»الآكواسبور« رياضة الموسم وتجنّب الأزمات القلبية

الاكواسبور مناسب لجميع الاعمار النساء
الاكواسبور مناسب لجميع الاعمار النساء
المدرب الرياضي وسام سعادة
المدرب الرياضي وسام سعادة

بيروت ـ رنا خير الدين

تبرز في الآونة الأخيرة موضة الرياضة المائية أو »Aqua Sport«، التي تظنها للوهلة الأولى لعبة ترفيهية، لكنها في الأصل رياضات مائية صحية بامتياز جسدياً وقلبياً وعقلياً. »الأكواسبور« هي اليوم من أنجح الطرق والوسائل للمحافظة على صحة سليمة وجسم مشدود خالٍ من الدهون وإلى جانب ذلك يساعد الدورة الدموية في نشاطها. وتجدر الإشارة إلى أن الماء يوفّر لياقة ومرونة إضافية لأداء تمارين قد لا يمكن من أداؤها بسهولة خارج الماء. وقد تبين أن مستوى القوة التي يمارس بها الشخص التمارين الرياضية على الأرض هي نفسها التي يقوم بها الشخص تحت الماء، إلا أن مستوى معدلات ضربات القلب يكون أقل قليلاً عند ممارسة الرياضة تحت الماء. وثمة ما يدعى »الأيروبكس« المائي من التمارين الرياضية التي تمارس في الماء، وهي من الرياضات الممتعة والتي تعمل على حرق من 200 إلى 400 سعرة حرارية في الساعة. ،

»الأكوا جيم« أو الرياضة في الماء هو تمرين انسيابي في المياه. عند الوقوف والمشي فإن ثقل الجسم ينزل كله على الهيكل العظمي وقوة الجسم تكون عمودية، بينما في المياه لا يكون ثقل الجسم نفسه. والحركات التي يقوم بها الفرد انسيابية تعتمد على مقاومة المياه مما يساعد على القيام بالحركة بكثافة وبقوة أقل.  و»الأكوا جيم« لا يتطلب معرفة السباحة أو أن يكون الشخص سبّاحًا ماهرًا، لأن هذه الرياضة تمارس في عمق مياه يترواح بين المتر والمتر وعشرة سنتيمرات ويصل إلى الخصر.وللتعرف أكثر على نوع هذه الرياضة وفوائدها قمنا بهذا التحقيق لمن ما زال بعيداً عن هذه الرياضة، فهذا هو الوقت المناسب لممارستها في هذا الصيف، ومن جانب آخر فإن هذه الرياضة تساعد على تخفيف الوزن وإزالة المناطق الزائدة بوقت أسرع من العادة.

تشتهر أوروبا وتحديداً فرنسا كثيراً بهذه الرياضة وذلك لما لها من فوائد، ونتائج سريعة جداً فهي تعمل على حرق الدهون خصوصاً الكرش و تنحت الجسم كما أنها تعطي استرخاء للأعضاء وراحة للبال. هذه التمارين تعتمد في المسابح و القيام بتمرين من »الأكوا سبور« يعادل 5 تمارين عادية، فقوة تحريك العضلات في المياه تحرق أكثر من الرياضة العادية.  تشهد هذه التمارين المائية حالياً رواجاً كبيراً في الأندية الرياضية والمنتجعات الصحية، وتتمتع هذه التمارين بالعديد من الفوائد الصحية بالنسبة للقلب والعضلات والمفاصل، وغيرها من أعضاء الجسم، شريطة تأديتها على نحو سليم، كما أنها مناسبة للجميع شباباً وكباراً، فضلاً عن كونها متعة حقيقية تدخل البهجة والسرور إلى نفس ممارسيها. تتشعب من هذه الرياضة العديد من المسميات مثل »تمارين التقوية المائية«، و»تمارين الترفيه المائية«، و»تمارين اللياقة المائية«، و»الجري المائي«، و»الملاكمة المائية«، و»الزومبا المائية«؛ فدائماً يكتشف المدربون إمكانيات جديدة لممارسة الرياضة في الماء.

ويشير المدرب الرياضي والإخصائي في الإصابات الرياضية وسام سعادة إلى أن »الرياضة البدنية العادية والاكواسبور يتعاونان من أجل الحفاظ على رشاقة وصحة سليمة في آن معاً، فالرياضة حمل الأوزان والأثقال تعطي للجسم قوة ومنظراً متناسقاً بالإضافة للسرعة في حرق الدهون أما الاكواسبور فتعمل على صحة القلب والمفاصل والعضم وتحافظ بذلك على صحة سليمة وتنشط الدورة الدموية إلى جانب ذلك باتت هذه الرياضة رائجة لدى كافة المجتمع صغاراً وكباراً نساء ورجالاً وحوامل فلها حسنات على القلب والصحة النفسية والطمأنينة«. كما أكد سعادة أنه »من المهم متابعة هذا النوع من الرياضات إلى جانب حمل الأوزان والحماية من الأزمات القلبية والمشاكل الرئوية ومشاكل المفاصل والعضم«.

فوائدها

تجمع رياضات الماء أو العاب الماء في الوقت الراهن بين مجموعة من الرياضات الحديثة التي تتم تحت الماء، وكانت في السابق رياضة خاصة بكبار السن وتأهيل المرضى. ويقول تيودور شتمبر المتخصص في الرياضة في »جامعة بيرجيشن« في فوبرتال »أن 90 في المائة من الجسم يكون محمولاً على الماء، ويعني ذلك أن المفاصل لا تبذل سوى عشرة في المائة لتحمل الجسم، وطفو الجسم يضيف قدراً من الراحة ويخفف الضغط على المفاصل وهذا يوفر للشخص المشاركة في الكثير من التدريبات المائية حتى لو كان ثقيل الوزن، أو حتى لو لم يمارسها من قبل، والرياضات المائية جمة الفائدة للنساء الحوامل او للأشخاص الذين يعانون من إصابة في المفاصل«.

ضغط الماء له فوائده بالنسبة للجسم، لأن كل متر من العمق في الماء يضيف باراً واحداً من الضغط الجوي، وهذا الارتفاع في الضغط يؤدي الى نوع من التدليك للجسم وخصوصاً للرجلين وأعلى الركبتين، كما أنه ينشط الدورة الدموية في الجلد والأنسجة الضامة.

إلى ذلك، إن ممارسة الرياضة بشكل عام في الماء تتمتع بفاعلية أكبر ممّا يحدث عند ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل مثلاً على اليابسة؛ حيث تعمل قدرة الماء على توصيل الحرارة في زيادة معدل حرق السعرات الحرارية بالجسم. اذ أن جسم الانسان يحرق مثلاً نحو 400 سعر حراري في كل نصف ساعة من ممارسة أي نشاط رياضي في الماء، في حين أنه لا يحرق سوى 300 سعر حراري فقط عند ممارسة رياضة الجري مثلاً على اليابسة في المدة الزمنية نفسها. اذ أن الجسم يزيد من معدل عملية التمثيل الغذائي أثناء ممارسة الرياضة في الماء، كي يتسنى له حماية نفسه من البرد الناتج عن انخفاض درجة حرارة الماء المراوحة بين 28 و31 درجة مئوية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها لأغراض متنوعة؛ فعلى سبيل المثال يمكن تدريب قدرة الجسم على التحمل من خلال الجري في الماء، بينما يمكن لمن يرغب في التمتع بقدر من الاسترخاء، واستعادة نشاطه بعد يوم مجهد ممارسة تمارين الإطالة في الماء. كما أن ممارسة هذه التمارين في الماء لا تختلف عن ممارستها على اليابسة؛ حيث يتم ثني إحدى الساقين نحو الخلف، وسحب الكعب في اتجاه المقعدة، ولا يحتاج الجسم أثناء تأدية هذا التمرين إلى عمل اتزان؛ لأن الماء يحمله.

إلى ذلك، تعمل ممارسة التمارين المائية على تحفيز عملية سريان الدم داخل العضلات أيضاً، إلى أن بإمكانها أيضاً التخفيف عن عضلات الصدر المشدودة وتقويتها، من خلال تحريك الأذرع في اتجاه معاكس لمقاومة الماء في حركات متأرجحة إلى الأمام والخلف تحت الماء. وأخيراً، يمكن لكبار السن تدريب التناسق العصبي العضلي لديهم على نحو جيد من خلال ممارسة التمارين المائية باستخدام حزام الطفو، إذا ما قاموا بعمل خطوات جانبية، أو دربوا أنفسهم على الوقوف على ساق واحدة أثناء وجودهم في الماء؛ إذ يعمل ذلك على وقايتهم من السقوط أثناء المشي على اليابسة.

لكن ثمة بعض الموانع المرضية، التي تتعارض مع ممارسة التمارين المائية، يندرج من بينها الإصابة بأزمة قلبية حديثة أو حالة شديدة من الانزلاق الغضروفي، لافتاً إلى أنها لا تتناسب أيضاً مع المرضى المصابين بنوعيات معينة من الأمراض العصبية. وبشكل من الأفضل أن يستشير الأشخاص الراغبون في ممارسة هذه النوعية من التمارين طبيبهم المعالج أولاً قبل الإقدام على هذه الخطوة.