى العربيه ،واهمها القدود والموشحات الحلبية .

رحل صباح فخري عن عمر يبلغ 88 عاما ،وبدأ نشاطه الفني عام 1948 ،,قد ولد بمدينة حلب ،حيث كانت من اهم المدن العربيه في الموسيقى الشرقية ،واسمه الحقيقي صباح الدين ابو قوس ،أما اسم فخري فيعود الى الى الزعيم السوري ( فخري البارودي) الذي منحه لقبه الفني لفرط اعجابه به. ترك تراثا ضخما عبر مسيرة كبيرة وممتده لعقود .

قدم العديد من الأغاني الحلبية التراثية ،وقم اقتباس بعض كلماتها من قصائد لشعراء لهم مكانتهم في تاريخ الشعر العربي منهم المتنبي ،وابو فراس الحمداني .درس الموسيقى في معهد حلب للموسيقى ثم في معهد الموسيقى الشرقية في دمشق ،وتخرج عام 1948 . من اشهر اغانيه ( قدك المياس ) و ( خمرة الحب اسقنيها)  .قام بالتمثيل في فيلم ( الصعاليك) عام 1965 مع دريد لحام ومريم فخرالدين

كما  اشترك مع الفنانه وردة في المسلسل الاستعراضي اللبناني الوادي الكبير عام 1970.

في عام 1998 انضم الى مجلس الشعب السوري باعتباره ممثلا لجميع الفنانين . شغل ايضا عدة مواقع هامه منها نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب ونقيب الفنانين السوريين .

ان اسرة مجلة ( الحصاد) تنعى هذا الفنان العظيم بكل ما يعتري النفوس من حزن والم ،وتقدم خالص عزاءها لأسرته ،ولوطنه سوريا العزيزة ولكل عشاق فنه على امتداد الأمة العربي

 العدد 123 / كانون الاول 2021