محمّد شامل وشوشو كوميديّان قاوما الدّموع بالابتسامة

محمد شامل
محمد شامل

بيروت ذ لارا ملاك

ناجي محمّد شامل لـ«الحصاد»: محمّد شامل وشوشو كوميديّان قاوما الدّموع بالابتسامة. والدي كان يقول لي :»الفنّان في لبنان يموت شحّاذا».

قلمٌ غزيرٌ لم ينضب يوما، فكرٌ كثيفٌ استطاع مقاربة شؤون الحياة بحكمةٍ ووعي ومحبّة.

وفيّ، والوفاء الأوّل هو لحريّته وكرامته وقلمه وإنسانيّته. له فضلٌ كبيرٌ على المسرح اللبنانيّ وعلى الفنّ الإذاعيّ وفنّ الكوميديا. أرسى قواعد الكتابة المسرحيّة والدراميّة في لبنان في القرن الماضي. أطلق الكثير من الفنّانين والموهوبين الّذين بنوا الثقافة في وطننا لعلّ أهمّهم وأكثرهم شهرة المسرحيّ الكوميديّ الكبير حسن علاء الدّين المعروف بشوشو.

هو المختار الحكيم في مسلسلاته يقتنص الحكمة ويغلّفها بطرفة، صاحب حسٍّ فكاهيٍّ عالٍ، هدفه وهمّه البناء الصحيح نحو مجتمع أفضل وإنسانيّةٍ أتمّ. هو أستاذٌ ناجحٌ مارس التعليم ملتزما القيم التي آمن بها. كان معطاء في كلّ  المجالات الّتي عمل فيها، وعطاؤه تعويضٌ لمعاناةٍ عظيمة أثقلت روحه وجسده منذ ولادته. كريم الفكر، ومتواضع الروح، هو الفنّان القدير الراحل محمّد شامل.

ليس محمّد شامل معنا اليوم ويُختصر السبب في جملته الشّهيرة «الدنيا هيك» يغلب الموت فيها كلّ ذي جسد، ولكنّه لا يغلب الإبداع، فالمبدع يستمرّ في بناء الحياة حتّى بعد موته. لذلك كان لـ«الحصاد» حوارٌ مع ابنه المخرج والمؤلّف والممثّل ناجي محمّد شامل الّذي أحاطنا بتفاصيل كثيرةٍ من حياة والده، إضافة إلى معلوماتٍ وأخبار تُعَرّفنا به وبشخصيّته الّتي كانت محبَّبة إلى قلوب الكثيرين.

االحصاد»: كيف كانت طفولة محمّد شامل، و من بعدها كيف كانت بداياته الفنيّة والمهنيّة؟

ناجي شامل: ولد محمّد شامل سنة 1909، توفيت والدته عندما كان في الشّهر السادس من عمره. بعد ذلك تزوّج والده من شقيقة أمّه. عانى طفولة قاسية بسبب ظلم خالته وقسوة والده، واعتنى به في جزءٍ من حياته، جدّه وجدّته وعوّضا له القليل من العطف والحنان.

شوشو
شوشو

لم تسمح له خالته بالتعلّم، لكنّها ألزمتْهُ أن يرافق ابنها أي أخاه «شفيق»، وهو الممثّل المعروف بدور «الدروندي»، إلى المدرسة. كان أبي توّاقا للمعرفة لكنّه حُرم منها.

الظّلم الّذي قاساه في طفولته لم تنتهِ آثاره في شخصيّته، وحياته. كان يبكي كلّ مرّةٍ يوم عيد الأم، فقد افتقد عطفها طيلة حياته. افتقد الأمان العاطفيّ، وظهر ذلك في مخاوف غير منطقيّة كثيرة كانت تقلقه، منها خوفه غير المبرّر من ركوب الطائرة ومن الأماكن المغلقة، فكان ينزعج كثيرا إن أقفل أحدهم الباب. وهذه المخاوف كانت دليل فقدان الأمان العاطفيّ والاستقرار.

في بداياته في الكوميديا تعرّف بالكوميديّ الكبير عبد الرحمن مرعي واشتركا في تمثيل البرنامج الإذاعي الكوميديّ «شامل ومرعي» في إذاعة الشرق الأدنى، الذي ألّف هو حلقاته. وعندما مات مرعي حزن أبي حزنا شديدا وعزف عن الكتابة لفترة، لكنّه بعد ذلك عاد إلى نشاطه وساهم في تأسيس إذاعة لبنان، وأطلق شوشو في تلفزيون لبنان وكتب له.

 االحصاد»: ألم يقف الألم حجر عثرةٍ في طريق تقدّمه؟

ناجي شامل: قاوم والدي الألم طيلة حياته، ونجح في ذلك. عندما حُرم من حقّه في التعلّم وهو طفل، لم يستسلم، بل كدّ واجتهد حتّى تعلّم بمفرده. لدرجة أنّه كان إن رأى ورقة مرمية على الأرض في الشارع كان يلتقطها ويظلّ يحاول حتّى يتمكّن من قراءة من كُتب فيها. وفي النهاية فاق أخاه في العلم والثّقافة، وأصبح في ما بعد أستاذا يدرّس اللغة العربيّة والدين والقرآن الكريم. وصار في النهاية مديرا لمدرسة المقاصد، وكانوا يستعينون به في كتابة اللغة العربيّة وتدقيقها في البرامج. كما كتب أطروحة مهمّة في أدب الخوارج، أثنى عليها المتخصّصون، ومنهم الأديب والأكاديميّ المتخصّص الكبير في هذا المجال فؤاد أفرام البستانيّ الّذي قدّر عمله وقدّم له وساما وشهادة تقدير.

هكذا عاند الحرمان وصبر عليه، حتّى حقّق حلمه في المعرفة وفي الحياة.

االحصاد»: كان غزير الإنتاج، ما هي العوامل والصّفات الّتي ساعدته في ذلك؟

ناجي شامل: كان محمّد شامل غزير الإنتاج، كتب أكثر من ثلاثين ألف نصٍّ بين الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما، منها «الدنيا هيك»، «يا صبر أيّوب»، «عالماشي»، «خلي بالك من شوشو»، «يوميّات شوشو بك» وغيرها. منذ سنواتٍ بدأتُ بأرشفة إنتاجه وهذا يتطلّب جهدا كبيرا.

الدنيا هيك
الدنيا هيك

ما ساعده في ذلك اندفاعه الإنسانيّ للإبداع ونشر الثقافة والتوعية، وطموحه للتحسين في هذا المجتمع، وإرساء القيم التي آمن بها. كما أنّ خياله الرّحب ساعده في القدرة على بناء الآلاف من المشاهد التمثيليّة بناء صحيحا مع التوفيق في التفاعل والأداء والحوار بين الممثّلين على اختلاف شخصيّاتهم.

كما كانت شخصيّته الليّنة والمتّزنة تسمح له بالتنوّع في الأداء والموضوعات. نراه قد جمع بين الأدب الفصيح والأدب الشعبيّ، كما ألّف برامج كوميديّة إضافة إلى برامج دينيّة منها «يا هادي». هذا الجمع المتنوّع مع الغزارة قليلٌ ما نرى مثله عند مؤلّف. ما جمع بين هذه الأنواع من الكتابات المختلفة، القصد الإنسانيّ منها، وهو نشر العظة والتوعية في سبيل إنسانٍ أفضل. ومن الدوافع الّتي زادت إنتاجه أيضا، الألم. فالفنّ علاجٌ فعّالٌ في وجه الألم.

االحصاد»:  حدّثنا قليلا عن علاقته بالمسرحيّ الكبير حسن علاء الدين المعروف بشوشو.

ناجي شامل: محمّد شامل هو من اكتشف شخصيّة شوشو، وهو من اختار له هذا الاسم، وأطلقه وكتب له بداية برامج تسليةٍ للأطفال، ومن ثمّ ألّف له أكثر من مسرحيّة، كما أطلقه في السينما في فيلم بعنوان «شوشو والمليون».

المرّة الأولى التي التقيا فيها كانت في المدرسة، كان شوشو شابّا، أتى إلى أبي في مكتبه ودعاه إلى عرضٍ مسرحيّ. لم يُعجبْ في المرّة الأولى بتمثيله وبحركاته، لكنّ شوشو أصرّ على إقناعه بموهبته، وظلّ مرافقا له حتّى أُعجب بإصراره وطموحه وأعجب مع الوقت بشخصيّته. عندها قرّر أن يُطلقه في «دنيا الأطفال» برنامج تلفزيونيّ للأطفال على شاشة تلفزيون لبنان. لم يتقبّله الناس سريعا وكانت ترد اتّصالاتٌ على التلفزيون تعترض على تقديم شخصيّة شوشو للأطفال بسبب لهجته وطريقة تحرّكه، لكنّهم بعد فترةٍ أحبّوه، فهو مسرحيٌّ بالفطرة.

تعاونا في أعمالٍ كثيرة، وكان الألم والابتسامة من الصّفات المشتركة بينهما. فشوشو كثيرا ما كان في الكواليس يبكي من الوجع، وعندما تُفتح الستارة يؤدّي دوره بطريقةٍ مثاليّة.

حين مات شوشو كتب له أبي نصّا شعريّا مؤثّرا، أذكرُ من مطلعه «مررتُ بالمسرح الحزين وسألتُ أين شوشو وأمسياته».

االحصاد»: كان محمّد شامل متعدّد المواهب والقدرات، ومن المواهب الّتي لم تطّلع عليها الناس لديه نظم الشّعر. كيف تصف محمّد شامل الشاعر؟

ناجي شامل: عشقَ اللغة العربيّة وكان ضليعا فيها، نظم الشعر وكان بارعا فيه، لكنّ الناس لم تعرفه كشاعر لأنّ العمل في التأليف المسرحيّ والتلفزيونيّ أخذ أغلبيّة وقته ونتاجه. ومن القصائد الشعريّة الجميلة الّتي نظمها ما كتبه في أختي الصغيرة رفيف:

«إنّي اصطنعتُكِ من هوى عفٍّ وخلُقٍ عفيفِ

من رعشةِ الوجدان إن أدمته رائعة الصروفِ

إنّي لأفرح حين تفرح أو تُزيَّن بالشفوفِ

وإذا تلألأ دمعها إنّي لأضعف من ضعيفِ

إن رمت لثمة ورودها أدنيت دانية القطوفِ

عطفتْ عليّ بدلّها عطف الربيع على الخريفِ

فخُذهُ إليكَ الأقحوان وخلِّ لي عطفَ الرفيفِ».

االحصاد»: كيف كانت علاقته بك وبكلّ أولاده، وكيف انعكست طبيعة هذه العلاقة في إنتاجه؟

ناجي شامل: كان أبي حنونا وليّنا معنا، وذلك لأنّه كان في أعماقه طفلا.الطفولة رافقته في تعامله معنا وفي كتاباته الّتي وضعها للأطفال. تعلّمنا منه الكثير، وما زلتُ حتّى اليوم كلّما قرأتُ له نصّا أو رأيتُ مشهدا من تأليفه أتعلّم منه، ومن حكمته وسعة معرفته ونظرته الصحيحة والسليمة للأمور.

دعمنا في مواهبنا، اكتشف في أخي يوسف الشخصيّة الكوميديّة وكتب له دور «علّوش»، وشجّعني للاستمرار في التلحين والتأليف وعملنا معا على عددٍ من المسرحيّات والحلقات الإذاعيّة، لكنّه كان دائما ينبّهنا إلى أنّ الفنّان في بلادنا يموت شحّاذا.

االحصاد»: مارس محمّد شامل مهنة التدريس أيضا، كيف كان كمعلّم؟

ناجي شامل: الإرشاد الاجتماعيّ والتوجيه من الأهداف الّتي عمل من أجلها. التجربة التي اكتسبها بكدّه وتعبه الشخصيّ، ساعدته في الحصول على وظيفة أستاذ ومدير. كان صارما مع طلّابه، لكنّه فرض على الهيئة التعليميّة احترام كلّ تلميذ، وعدم التعرّض لأحد بالإساءة والعنف، مع العلم أنّ التعليم في القرن الماضي كان مبنيّا على التعنيف والضرب.

أحبّ الطلّاب، واعتبر العلم حقّا مقدّسا لكلّ إنسان، لذلك كان يسمح لطلّابٍ فقراء بالتعلّم من دون دفع أيّ رسم، وذلك كي لا يُحرموا من هذا الحقّ كما حصل معه.

االحصاد»: في كلّ نصٍّ كتبه كان محمّد شامل المختار الذي تنتهي عنده الأحداث فيطلق فيها العبرة المقصودة؟ هل كان شامل في طبعه منسجما مع هذه الشخصيّة الّتي أدّاها لمدّة أربعين سنة تقريبا؟

ناجي شامل: كان متواضعا، لم يكن يكتب لنفسه أدوارا كبيرة. كانت الأحداث الأساسيّة تحدث على يد شخصيّاتٍ غيره، لكنّ العبرة دوما تنتهي عنده. هو المختار الحكيم الذي يستطيع أخذ العبر من الواقع وطرحها أمام الناس. نعم، كان أبي منسجما مع هذه الشخصيّة لأنّها تشبهه، فقد كان رزينا وحكيما يعي عواقب الأمور، يستطيع إيجاد الحكمة في كلّ موقف. ولأنّه كان عفويّا وصادقا في تأدية الشخصيّة، عُرض مرّة عليه أن يترشّح للمقعد الاختياريّ ولكنّه رفض ذلك.

وقد صدّق الناس دوره، ومن المواقف الطريفة الّتي أذكرها، قدوم سيّدةٍ إلى منزلنا لتسأل عن المختار، أي عن أبي، وذلك لاستشارته في قضيّة طلاقها من زوجها. هكذا كان مختارا، لأنّه وعظ الناس ولكن بحسٍّ فكاهيٍّ وبساطة.

االحصاد»: كانت تربطه بالسياسيّين والطبقة السياسيّة في لبنان علاقات كثيرة؟ هل كانت له مواقف سياسيّة معيّنة أطلقها في عصره؟

ناجي شامل: لم يتدخّل محمّد شامل بالسياسة، ولم يطلق أيّ رأيٍ سياسيّ، لأنّه كره القسمة بين أبناء الوطن، وكتب برامج عديدة للتوعية ضدّ الطائفيّة دعا فيها إلى التآخي بين كلّ اللبنانيّين، منها «عالماشي»، و»شويّة حكي». بيد أنّ العديد من السياسيّين كرّموه وأحبّوه لشعبيّته بين الناس. ومنهم الرئيس الوطنيّ بشارة الخوري والرئيس رياض الصّلح، وقد روى لي والدي موقفا حصل بينه وبين الرئيس بشارة الخوري. كان يومها الرئيس يقيم حفل غداءٍ في القصر الرئاسيّ في بيت الدين، أرسل فرقة الجيش الرئاسيّ في طلبه ليشاركهم الغداء. جلسا على انفراد، قال له الرئيس في بداية اللقاء «فلنجلس كما كان يجلس أجدادنا على الأرض»، وتحدّثا في الشعر والأدب والثقافة مطوّلا. بعدها وعندما جهز الغداء، خرجا معا من الغرفة وسارا نحو غرفة الطّعام، تنبّه والدي حينها إلى أنّه يسير إلى جانب الرّئيس، ورئيسا مجلس النوّاب ومجلس الوزراء يسيران خلفه إضافة إلى نوّابٍ ووزراء كثر. خجل أبي في هذا الموقف، ولكنّ الرئيس الخوري وتكريما له ولفكره خرق البروتوكول في ذلك اليوم وأجلسه على يمينه. إلى هذا الحدّ فرضت موهبته احترامه بين الناس.

االحصاد»: كيف تذكر لحظات محمّد شامل في الإبداع والكتابة عندما كنتَ صغيرا؟

ناجي شامل: لم يملك شركة إنتاج أو دعما ماديّا. كلّ ما كان لديه طاولةٌ خشبيّةٌ في الزاوية بجانب سريره وقلمٌ ودفتر. كان يجلس كثيرا هناك، كأنّ هذه الزاوية هي نافذته على الخيال. تلك الجلسة الإبداعيّة مُنعَ علينا أن نقاطعه خلالها أو حتّى أن نتحدّث إليه لو بكلمة، فاللحظة الإبداعيّة لها قدسيّتها فإن غابت الفكرة قبل أن تكتمل ضاعت. هذه اللحظة لا تتكرّر، وكان لهذا السبب مخلصا لها، ولعلّ هذا أيضا أحد أسباب غزارة إنتاجه وتنوّعه.

االحصاد»: كيف تصف الكوميديا اليوم من دون محمّد شامل وشوشو؟

ناجي شامل: لا كوميديا فعليّا اليوم في لبنان، نفتقد إلى مؤلّفين حقيقيّين في هذا المجال. في الماضي اشتهر مؤلّفون مهمّون، منهم أنطوان غندور، ومروان العبد، وصلاح تيزاني، وغيرهم. أمّا اليوم فنفتقر إلى الابتكار في هذا المجال. ابن شوشو خضر علاء الدّين، على سبيل المثال، لم يستطع تأدية دوره في الكوميديا، مع أنّه تخصّص في الإخراج والتمثيل في أميركا، غير أنّه لم يبتكر شخصيّته الخاصّة ومسيرته الشخصيّة، بل حاول إعادة إحياء عصر أبيه عبر تجديد أعماله، وهذا لا يمكن تحقيقه. النظر يجب أن يكون إلى المستقبل وإلى الابتكار والخلق الجديد.

جورج خبّاز يؤدّي عملّا مميّزا، لكن لو أدّى أدوارا ومشاهد من تأليف أحدٍ سواه لنوّع في الأسلوب أكثر، والتنوّع أساس أيّ عملٍ فنيّ.

االحصاد»: ما هي أهمّ القيم الّتي أرساها والدك في نفسك؟

ناجي شامل: تعلّمتُ منه الكثير، وما زلت إلى الآن. علّمني الصبر والحنان، والتواضع. كان متواضعا مع جميع النّاس، أحبّه كلّ من عرفه. وأهمّ نصيحةٍ ردّدها لي «إيّاك أن تذلّ نفسك، إعمل في سبيل ما تريد، وإن استحال عليك النجاح في سعيك غضّ النظر عن الهدف».

تعلّمتُ منه أيضا الرحمة، أن أكون رحوما مع كلّ مخلوقات هذا الكون. رحمته ومحبّته كانتا تظهران حتّى في تعامله مع الحيوانات. أحبّ كلّ مخلوقات هذا الوجود بطيبةٍ ورهافة حسّ.

علّمني أيضا الحكمة في المواقف الصعبة، واحترام الآخرين. وكان يكره الغدر، ومن يتّصف به، فمن يغدر يسقط من قيمته كفردٍ وإنسان.

االحصاد»: هل انتهى عصر محمّد شامل؟ وهل يصحّ فيه لقب «الجنديّ المجهول»؟

ناجي شامل: هو من أسّس الإذاعة اللبنانيّة، وأرسى قواعد العمل الإذاعيّ والتلفزيونيّ والمسرحيّ. شارك في تأسيس مهرجانات بعلبك، وكان أوّل من شجّع صباح على الغناء في هذه المهرجانات عندما كانت طفلة في الثانية عشرة، وأوّل من لاحظ شخصيّتها الفنيّة. نشر الثقافة والوعي بين الناس، ساهم في بناء الذاكرة الثقافيّة، وما زالت آثار أعماله ظاهرة.

جيل اليوم لا يعرف محمّد شامل لأنّ الدولة لا تهتمّ لتكريمه وإحياء ذكراه، إضافة إلى النقابات الفنيّة التي نسيت أنّه من أوائل من أسّسها.

هو الجنديّ المجهول الذي بنى وأعطى، ومفاعيل هذا العطاء في تطوّر الفنّ اللبنانيّ ثابتةٌ وواضحة ومستمرّة في المستقبل، لكنّ المسؤولين في الدولة والنقابات الفنيّة والصحافة يتجاهلونه. إنّه عصر الأنا الذي لا يهتمّ فيه أحدٌ إلّا لأناه ولا يقيم اعتبارا لعطاء غيره.

01

محمد شامل

02

الدنيا هيك

03

شوشو