شعر

ياموْت

يا موتُ انت مغيّرُ الاحوال

والسيّد الباقي على الأجيالِ

ساوَيْتَ بين الناس كلّهم ولم

ترعَ لمخلوق صدى الآمالِ

الكلّ عندك من رعاياك ولا

تمييز بين الشيخ والاطفالِ

مهما يَسُدْ في الارض قائدٌ دولةٍ

او عبقريّ فائق الاعمالِ

لا بدَّ ان تأتيه يوما منهياً

دوز حياته دون أيّ جدالِ

تختار شكل الداءِ احياناً لكَيْ

تستلّ ارواحا بغير قتال

كم من احبّاء تفرّق شملُهم

بسهامكَ وسلوككَ المحتالِ

لكنّك تبدو بريئاً تارةً

من مافيا إجرامٍ وقتل رجالِ

او بانتحار شاءَهُ رواّده

نحراً لذاتٍ وهو غير حلالِ

الله وحده يستردّ حياتنا

هو مَنْ حبانا الروح رمزَ جلالَ

قتلى الحروب ضحايا حقد سياسة

رعناء مثل شريعة الادغالِ

غضب الطبيعة قاتلٌ ومدمّرٌ

من فعلِ إعصارٍ ومن زلزالِ

انت الوسيلةُ للنهايات التي

ترمي بني الانسان نحو زوالِ

يا راصدَ الاعدامِ لستَ مُخيّراً

انت موظفُ دائمُ التجوالِ

يخشاك كلّ الناس مثل عدوّهم

وكأنك بطلٌ من الابطالِ

لكنّك حقّ وصوتٌ صارخٌ:

انا مولجُ بمهمةِ الاجالِ

انا عبدُ مأمورُ ولستُ بآمرٍ

وانفّذ الاحكام دون سؤالِ

فليغفرِ الموتى سلوكي انه

قدَري الذي يملي عليّ فِعالي

xxx

يا موتٌ ماذا لو فرضتَ هدنةً

وتركتنا نحيا بأهنأ حالِ

يا موتٌ ماذا لو اخذتَ اجازةً

ترتاح فيها من عناء البالِ

يا موتٌ هل يأتيك يومٌ تنتهي

فيه مهمتك كأي مُقالِ

وتقومً في الدنيا القيامةُ تقتضي

منك اعتزال مسرحَ الاهوالٍ

ويغيُب دورُك في الوجودِ بعدَ انْ

ادّيته بشجاعةٍ ونضالِ

ويظل عمر الكون رهنَ اشارةً

من سيّد الاكوانِ والآزالِ