“أمواج التغيير قادمة” عبارة كُتبت على الحساب الرسمي لـ “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”، واختصرت الحدث الأبرز في ختام هذا العام، شهدته المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخها.
“إنه يوم تاريخي في المملكة” يؤكد مدير المهرجان محمد التركي في تصريح له. وهذا ما حدث حقيقة في أضخم مهرجان من نوعه في المنطقة، أقيم بعد نحو أربع سنوات على إعادة فتح دور السينما في العام 2018 بعد إغلاق استمر عقوداً، في إطار سلسلة من الإصلاحات بدأت مع تسلّم ولي العهد محمد بن سلمان منصبه في 2017، وأكملت في سعي من المملكة لبناء صناعة ترفيهية جديدة وتعزيز أذرع “قوتها الناعمة”.
أقيم المهرجان في دورته الأولى في مدينة جدة بين 6 و15 ديسمبر، وشهد إقبالاً كبيراً لنجوم عالميين وعرب ولمشاهير صناعة السينما. وبرزت عشرات الفنانات السعوديات والعربيات والعالميات على السجادة الحمراء بفساتين سهرة، في بلد كان يفرض ارتداء العباءة على النساء حتى بضع سنوات.
شارك في المهرجان 138 فيلماً طويلاً وقصيراً من 67 بلداً ب 34 لغة وهي مختارات من أفضل الأفلام التي عرضتها المهرجانات السينمائية الدولية ونالت إعجاب الجماهير والنقاد، وذلك بهدف تقديمها إلى الجمهور في جدة. ومن أبرز نجوم العالم الذين أطلواعلى السجادة الحمراء الفنان العالمى والنجم البريطانى العالمي كليف أوين، وعارضة الأزياء تينا كوناكي والممثل الفرنسي فينسيت كاسيل، والممثل الإيطالي ميشيل موروني، ونجم فيلم “ذا افنجرز” أنتوني ماكي.
ترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الكاتب والمخرج الإيطالي جيوسبي تورناتوري، ويُعدّ من أهم المخرجين الإيطاليين المعاصرين. وضمت اللجنة في عضويتها غالبية نسائية فمن تونس الممثلة هند صبري، والمخرجة والكاتبة والممثلة والمنتجة الفلسطينية الأمريكية شيرين دعيبس، والمخرجة المكسيكية ومؤسسة مهرجان موريليا السينمائي الدولي دانيلا ميشيل، ومن السعودية المخرج الحاصل على جوائز عديدة عبد العزيز الشلاحي.
كرّم المهرجان أول مخرجة سعودية المخرجة والمنتجة هيفاء المنصور، التي اشتهرت بفيلمها “وجدة” عام 2012، وهو أول عمل سينمائي طويل يتم تصويره في المملكة، ونال جوائز عالمية عدة. بعدها أخرجت المنصور أفلاماً في هوليوود.
كما كرّم المهرجان أيضاً الممثلة الفرنسية كاترين دونوڤ، التي قدّمت الكثير من الأعمال والحائزة على أهم الجوائز أبرزها الأوسكار وجائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) وهي برأي النقّاد واحدة من أهم المواهب النسائية في أوروبا على الإطلاق.
إشارة أخيرة أن “أم بي سي ستوديوز” تصوّر فيلم “ديزرت واريور” الذي يحاكي ملحمة قديمة تدور أحداثها في شبه الجزيرة العربية في مدينة نيوم المستقبلية التي تبنيها المملكة في الشمال. ويعد الفيلم أكبر إنتاج سينمائي يصور في السعودية على الإطلاق.
العدد 124 / كانون الثاني 2022