صندوق تعاضد الفنانين : اهم منجزات القانون المهني

ردف من السطوة . هذا : لا شعر بالخليفة . هذا من أسرار الجرار ، في أول خلق صندوق التعاضد للنقابات الفنية في لبنان . صراع على الهرم ، بعد سقوط الجداول القديمة . اذ سعى الفنانون ، في مختلف مدوناتهم الى قيام ما لا يوضح ، قيام ما يفيد : تنظيم المهن الفنية . خمسون عاماً ولا شيء . خمسون وكل اللوازم تذبل ، الى أن حققت الإعادات اهدافها بالمجلس النيابي . صدق ، محط كل الدرجات . مذاك ، راح الواحد والآخر ينسب الجنس الجديد الى أفعاله وشؤونه . المقياس لدى الصاعد والهابط والمتحور والمكرز . تشابه بالعبارات والمقاطع ، اختلاف بالأشخاص . يريد الجمع المشاركة بخروج ايقاع اللف لدى أيوب ، من وقف على مقامه وهو يدور في مجالس الشورى ، بعيداً من التلوين . الغاية أن لا ينقص احد حاجة ولا مرافقة ولا مرسال وهو يواجه قسوة الواقع لا زخرفاته. كل نظرة الى القانون المهني اختلاس ، عند جماعة من جيل لا يقف الا على الناقص المعلق على شخوصهم . المهم ، بعد عقود صدق بالمجلس النيابي . سوف أذكر دولة الرئيس تمام سلام حين بدأ وأكمل ، ليستقر القانون بعيداً من اللجان النيابية في عبارة أخرى ، في عمارة أخرى ، في قفلة لا تعود الى بداية مستهلكة ولا الى سيطرة ما طال من جديد على ملف الفنان ، ذي الظهر المكسور في وسائل الإعلام أكثر من ما هو في روابط الواقع . الفنان رمز ، واذا ما ما وضع على مركب الفاقة ، وضع البلد بمجموعه على المركب هذا . المعادلة واضحة ، جلية ، كاسرة . اذا وجد الديوان في محال البيع الرخيصة ، وجد الشاعر بالفقر . حين أن هذه الخلاصة شعر يتردد من يردده بإرساله ، من بعد السطر الرئيسي عن السطر الفرعي في هذا الكلام . الرد على الجمهور بالتناقض: سوف يسقط الجميع في مجالاتهم الصوتية ما دام الفنان في خلية العوز ، بخلية الفقر . براف. بداية التكوين ، مع وزير الثقافة السابق ريمون عريجي ، احد أفضل وزراء الوزارة . جني يخرج كالسندباد الى شراكات مع القطاع الخاص ، لأجل أن تبقى الثقافة نجمة لا قفة .قنطرة يمر تحتها من يتعرقون طهراً . شيء يلغي خطوط الإنفصال الطبقي بين المواطنين .لعل ذلك وحده، يفسر الصراع والتخبط في الأشهر والسنوات الأولى من اطلاق صندوق التعاضد الخاص بالفنانين في لبنان ، لإنهاء العلامات الصوتية السلبية وكشط الفطر السام من عالم الفنانين . عز بعد فاقة ، مع التحويرات الإيقاعية والنغمية اللازمة . كسح العوائق أمام مكافحة اعراض الشيخوخة في اجزائها والأمراض ذات المساحات الزمنية المتعددة في سنوات البهاء ، في السنوات البهية . لا تدليس ، في كتابة قانون واضح وجذاب وذي قيمة عالية. القفز من درجة الهبوط الى سلم الحياة ، سلم المقام ، على حيز الفنان الزائر . الفنان الأجنبي والفنان الشقيق . ثم ، هناك المعاملة بالمثل . ولكن الدرجة الأعلى ، مستقر الفنان الأجنبي على ضريبة الصندوق . عشرة بالمئة من قيمة العقد . أموال لا بالعقل ولا بالحسبان . سوف يساهم الأمر بالتعاطي المباشر مع جذر ازمة الدولة العميقة وانعكاسها على الإنسان في نقابات لبنان . شغل على الجوانب الوجودية الملحة . ثمة من وجد بالصندوق متنفساً لهواجسه السياسية المكبوتة ، من مرواحة الحياة في لبنان أمام التفاهات السياسية وتفاهات السياسيين . الأمل بالسياسي من يحيا بعض الفنانين بنورهم . بدا الامر وكأنه مباراة رياضية ، يركض فيها الجميع فوق ارض الصالة الصغيرة في منطقة بدارو ، وهم يخوضون في كل مباح ، متاح . وظائف وتوظيفات ، اندفاعات استقطابية ، اجتماعات مدفوعة للمجالس، كل مجلس زمن كامل مع لاعبين وظهير ربعي ولوازم حساسة . لنقل انه فضاء من المحرمات ، على قواعد مختصرة بما يقوم ولا يموت لأنه قام ، في بلد الرعايا لا المواطنين . لم يكن الصندوق الا صندوقاً، يقف على وجه واسع من موسيقات الإستهلال ، على الإيقاعات المقسومة بين الأطراف ، بالرغم من انه واحد من أهم وأخطر ما حققه أصحاب الأصوات غير المحيرة ، عبر النضال لا عبر المراسلات وفي صلب التفاعل الإجتماعي بحياة الفنانين . لنقل أن الصندوق حديقة الفنان ، ورده، في الوحدات الصغرى والكبرى . اذيؤمن ما يبعده عن أبيات الرثاء وهو في موضعه الإعلامي المفضل ، منازعٌ على أبواب طوارئ المستشفيات . تأمين صحي اجتماعي ، بواقع جديد في زمن جديد لم يُعهد قطٌ ببنات جنسه ، الا حين قام الصندوق .

بدا أن مكافحة الجهل في ادارة الصندوق مرحلة ، جهل رسف فيه على مدى عهد ، قام على الإشارة الى المراجع لا على اعتماد الدستور المكتوب منذ البداية . شخصنة الصندوق في مرحلة ، ثم اخراجه من الشخصنة برفع الغبن والظلم اللاحقين بالفنانين ، من تنبهوا الى نبرة المعلم في ادارة الصندوق وتعاظم ردف السطوة على الفنان لا السهر عليه .

الآن ، يدور الصندوق في مقياسه الجديد ، بعيداً من المناجاة . ذلك أن من لم يرد للنص القديم أن يتكرر ، أجرى الأعمال على المقاييس . لم يعد الصندوق ديوانية برعاية مباشرة من اصحاب الإتصال الوثيق بحاجات الفنانين . قام الأمر على الوعي من رئيس جديد ومجلس استقر على محط من صيانة ورعاية ، لا من تصوير إفرادي لا علاقة له بالشورى . دخل شيء من ضياءبالأشهر الأخيرة إلى تلك الشقة في منطقة بدارو، بعد أن جرى انتخاب فريد أبو سعيد ليعاصر الأيام الجديدة. معاصرة لا عصر . .الآن ، يفتح الصندوق على اختام الفنانين ، بحيث يحظون بالإضاءة حين يدخلون ، بعيداً من المناخات الضاغطة القديمة، بصالح مناخات لا تخضع للحجب من قلمها الواضح بريشته الطيبة وآدابها المستقلة . لن يجفل احد بعد ، من توقع صدمة أو من تحقق وجودها. أو بالوقوع في روح الأسى . كأن ثمة سياسة مدينية جديدة ، تقوم على تأمين الحاجات الأساسية للفنانين ، بعيداً من النقع السلطوي . لم يعد ثمة من وال. ولا فصائل انكشارية، يقودها وهم أنها ما انفكت تجد نفسها في وجه الإنتفاضات ومنتفضين على درجات التكوين . الأشد تأثيراً، همة ورجاحة و تواضع فريد بوسعيد . لا علاقة للتواضع بالوضاعة . لم ينشق الرجل عن الجماعة في لحظة من اللحظات . انه جزء من المجموعة هذه ، لا ينسحب أمام قضاياها .لا احتكار خدمة ولا مغالاة في ضبط الأمور على فكرة ترسيخ قوى الإدارة المحلية، على الدرجات الأساس بادارة الصندوق على نصاب الفنانين لا على نصاب المديرين . لا عجز ، ما دام الرجل على الإستقبال والوداع . لا يقطع وعداً إلا اذا وجد مستقره بالتشريع . ينفذ بدون أن يعد . لا احكام بالإعدام على أحد . الكل سواسية . هذا من تولي الحكم الفعلي لا كقوة أمر واقع ، ولا من تحصيل الجعالات وحدها . إنها الصيغة الحقوقية ، يعطف عليها أن لا طموحات شخصية بعد لمجلس الإدارة والرئيس سوى تخفيف الالام ، بالعمل على زيادة العدل والتوق الدائم اليه على لوازمه المستقلة ، وبانفتاح على وزارة الثقافة ، وزارة الوصاية منذ الحدوث الأول التام للقانون المهني . لا رعايا ولاذميين. خرج الصندوق من حصاره ليقود مساره الجديد . مسار استقلالي لا أولوية فيه الا لوحدة الفنانين وتأمين الحدود المعقولة من مستويات عيشهم ( تأمين صحي ، ادوية ، مساعدات تقاعد وخلافه). صندوق تأمين و تخفيف ضغوط على الجماعات ذات الأوضاع الحساسة .لن يوفر بوسعيد أن يوفر ما يتوفر في نوع من القيادة السلسة ، حيث يصح الخمس مع السدس والمجالات والسرعات مع المدد الزمنية . اللافت ، انه تم ضبط الإقتطاعات النقدية .هكذا ، يمضي الرجل في اسلاس بعيد من التشبيح مع نعمة بدوي امين سر الصندوق والأعضاء . شادية زيتون دوغان وشورى الآخرين الصاعد على المرافقة لا على ايقاعات الرومبا أو التشاتشاتشا . شوهد يرش مكاتب الصندوق بيده. اقام الإتفاق مع شركة تأمين موثوقة ، لكي يحقق لأعضاء الصندوق بعض الإعفاءات وسط المصاعب .ومن بعض الإلتزامات / الميزان المفروضة على المهن التمثيلية والموسيقية والتشكيلية والغرافيكية . عمل كثير ، لا كلام كثير . من يتمتع بالحصانة الشخصية هو من يخلق هذه الحصانة ، بعيداً من الأرواح المغلقة . لا سيرورة انفصالية ، على الرغم من ذلك ، عن هيئة الصندوق وممثليه . املاك الصندوق في خدمة شيخوخة الفنان ، وفرجه بالأزمات . جرت عملية توليفه وصوغه النهائي ، بالآونة الأخيرة ، على هذا الأساس . قطع الصندوق شوطاً لا بأس به . ولكنه الآن يوصل تماماً إلى ما باشر فيه . وعي حرارة الجسد لا القبض على الروح . هذا ملموس وحاضر . زحف ضد اليباس بعمليات معقدة تبسط بقراءة الدستور الحاضر ، بمواده الحاضرة : أن لا يصادر أحداً. وأن يقوم بوظيفته كفنان يخدم فنانين . خوض بالشفافية التامة وعلى مرأى ومسمع من الجميع ، لا كجمعية سرية تقيد وتشترط أمام العدسات وبعيداً من التعاون والاستجابة الدائمة والأريحية . ثمة هرمية ، ثمة تراتبية . لكن لا حواجز تضعها طبقة صغرى سائدة على طبقة كبرى محتاجة . لا روابط ولا أواصر عشائرية . قفز الصندوق اذن ، من التوجيه الى التوجه ، من الانحراف عن المعالجات المباشرة الى المواقف واختلاقها ، من أجل تحقيق مواصفات الفنان بعيداً من صورته النمطية الأخيرة : شحاذ على بوابات المستشفيات يدلي باعترافه الأخير للكاهن أو يتشهد أمام الشيخ قبل أن يموت . بداية لا ختام . لا نزاع بعد على المسلمات .

العدد 124 / كانون الثاني 2022