أيها العرب ،، أين أنتم ؟؟

حين تصدر المجلة هذا الشهر يكون قد أهل علينا شهر رمضان المبارك ، أعاده الله بالخير والبركات للأمة العربية والإسلامية والنَّاس اجمعين ،، وبعده بأيام قلائل يحل عيد الفصح المجيد ،، يوم رفع الله العلي القدير رسوله ومعجزته  التي كرّم بها مريم العذراء سلام الله عليها ( عيسى المسيح صلوات الله وسلامه عليه ) الى السماء يومان مباركين ندعو الله ان يعيدهما علينا وعلى العالم بكل أمن وسلام ، فهنيئا لكل من آمن وَعَبَد الله واتبع كلماته وكلام رسله الى يوم الدين .

في شهر رمضان والاربعين يوما قبل عيد الفصح ، يصوم المسلمون والمسيحيون عبادة لله وشكرا على ما وهبهم وما هيأ لهم من موجبات رحمته وغفرانه ،، فأين أمة العرب من معاني الصوم والصلاة ؟؟ وهل اكتسبت في صومها غير الجوع والعطش وغير الركوع والسجود لمن يصلي ،، ؟ وقليل ما هم .

أين العرب من التصدي لمخططات الأعداء على تنوعهم وتفاوت قربهم او بعدهم من الارض العربية ؟؟

منذ البدء كانت القيادة والسيطرة للأقوى ، ولم يتغير الامر رغم كل المبادئ والقيَم الاخلاقية والرسالات السماوية وغيرها كثيراً ،، مازال الصراع قائما لمن تكون الغلَبة في الارض .

العالم شرقا وغربا يتنافس بكل الوسائل لابراز قدراته ومعايير قوته لإثبات حقه في الغلبة الا العرب ،، فقد استكانوا وخضعوا لقوىً ليست اكثر منهم ثروة ولا ذكاءً ولا قدرات عددية او مساحة ارض تمتد بين اسيا وافريقيا ولا يزايدون عليهم بالعمق الحضاري الإنساني في ازمنة كان المعيار فيها لثقافتهم وقيادتهم لشعوب العالم المختلفة ،، وقد تمثلوا قول الشاعر العربي ابن دجلة والفرات ( معروف الرصافي )

يا قوم لا تتكلموا    ان الكلام محرم

ناموا ولا تستيقضوا    ما فاز الا النُّوَّم

هناك مثل عربي (. تمخّض الجمل فولد فأراً ) هنيئاً للجمل فقد ولد اخيراً الا بلادنا ففي العراق مثلاً بعد انتفاضات واعتصامات قُتِل فيها ما يقارب الثمانمئة شاب من. خيرة شباب البلد كان هدفهم وشعارهم ( اخرجوا المحتلين من العراق ،، أمريكا برا برا ،، وإيران برا برا ،، بغداد تبقى حرة )

منذ تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2019 م وعدوا الناس بإجراء انتخابات استغرقت اكثر من سنتين لتتمخض عن نفس الوجوه ونفس العناصر العميلة ان لإيران او أمريكا او شمالا او جنوبا ،،، فالعمالة ذات وجه واحد لا يناقضه الا الإيمان بحب الوطن والاخلاص لعزته وكرامته وحريته

تضرب ايران أربيل بالصواريخ بحجة الدفاع عن حدودها الغربية ،، مهما قيل عن حكام أربيل تبقى مدينة في شمال العراق من واجب كل عراقي الدفاع عنها الا من اعتبر ان ايران بلده وليس العراق

هل يدرك العرب والعراقيون بالذات ماذا يحصل ،،، اقتطاع جزءٍ من شمال العراق بحجة ( الحقوق القومية الكردية ؟؟) القوى المسيطرة عليه تقبل بإنشاء مراكز وقواعد إسرائيلية ( وحكومة بغداد لا تعترض ) ثم الدفاع المستميت عن حق ايران في الدفاع عن نفسها فتقصف تلك المواقع ،،، فأين حق العراق ؟؟؟ ماذا بقي من العروبة ،،، استقلال ، كرامة ، إنسانية ، سيادة ؟؟؟؟

ومازال الشعب يزور العتبات المقدسة ،، يلطم ويحثوا التراب على رأسه ،، يشق الجيوب ويعبد الأوثان ،،، ثم،، يصوم ويصلي !!!! وكل عام وأنتم بخير

العدد 127 / نيسان 2022