البحث عن قائد 

عقود مضت منذ ان رحل عن عالمنا رجال ونساء تصدوا لتحديات الواقع الذي اريد له ان يكون حقيقة لا ينبغي الخروج عليها ، او العمل على تغييرها . عقود مضت كانت الشعوب تتحرق شوقا للحرية واعلاء كلمة الحق الطبيعي في حكم أنفسهم بأنفسهم ، التخلص من قوى الاستعمار التي فرضت حالات التردي وتفشي الفقر والجهل والفساد وخلق الفتن العرقية والطائفية بين أبناء البلد الواحد .

برزت في تلك الرحلة قيادات حملت هموم الشعب وحققت معه الكثير من المنجزات حتى أصبحت قوى الاستعمار تخشى ان ينتهي دورها او على الأقل يتحجم .

رجل جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو وسكارنو ،،، رحل قادة دول عدم الانحياز ( نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا ) .

ولان هؤلاء القادة كانوا يمثلون القيم الانسانية والأخلاقية ويحبون شعوبهم ويسعون للبناء وليس للهدم ،، فقد أحبتهم شعوبهم وساروا يرفعون رايات العلم والثقافة والتطور الإنساني بانواعه ،، كما الكثير من الحكام فيما يسمى دول العالم الثالث قد التحقوا بهم وساروا على الدرب معهم ايمانا منهم بتلك المبادئ او خوفا وخجلا من مخالفتهم ،، وبرحيلها توزعت الحكومات بين من نجح في خدمة شعبه ومن التحق بقوى الدمار والاستعمار والفساد والتشرذم ، وللاسف كان من نصيب الأمة العربية حصة الأسد في النوع الثاني منهم ،، وسقطت قلاع الحرية والكرامة والتي كان اقساها سقوط قلعة العراق ،، حينها استشرى العدو الاسرائيلي الصهيوني وتكالبت دول الجوار لنهش ما تستطيع من لحم ودم عراقي عربي اصيل ،، وبسقوط العراق سقطت آخر أوراق التوت التي تلفع بها بعض الحكام ليظهروا على حقيقتهم عملاء ولُعَبٍ خشبية بيد اسرائيل وحُماتها .

يفلسف بعض الناس الوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة العربية بانه امر واقع ولا مفر من القبول به والرضوخ لمتطلباتة ، ونسوا انه لو كان الانسان قد ارتضى الامر الواقع لما كانت هناك حضارات ولا ثقافات ولا علوم او اختراعات ولا حتى رسالات يمثلها أنبياء ورسل أُلهموا القيم والخلق والإيمان بان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان حرا طليقا ومن يقيده يخالف تعاليم الله ،، ولما كانت هناك ثورات تُحِقُ الحق وتكره الباطل وتقضي عليه .

ومازالت الأمة العربية تبحث عن قيادة رائدة ،، عن طليعة مناضلة تأخذ بيدها للخروج من مأزق الامر الواقع المفروض غصبا عليها ،، والعودة لمسارات الحرية والحب والاخلاق القويمة والسلام .

العدد 126 / أذار 2022