»خطوط مقطوعة« تلامس التفكك العائلي في كادر كوميدي هادف

بيروت  رنا خير الدين

صورة إبداعية خلابة مضحكة رسمها شباب الغد لآفة من آفات المجتمع اللبناني بعدده الأكبر، آفة باتت تتفشى كالالتهاب في الجسد، تحجب الرؤية نحو المستقبل، تمنع التقدم والتطور، في حلقة دائرية غير متجانسة. التفكك العائلي موضوع مسرحية »خطوط مقطوعة«، والكشف عن ملابسات هذه المشكلة لا تدركها فعلياً بل تعيشها نصف العائلات اللبنانية وأكثر. استقبلت الجمعية اللبنانية للفنون »رسالات« فرقة 107 المسرحية، التي قدّمت مسرحية »خطوط مقطوعة«، دارت حول مشكلة التفكك الأسري في كادر كوميدي مضحك، هادف وشمولي في الوقت عينه، قام بأداء هذه المسرحية عدد من الشباب منهم من كانت تجربته الأولى، ومنهم من بنبثق من هذا العالم المسرحي. ويشار إلى أن مسرحية خطوط مقطوعة، تأليف وإخراج زين العابدين سباعي، بطولة ، أحمد ياسين، محمد شمص، آية بغدادي، يعقوب علوية، ديما جمعة، حسين محي الدين، حسن قطيش، محمد الحاج. في كادركوميدي هادف. دارت المسرحية في أحداث منتظمة، من الموظف الذي يعيش تحت رحمة مديره، إلى الابن الذي يعيش حياة »البلطجية« وابنة لا شخصية لها ولا ثقة، وذلك لانشغال الوالدين عنهما من جهة ولقلة مسؤوليتهما كأبناء في هذه العائلة كما ركزت المسرحية.

 وللتعرف أكثر على هذا العمل المسرحي وأهدافه كان لنا لقاء مع  المخرج المسرحي والممثل زين السباعي.

مشهد من المسرحية
مشهد من المسرحية

»الحصاد«: لماذا اخترتم موضوع التفكك الأسري؟

»زين السباعي«: تدور المسرحية حول التفكك الأسري، وأحداثها تجري في »سنترال«، لأن في معظم العائلات في مجتمعنا تعاني من مشاكل بوعي وإدراك او من دونهم، كما ان كل عائلة معرضة لنوع من أنواع التفكك، لذا كان البحث في هذا المحور يشكل أهمية كبيرة لنا. ولا يمكن التطرق لعمل فني أياً كان نوعه دون أن يكون منبثقا من المجتمع ومندمجا، حتى يكون قريبا من حياة المشاهد.  في بدء الأمر وضعنا مجموعة تساؤلات، من الأدوار الحياتية التي تؤثر بشكل او بآخر على العائلة وتربية الأطفال، وأسباب التفكك ونتائجه. ولا بد من الإشارة، أن المسرحية خضعت لإشراف مجموعة من المختصين  بعلم النفس والاجتماع وأيضاً علماء دين حتى لا نتخطى أي منظومة دينية أو عادات وتقاليد.

»الحصاد«: ما هي رسالة هذه المسرحية؟

»زين السباعي«: أولا ، يعلم المجتمع أن مشكلة التفكك الأسري ليست مشكلة عابرة، بل يمكن أن ينتج عنها مشكلة وقضية أمن قومي، لأن التفكك الأسري مشكلة تتوسّع مع المحيط.

المخرج زين السباعي مع الممثلين في الكواليس
المخرج زين السباعي مع الممثلين في الكواليس

»الحصاد«: كم استغرق تحضيرها؟

»زين العابدين«: خمسة أشهر ونصف تقريباً، بين دراسة وكتابة نص، ورؤية للمسرحية شهرا، وبروفات استغرقت شهرين.

»الحصاد«: هل تلقيتم أي دعم رسمي؟

»زين العابدين«: أولا يوجد تهميش للثقافة والمعرفة في لبنان من قبل وزارتي التربية والثقافة، ليس هناك اي اهتمام بالعمل الفني بشكل عام والمسرحي خاصةً. حتى لا يوجد أي دعم حزبي لأن الوجود الحزبي في العمل الفني يقيده ولا يسمح له بالانطلاق حفاظاً على منظومته الحزبية. ثانياً، تجدر الإشارة أننا من لبنان ولكل لبنان لا نعرض لفئة أو طائفة معينة.

»الحصاد«: أين تجد المسرح اليوم من الفن؟

»زين العابدين«: تتكلم الأساطير عن عظمة المسرح وتأثيره، ويعتبر أبا الفنون، وأصعبها تنفيذاً، على صعيد الكتابة والإخراج، والنتيجة تؤخذ على تماس مع الجمهور مباشرة. أما بالنسبة للبنان، هناك الكثر من الفنانين الموهوبين، لكن في غياب الدعم والحاضنة لا يتقدم العمل المسرحي.أما بالنسبة لتأثيره فهو يؤثر كثيراً خصوصاً في الأعمال الفنية الهادفة، وثمة الاقبال على الفنون من قبل الشباب اللبناني خاصة اذ وجدوا ما هو أهل لهم.

»الحصاد«: ما مشاريع الفرقة المستقبلية؟

»زين العابدين«: نقوم بتحضير مسرحية للأطفال تحت عنوان »سكّر يا سمسم«، سوف تعرض في اوائل تشرين الثاني، تدور حول الكذب لدى الأطفال، تحديداً أنواع الكذب وأسبابها.

وفي حديث مع الإعلامي أحمد ياسين الذي شارك بأداء المسرحية، وهي التجربة الأولى من نوعها له، أشار إلى »أن هذه التجربة اضافت الكثير، فالمسرح فن شامل ومتكامل، عملي الإعلامي والإذاعي والصحافة المكتوبة يتطلب مهارات وإمكانيات معينة لكن المسرح يتطلب الأكثر من ذلك، فالمسرح نحن من نمثل وونجسد الجسم والحركة والصوت، بالإضافة للحضور الذهني والبدني بشكل ملحوظ، تجربة جميلة وتضيف الكثير لشخصية صاحبها«.

وأضاف ياسين جواباً على سؤالنا إن كان الإعلام والعمل المسرحي، فقال: طبعاً وكثيراً، بالفن والرسائل الإعلامية ، مع الفريق أن المسرح عمل فني بينما الإعلام مهني أكثر«.

المخرج المسرحي زين السباعي

المخرج المسرحي زين السباعي