يكتبها: حافظ محفوظ

وجه

وجهُكِ يا فاتنتي معابدُ صلاةْ

من معبدٍ لمعبدٍ احاول النجاةْ

من شرَكِ الخطيئة او قسوةِ الحياة

لأفتح نافذةً للصبر والاناةْ

لا ابهى منه معرضاً للماسِ والذهبْ

سبحانَ مَنْ ابدعَهْ شمساً بلا لهَبْ

واجهةٌ لوطنِ يحيا بمغترَبْ

تاجٌ على الرأس الجميلِ شعرٌكِ انهمَرْ

بل ثروةٌ تحرسها النجومُ والقمرْ

أو واحةٌ يرتاح فيها النايُ والوترْ

امضى سلاح في يد الانثى مع الذكَرْ

وعلى جبينك شاشةُ للنبلِ والنقاءْ

يُطلّ منها هانئاً الصدقُ والوفاءْ

يرعاها ذوقٌ مرهف شعارُهُ الحياءْ

وصفحةٌ ناصعةٌ تموجُ بالسناءْ

عيناك خير مدينة في عالم السفرْ

اسرارهامشحونةٌ بالليل والسهر

عاصمةٌ للحسنِ في خريطةِ البصرْ

شلال من حضارةٍ يحرّك الحجرْ

جفناكِ سقفٌ ناعمٌُ لدولةِ العينين

وحارسٌ مستنفرٌ يغطي مقلتينْ

يحميهما من خطرٍ بدعم حاجبْينٌ

مظلّة من صبوةٍ في قلب عاشقَيْن

خداك ملعبان للضياء والنغَمْ

وجنةٌ للعطر والورود والنغمْ

فواكه طازجةٌ تٌلثم أو تٌشمّْ

ربّتها مشهورةٌ نارٌ على علمْ

وثغرٌك الخمريُّ محرابٌ من السحر الحلالْ

يُقطرّ الشهد على مستمعيه في دلالْ

ويفرض التقدير والاعجاب في ابتهالْ

صُنْها يا ربّي من الحسادِ في كل مجالْ

وجيدُكِ الأتلعٌ هيكلٌ السعادةِ الروحيهْ

يعيدٌ ملحدين عن ضلالهم برؤيةٍ تقيهْ

ليعبدوا المبدع والخلاّق مَنْ بارككِ حوريّه

تنافسين كلَّ حسن الغربِ يا غادتنا الشرقّية

ملهمتي عذراً اذا عجز اللسانْ

عن وصف وجهٍ اقوى من كلّ بيانْ

هو احتفالُ اللونِ والضوء ولمسات الحنانْ

هو للربيعِ الطلقِ عيدٌ وشذى للعنفوانْ

هامتك ليست مجرّد مهرجانٍ للبهاءْ

انها ورشةُ فكرِ واتزانٍ وانتماءْ

ونضالٌ وطنيُّ مستعدُّ للفداءْ

فاهنئي يا دُرّة الحُسنَيْنِ ما بين النساءْ

لا تقولوا هذه انثى تذوبُ بالغزلْ

انها بدرٌ من الاخلاقِ والعلمِ اكتملْ

وهي في الشكلِ والمضمونِ كنز من املْ

والى امثالها يحتاجُ لبنانُ بميدانِ العملْ

قيمةُ المرأةِ انتاجٌ وابداعٌ مؤثّرْ

في رحاب الفنّ والاعلام والشعرِ المعبّرْ

او بتوظيف اختصاصٍ او باسهامٍ مُعمّرْ

غير انّ الجمع بين الحسنٍ والابداعِ آياتٌ تكبّرْ