الصهاينة يقرأون مصيرهم في الملاعب

ترى ماذا كان شعور الفريق الإسرائيلي وهو يرى آلاف الإعلام الفلسطينية ترتفع في مدرجات ملعب غلاسكو في اسكتلندا فيماتصدح حناجر الشباب والصبايا الاسكتلنديين بالهتافات والاغاني لفلسطين؟.

Celtics FC Palestine Reutersبل ماذا شعر اللاعبون الإسرائيليون في اولمبياد الريو وهم يواجهون ما واجهوه من  مواقف شجاعة من لاعبات ولاعبين عرب اتوا من دول، بعضها اوهمهم حكامهم في تل ابيب انها باتت حليفة للكيان الصهيوني.

وما هو الشعور الحقيقي لمواطني الكيان الصهيوني وهم يسمعون كيف تكتسح دعوات المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والجامعية والبرلمانية دولاً غربية كانت إلى وقت قريب تعتبر حصوناً وقلاعاً لداعمي الكيان الصهيوني.

إنه دون شك الإحساس بالإحباط والشعور بأن اتجاه الرياح الدولية بدأ يسير باتجاه معاكس لمصالحهم وحتى لوجودهم.

فلا الكيان بات أمناً في الداخل وعلى حدودهم الشمالية والجنوبية، ولا الهجرة إلى الكيان تفوق الهجرة منه، وخصوصاً تفوق الرغبة بالهجرة منه، ولا الحلم العقائدي بالسيطرة على كل فلسطين، وعلى الأرض الممتدة من النيل إلى الفرات، بات واقعياً او قابلا للتحقيق فيما تسعى حكومة العدو إلى الاحتماء خلف جدران فصل عنصري، بينما يشتد الانقسام المجتمعي داخل الكيان على أسس عنصرية صارخة.

مصدر القوة الوحيد الباقي لهذا الكيان هو الواقع العربي المحاصر بالتخاذل والتواطؤ الرسمي والحروب البينية والاحتراب الداخلي والذي بات الصهاينة، رغم كل شئ، يخشون من خروج الأمّة منه أكثر قوة وخبرة ومنعة، تماماً كما خرجت من لبنان، بعد 15 سنة من الحروب والفتن، مقاومة باسلة أخرجت العدو من الأرض التي احتلها، وأقامت معه توازن رعب يوم أفشلت أهداف عدوانه في مثل هذه الأيام قبل 10 سنوات.

إن الانتصار اليوم لفلسطين والمقاومة هو انتصار لسوريا وللعراق ولليمن ولليبيا ولمصر وللسودان وللبنان وللأردن ولدول المغرب العربي والخليج والجزيرة لأن الجميع بات يدرك حجم الارتباط بين ما تعرضت له هذه البلدان، وما تزال، وبين المشروع الصهيو استعماري الذي كلما تراجع في موقع تقدمت الأمّة على طريق التماسك والاستقرار والاستقلال والنمو والامان والازدهار.

وإذا نجح الصهاينةعلى مدى عقود في السيطرة على سياسات ومقدرات اقتصادية وسياسية وإعلامية وعسكرية في دول في الغرب، كما في بلادنا، فقد جاءت ملاعب الرياضة تذكرهم ببطلان مشروعهم واستحالة القبول بظلمهم وعنصريتهم واحتلالهم… وأن غداً لناظره بقريب.