الفنان التشكيلي والنحات وليد العنداري لـ«الحصاد»: البحث هويّتي، والهدف الأوّل للفنّ هو الإنسان

لارا ملاك – بيروت

وليد العنداري فنّانٌ تشكيليٌّ ونحّات، يبحث في لوحاته عن التكامل مع الطبيعة، يريد انسجامه الداخليّ، فينطلق من اللوحة أو القطعة الفنيّة الّتي ينتجها نحو إنسانيّته الشاملة ونحو الطبيعة الّتي لا يمكن معاندتها. هكذا يقول، وهكذا يعبّر عن فنّه.

حين يرى المبدعون أنّ الفنّ تمرّدٌ على الزمن، يوافق وليد نسبيّا ويقول:  »القطعة الّتي أنحتها بالصخر أو بالنحاس أو بالطين، عمرها أطول من عمري، قادرةٌ على التصدّي في فضاء المقاومة الماديّة أكثر«. هكذا تعيش الفكرة وإن انتهى المؤلّف، ولعلّ حياة الفكرة شيءٌ من بقائه.

يتمنّى أحيانا لو يهزم قطعته الفنيّة، لو يعيش أكثر منها، لذلك ينحت في الثلج وينتظر ذوبان القطعة. يريد أن يكون شاهدا هو الآخر على نهاية صناعته، ولا يفلح في ذلك مع القطع الصخريّة أو النحاسيّة، لكنّه ينتصر على الماء، وعلى الرغم من أنّ الفكرة لا تندثر لكنّ لعبة المادّة والمقياس الّذي يحكمها يختلفان حتما.

أمّا مع الهواء، فله قصّةٌ أخرى، فهو يجيد النحت به أيضا. كلّ قطعةٍ هي برأيه نحتٌ بالهواء لأنّه مُحدِّد وجودها، وهو الّذي يفصلها عن الموجودات غيرها ويحدّد شكلها وأبعادها وظلّها وتجاويفها، هو الّذي يفتح للضوء المجال، فتكون المنحوتة.Untitled-2 copy

وللفكرة بعدٌ إنسانيٌّ شاعريٌّ يتقنه وليد العنداري. فلا تغيب الحرارة عن المادّة، حرارةٌ شعوريّةٌ تفرض نفسها على القلب فتحرّك فيه أجزاءه. كما لا يغيب الالتباس الملاصق للمعرفة، هكذا يتحرّك العقل أيضا باتّجاه نفسه واتّجاه الأسئلة المعرفيّة. نراه يحيي التاريخ ويحيي الأمكنة، ويلتقي بذلك لديه بعدان، الأوّل زمنيّ والثاني مكانيّ.

لعلّ سرّ نجاح هذا الفنّان تكمن في مفاهيمه وطرحه الوجوديّ ومقاربته المختلفة للأمور.

وفي نجاحه لا يغيب عنه دوره الإنسانيّ، فبحسب تعبيره، لا يمكن للفنّان الحقيقيّ أن يفكّر بكلّ العذابات الّتي يراها تصدّع النفوس من حوله ولا يحرّك ساكنا. وللإحاطة أكثر بتجربته في مجال النّحت كان للحصاد هذا الحوار معه.

»الحصاد«: عُرفت ببداياتك بالرسم الكاريكوتاريّ، حدّثنا عن هذه التجربة.

وليد العنداري: رسمتُ الكاريكاتور في الصحف الخليجيّة وتحديدا في الكويت. لم تكن مرحلة سهلة في مسيرتي، فهذا النوع من الرسم يتطلّب جهدا كبيرا. والمشكلة الأكبر كانت في سقف الحريّة في الدول الخليجيّة، فحريّة التعبير كانت مقيّدة ولا بدّ من أخذ الموافقة المسبقة قبل نشر الرسوم. عدتُ بعدها إلى لبنان لكنّني لم أجد الحال أفضل، فعلى الرغم من ادّعائنا الحريّة ولكن لكلّ صحيفةٍ سياستها ولا يمكن التعبير عن أي رأيٍ مخالف. قانون التعبير في لبنان مفتوح، ولكن نظرا إلى تركيبة البلد لا وجود لرأيٍ حرّ، وكانت النتيجة أنّني تركت الكاريكاتور وتفرّغتُ للفنّ وتحديدا النحت.

»الحصاد«: كيف اكتشفتَ أنّك قادرٌ على قراءة صخرة لتصنع منها قضيّة؟ هل بدأت بلعبة الطين أم بلعبة الإزميل والمطرقة؟

وليد العنداري: البداية كانت مع الطين، وانتقلت إلى طبيعةٍ أخرى من العمل من باب التجربة والبحث. وأنا حتّى هذه اللّحظة باحث، فأنا أبحث عن نفسي. في الخليج كان العمل بالصخر غير متوفّرٍ وغير مطلوب، أخذتني ميولي للقطع الأثريّة من خلال الطين والموادّ الّتي طورّتها. وقد ابتكرتُ في هذا المجال النحت بالإسمنت، لأنّه مادّةٌ صلبة وقادرة على تحمّل عامل الزّمن.

»الحصاد«: إضافة إلى ذلك نحتت أيضا على الماء، أخبرنا عن المرأة الّتي نحتتها بالثلج، لمَ بذلتَ كلّ هذا الجهد في سبيل منحوتةٍ تعلم أنّها لن تعيش لأكثر من أيّامٍ معدودة؟

وليد العنداري: التكثيف في هذا العمل له بعدٌ فلسفيٌّ بالنسبة لي. هذه المرأة تشبه الناس، فالعمر الافتراضيّ الزمنيّ لنا محدود. نعمل كأنّنا نعيش أبدا، لكنّ الواقع مختلف. منحوتة الثلج تستطيع اختزال كلّ المسألة وكلّ هذا البعد أمامي. كنتُ أراقبها كلّ يوم وأراقب كيفيّة تغيّرها. كلّ شيءٍ إلى زوال، هكذا تتجسّد فلسفة العدميّة. ومن خلال نسبيّتي الزمنيّة الأعلى من النسبيّة الزمنيّة الخاصّة بهذه المنحوتة أستطيع أن أعيش هذه الفلسفة. ومنحوتة الصخر لا تعطيني هذا الامتياز، لأنّ عمرها أطول من عمري. هذا التحوّل أعطاها الحياة، ومن ثمّ أخذت تترهّل وكأنّ عظامها تبرز.

»الحصاد«: هل صنعتَ امرأة من ثلج وأخذت تراقب انقضاءها إلى العدم لتنتصر نوعا ما على المرأة؟ هل هناك انتصارٌ على امرأةٍ محدّدة في هذا العمل؟

وليد العنداري: لا، لم تكن هذه محاولة للانتصار على المرأة. ليس العمل فيها محاولة انتقام. فكرة الانتصار على الآخرين، أو حتّى على الطبيعة، ليست موجودة لدي. لا بدّ من التماهي مع الطبيعة، وإلّا دفع الإنسان الثّمن. مسألة الانتصار والهزيمة مسألةٌ داخليّة. تكثيف فكرة التغيّر الجسديّ في هذا المشهد مرتبطٌ بالنظرة إلى العبثيّة في الحياة. دائما ما يكون عمر القطعة الفنيّة أطول من عمري، وهذا هو الحال عند النّحت بالطين أو الصّخر أو الإسمنت، وأتمنّى لو أعيش لأرى مستقبل المنحوتات الّتي أصنعها، ومنحوتة الثلج أعطتني هذه المتعة، متعة أن أنتصر على اللوحة وعلى عملي.

»الحصاد«: هل الفنّ انتصارٌ على الزّمن؟

وليد العنداري: من الفنّانين من يعتقد ذلك، لكن برأيي لا أحد يستطيع. الفنّ محاولةٌ في هذا الاتّجاه، والأعمال والآثار الّتي يتركها الفنّان بعد موته تطيل النسبة الزمنيّة لوجوده، غير أنّ الحياة تبحث دائما عن جديد. لا وجود لما هو نهائيّ فكريّا أو ثقافيّا. كلّ النتاج الإنسانيّ تراكميٌّ وقابلٌ للتغيير، وقابلٌ للنقاش، وحتّى عظماء التّاريخ طرحوا أفكارا كثيرة عاشت فترة من الزمن، ثمّ انتهت عندما ظهرت فكرةٌ نقضتها.

»الحصاد«: لقد ابتكرتَ في صنع المواد للنحت وقد أدخلتَ الإسمنت في الطين وحوّلته من مادّةٍ للبناء إلى احتمال فنيّةٍ وجمال، أخبرنا عن أهميّة هذه المادّة في هذا المجال.

وليد العنداري: إدخال مادّة الإسمنت تجربةٌ في حدّ ذاته. إحساسي في العمل والتقنيّة لا يختلفان عندما تختلف المادّة المستخدَمة، لكن أهمّ ما يميّز الإسمنت أنّني صنعتُ فنّا وحياة من هذه المادّة الجامدة الّتي يأخذ منها الفنّانون موقفا سلبيّا باعتبارها ترمز إلى المدّ الإسمنتيّ الّذي يأكل الطبيعة ويقضي عليها. بيد أنّ المشكلة ليست في المادّة، بل في استعمالها. أيّ مادّة نستطيع أن نتعامل معها ليداخلها الشّعور والعاطفة وننتج منها إبداعا.

النحت بالإسمنت جاء رغبة بالتجريب، والتعامل مع مادّةٍ جديدة وتطويرها، وهذا ما مثّل تحدّيا بالنسبة لي، ففكرة الابتكار لا تغيب عن أيّ فنّانٍ يسعى إلى التّجديد.

»الحصاد«: لقد نحتت بالماء والطين والصخر والإسمنت، هل ستنحت بالهواء يوما؟

وليد العنداري: لطالما فكّرت بهذا الموضوع، ووجدتُ أنّني عندما أنحت، تكون المنحوتة هي الهواء لأنّني أنحت في الفراغ. لأرى المنحوتة لا بدّ أن أرى الفراغ، وأفتح المجال للهواء ليدخل اللّوحة، ويكون له دوما مساحته في التجاويف والزوايا. أترك المكان للهواء وكأنّني أُحكم الفصل والربط بين أجزاء اللوحة كي لا يتمكّن من تدمير كلّ شيء، لعلّه القلق الوجوديّ يتجسّد. وهذا القلق يعيشه كلّ فنّانٍ ومثقّف. كلّ فراغٍ في اللوحة هو منحوتة هواء، ما يشير إلى أنّ الصّمت ليس في الحقيقة فراغا. هو صمتٌ ممتلئٌ يربط الأجزاء، ممّا يدخلنا أيضا في فلسفة العبور إلى الآخر والتواصل. الصّمت ضروريٌّ في النّحت لأنّه لغة تعبير.

»الحصاد«: ما هي المدارس والثّقافات الّتي تأثّرت بها في مسيرتك؟

وليد العنداري: دخلتُ الفنّ من خلفيّةٍ ثقافيّة وتأثّرٍ ثقافيّ، وليس من خلفيّة متابعة النّحت ومشاهدة الأعمال الفنيّة فيه وفي مجال الرسم فقط. لا أنكر التأثّر بنحاتين آخرين، ولكنّني لا أعني بذلك فنّانا معيّنا. ما زلت في مرحلة التجربة، ودائما أبحث عن التغيير. من المحتمل أنّني ما زلتُ أبحث عن هويّتي، ومن المحتمل أيضا أن تكون التجربة والتغيير بحدّ ذاتهما هويّة.

أنا ضدّ تقييد الفنّان وتحديده بمدرسة، مع أنّني أحترم المدارس الفنّيّة وأكتسب منها، فهي شكلٌ من أشكال التطوّر الفنيّ. لا يمكن تقييد الفنّ بإطار، بإمكان الفنّان أن يرسم رسما تكعيبيّا أو انطباعيّا أو تجريديّا وأن يتقنها جميعها.

وضع الإطار والقيود يتناقض مع حرّيّة الفنّ. وحتّى الفلسفات والأديان كانت لديها أزمةٌ في استيعاب الفنّ وتحديده. بعض الأديان ذهبت به إلى حدود القداسة، وأضافت إليه هالة قداسةٍ مبالغا بها، ونرى ذلك في بعض المعابد. وأديانٌ أخرى ارتبكت أمامه ولم تُجد التعامل معه فألغته وحرّمته.

حتّى أصحاب الفكر الوجوديّ الماديّ المتمثّل مثلا بكارل ماركس، ونيتشه، عانوا مشكلة في تحديده، فماركس حدّد القيمة بمقدار الجهد المبذول لإنتاج الشيء، وقد استطاع الفنّ أن يتمرّد حتّى على هذه الفلسفة، فهو بلا حدود، باستثناء قواعده العامّة، كالموهبة والأدوات، إلّا أنّه لا يُحصر بتعريف. اللوحة الفنيّة تناقض قول كارل ماركس فقيمتها الفنيّة ليست بمقدار الجهد المبذول لإنتاجها. قد يكون الجهد كبيرا جدّا واللّوحة من دون قيمة والعكس صحيح. بيكاسو مثلا كان يرسم لوحته بدقائق معدودةٍ أحيانا غير أنّ قيمتها الفنيّة عاليةٌ جدّا.

يبقى الفنّ خارج كلّ أشكال القولبة والتأطير في المجتمع البشريّ، ليتماهى أيضا مع الطبيعة، هو شكلٌ من أشكال الحريّة.

»الحصاد«: هل تتعلّم من لوحتك؟

وليد العنداري: نعم، اللوحة حالة تفاعلٍ ولغة لأنّها تعلّم صاحبها. التقنيّات تتطوّر انطلاقا من هذا التفاعل، وبعد انتهاء اللوحة تبدأ مرحلة قراءتها وتلقّيها، ومع مرور الزّمن وكلّما تغيّر صانعها تختلف نظرته إليها والمعرفة الّتي يستنبطها منها. يصبح الفنّ إذا نوعا من أنواع التعلّم.

امتلاك الثقافة جزءٌ أساسيٌّ من الفنّ، لا يمكن لفردٍ أن يبدع من دون ثقافة. والخيال أيضا أهمّ من المعرفة، وهذا ما يقوله أينشتاين، فالمعرفة من الممكن أن تُكتسب ولكن الخيال لا يمكن اكتسابه، بل يأتي بالفطرة والطبيعة. والإبداع يكون بالتّمازج بين الخيال والمعرفة.

»الحصاد«:: كيف ترى تأثير الفنّ في المجتمع؟

وليد العنداري: الفنّ تواصلٌ مع المتلقّي أيضا، والمبدع يسعى إلى التعبير في محيطه وإضافة ما هو جديد. والعمل الفنيّ يثير الأسئلة لدى المتلقّي ممّا يحثّه على البحث والمعرفة، هذا ما تتطلّبه الثقافة اليوم. الثقافة في الماضي كانت ثقافة تلقينٍ ووعظ، ونذكر في هذا الإطار جبران خليل جبران الّذي كتب بأسلوب الواعظ، أمّا اليوم فالثقافة مرتبطةٌ بالتساؤل وإثارة الأسئلة وليس تقديم الإجابات الجاهزة. هذا النّهج الجديد يرتبط باحترام التفاعل مع المتلقّي والحريّة. الفنّ حرّ، ويجب أن تكون لمتلقّف الفنّ الحريّة أيضا، هكذا يكون جسر العبور والتواصل الفكريّ بين الأنا والآخر، وهنا يكون الحديث عن العلاقة بين الخاصّ والعام أيضا.

وأنا لا أوافق إعطاء الفنّان هالة مضافة مبالغا بها، واعتباره متقدّما على محيطه. القيمة تكون بحجم الإبداع، فالموهبة قيمةٌ مهمّة، ولكنّها في خدمة الإنسان وليس العكس. القيمة المضافة تتجلّى بمقدار زيادة المساحة الإنسانيّة في نفس الفنّان، وإذا اهتمّ بقيمته كفردٍ فقط خرج من العمق الإنسانيّ وضاع في الشّكل الفارغ من كلّ معنى وأهميّة.

»الحصاد«: كيف ترى انطلاقا من موقعك وعملك الوضع الثقافيّ في بلادنا؟

وليد العنداري: الحالة الفنيّة انعكاسٌ للحالة الاجتماعيّة وللواقع العام، لذلك يصيبها في لبنان نوعٌ من التردّي المؤلم.

هناك استسهالٌ في الرّسم، أيٌّ كان يعتبر نفسه اليوم فنّانا. وفقدنا المعايير في تقييم العمل الفنيّ، لا نقّاد يحدّدون المعايير ممّا أنتج فوضى في هذا المجال. حتّى المؤسّسات الثقافيّة لا تؤدّي دورها كما يجب، مثلا في قاعات الأونيسكو والصّالة الزجاجيّة في وزارة الإعلام تُقام المعارض دون أي حدٍّ أدنى في اختيار اللّوحات، لذلك هناك ممّن يعرض فيها لا صلة له بالفنّ الحقيقيّ. الحركة النقديّة غائبة، والتّجارة تفعل فعلها لتحوّل الفنّ إلى أداة ربح، كما تسيطر الطائفيّة والجمعيّات أصبحت منابر حزبيّة، ولا يمكن للفنّان الّذي يُعتبر ضمير الإنسان وصحوته أن يلمّع صورة مجرمٍ أو لصٍّ من لصوص السّلطة وأن تكون مؤسسته داعمة لجهةٍ معيّنة. لا يمكن أن يكون الشّخص حضاريّا وطائفيّا في آنٍ واحد.

لا بدّ أن يكون النّقد موضوعيّا يعتمد مقاييس صارمة، فمن باب الحريّة تدخل على الفنّ كلّ أنواع الابتذال. والفنّانون الحقيقيّون لا يؤدّون دورهم في وضع الأمور في نصابها، ولا يعبّرون عن رأيهم في رفض الإنتاج الهابط. لهذا السّبب أفضّل المعرض الفرديّ، إلّا إذا كان مستوى المشاركين جيّدا، من الضّروريّ فرز الفنّ وتحديد مستوياته لتوعية المتلقّي وتزويده بالثقافة الكافية وبالقيم الجماليّة ليستطيع إطلاق الحكم الصّحيح. وهذه الثّقافة التي نتحدّث عنها هي رقيٌّ اجتماعيّ لا يتمّ إلّا بالتّراكم الكميّ مع مرور الوقت، العمل النخبويّ لا يصل إلى الشّعب بسرعة بل يدخل تراكميّا إلى الثّقافة والوعي العام. التاريخ إذا هو الحكَم.

»الحصاد«: أقمتَ معرضا لأعمالك في المعرض الدولي للكتاب في بيروت هذا العام يعود رعيه لمركز سرطان الأطفال »جود«، ما أهميّة المبادرات الإنسانيّة في مسيرتك؟

وليد العنداري: أهمّ قيمةٍ للفنّ أن يكون إنسانيّا غايته الإنسان، والإنسانيّة لا تكون في اللوحة فقط في وقتٍ نرى فيه الناس يعانون. من هذا المنطلق كلّ معرضٍ سأقيمه سيكون تبرّعا لمؤسّساتٍ وجمعيّاتٍ ومحتاجين.

»الحصاد«: هل يشبه الفنّان فنّه دوما؟

وليد العنداري: من الفنّانين من يدّعي التزام قيمٍ أخلاقيّةٍ وإنسانيّةٍ معيّنة، ولكنّه بالممارسة الواقعيّة لا يحترم هذه القيم. التاريخ مجهر ولا بدّ أن تظهر الحقيقة مع الوقت.

»الحصاد«: ماذا عن نشاطاتك المستقبليّة؟

وليد العنداري: أهمّ النّشاطات المستقبليّة معرضٌ سأشارك فيه في أوكرانيا في شهر آذار، وهو معرضٌ جماعيٌّ لفنّانين من أنحاء العالم. هناك لجنةٌ تختار الفنّانين بناء على أعمالهم، وقد وجّهوا لي دعوة لأشارك ببعض منحوتاتي. وسيقدّمون دكتوراه فخريّة لنا مع لقب سفير سلام في العالم، وستكون مدّة المعرض أسبوعا كاملا.