معــــــــرض كـارتــــونـــــاج

يعرض مجموعة من القطع الفنية من تصميم وتنفيذ السيدة أميرة علي في قاعة المركز الثقافي المصري في لندن

الفن ليست له جنسية ولا لغة. الفن احساس مرهف ورقيق، وتملك طاغ وجبار، وعين تلحظ وتراقب وتلتقط، وأنامل تشكل وتصيغ وتبدع، وخيال متجدد وخلاق.ذلك هو عالم الفنان وميدانه، وتلك هي مهاراته وأدواته. وهذه هي الصورة التي ترتسم أمامك وأنت تدلف الى قاعة المعرض الذي دعت اليه الدكتوره ريم بهجت المستشارة الثقافية للمركز الثقافي، وقد نشطت فيه الحركة، واستعاد زخمة وعطاءه بعد طول انتظار،وقد توالت فعالياته على مستوى اسبوعي، وكان المعرض الأخير من اعداد فنانة تطرق عالما جديدا في مجال الفن اليدوي )كارتوناج( وتشير الكلمة الى فن استخدام ورق البردى وقماش الكتان بالنسبة الى علماء المصريات في صناعة صناديق وأقنعة ذات نقوش بديعة. لكن ذ كما تقول النشرة المصاحبة للمعرض – نلاحظ أن التطور اللاحق في استعمال صناديق الورق المقوى لم يبدأ الا في القرن التاسع عشر في فرنسا، ثم حدث التقدم الآخر حين تم استخدام الأقمشة لتغطية الورق المقوى وتحويله الى أشكال متعددة ومفيدة من خلال تعدد ألأستخدام أو الأستعمال، ومن هنا كان الميلاد الجديد لفن )الكارتوناج(.المعرض الذي اقيم في الشهر الماضي يوم الخميس الموافق 9 فبراير 2017 استهلته الدكتوره ريم بكلمة اشارت فيها الى هذا النوع من الفن ومدى بساطته وكذلك مدى أهميته في اثراء اجواء المنزل بأشكال جميلة وغير مكلفة، وأضفاء الكثير من ألوان البهجة التي ترتاح لها العين، وقدمت الفنانة المصممة والمنفذة أميرة علي التي تحدثت عن تجربتها في ذلك الفن، فذكرت أنها تلقت دروسا في ذلك الفن اليدوي، وكيفية صناعته، والتدريب على صياغة أشكاله في باريس من خلال فصول لأعمال الورق والكرتون، وعندما انتقلت الى طهران مع زوجها )جدير بالذكر أنها قرينة القنصل العام لمصر في المملكة المتحدة( انضمت الى مجموعة لتعليم فن الكارتوناج تحت اشراف متخصصة فرنسية في هذا الفن، ثم تابعت منذ ذلك الحين تصميم وتنفيذ قطع الكارتوناج.أضافت أن ممارسة هذه الأشكال من الفنون،وهي ميسرة لايملأ فقط أوقات الفراغ بأعمال مبهجة يمكن استخدامها في المنزل، أو في تقديم هدايا للآخرين ألأهل أو الأصدقاء عبرها وفي داخل أشكال فنية تبعث البهجة في النفس،  فأنت خلال ساعتين من الزمن تجد نفسك في صحبة ألوان مختلفة من الجماليات. المثير في الأمر بعد كل ذلك، أن المركز تعاون معها في تكوين ورشة عمل في الأسبوع اللاحق ضمت العديد من السيدات اللاتي تلقين تدريبا عمليا ووافيا على صناعة اشكال مختلفة من الصناديق والعلب متعددة الأشكال والأحجام والألوان.ان الفن ليس فقط شكلا جميلا ترتاح له العين، ولكن تكرار النظر الى الأشياء الجميلة يخلق في النفس بداهة ودائما الأحساس الكامل والواعي بألوان الجمال، والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا.