ندوة ثقافية حول الشاعر أبو العلاء المعري

أقام الصالون الثقافي العربي في لندن يوم الجمعة 27 كانون الثاني 2017 أمسية ثقافية عن أبي العلاء المعرى، تحدث فيها الدكتور نبيل الحيدري حول كتابه الجديد )أبو العلاء المعري ثائرا( الصادر عن الدار العربية للنشر بحضور عدد من الأدباء والأكاديميين والمثقفين العرب.بداية تحدث الحيدري عن أبي العلاء منذ ولادته ومحنته لاسيما إصابته بالجدري وفقده بصره فى الرابعة من عمره، ثم ميزاته مثل شدة ذكائه وفرط ذاكرته، وكذلك سفراته إلى حلب وأنطاكية وطرابلس الشام واللاذقية وتعلمه وزيارة مكتباتها وما حصل له من حوارات لاسيما مع أساتذته وتصحيحه لهم تحدث الحيدري عن رحلته إلى بغداد كونها رحلة فاصلة فى حياته حيث كانت مدينة العلم ومركز الحضارة العباسية وملتقى الفكر والثقافة والأدب يقول عنها المعري: )فيها ماء عذب وظل ظليل وعلم جم وأدب ثري وكل ما تشتهيه الأنفس، والله يحسن جزاء البغداديين فقد وصفوني بما لا أستحق ودعوني إليها وعرضوا علي أموالهم( وفي بغداد ألف أروع قصائده في الحكم والفخر والمراثي والوصف والغزل في ديوانه )سقط الزند( وفيها قصيدة

غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد

وكذلك قصيدة:

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل عفاف وإقدام وحزم ونائل

وقد زار المعري مختلف المجالس الأدبية والفكرية والفلسفية والدينية ليحاور أصحابها وينازلهم في جو المدينة المحتقن بمختلف المدارس والمذاهب والتيارات خصوصا جداله مع الشريف المرتضى.

كما تحدث الحيدري عن مختلف مؤلفاته لاسيما -رسالة الغفران( وديوان اللزوميات وكتابه الفصول والغايات وكتبه حول الشعراء )معجزة أحمد( في المتنبي و)عبث الوليد( في البحتري و)ذكرى حبيب( في أبي تمام. كما ذكر اهتمام المستشرقين بالمعري وتأثرهم به مثل دانتي الإيطالي فى )الكوميديا الإلهية( وجون ملتون الإنكليزى فى )الجنة الضائعة( تأثرا ب)رسالة الغفران( للمعري التى تعتبر روعة من روائع الإبداع والفلسفة والفكر والخيال والسخرية ليحار الكتاب في كونها رسالة أو قصة أو مقامة أو ملحمة أو مسرحية لصلاحيتها للجميع كما يعتقد الحيدري. كما تحدث عن أغراض الشعر عند المعري كالفخر والوصف والهجاء والرثاء والغزل والمديح وغيرها كان الحديث أيضا عما وجه إليه من نقد، ومكانته الأدبية وتأثيره بالآداب الأخرى واختلافات المؤرخين في أفكار أبي العلاء ونقولهم فقد نسب له الكثير مما لم يقله تحدث الحيدري عن البعد الفلسفي لدي ابي العلاء لاسيما امتناعه عن أكل اللحم ونظراته الفلسفية للحياة والدين والكون، كما أجاب على أسئلة الحضور لاسيما حول ما يدعى من تهافت وتناقض، وتوهم تشاؤمه وكونه )رهين المحبسين( وكذلك قصة وفاته الحزينة ، وذكر في نهاية طرحه بعضا من قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهرى في الذكرى الألفية للمعري وفيها

قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوق الدنيا بما وهبا

واستوح من طبب الدنيا بحكمته ومن على جرحها من روحه سكبا

لثورة الفكر تاريخ يذكرنا بأن ألف مسيح دونها صلبا