قمة عمّان والحد الادنى من النجاح

تميّزت قمة عمّان العربية في دورتها الثامنة والعشرين،برئاسة الملك عبد الله الثاني،بمشاركة وحضور معظم القادة العرب، الذين تعثّر منهم اثنان، حيث هوى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وسقط على وجهه ارضا )82 عاما( عندما كان يحاول الانضمام الى الزعماءالعرب لالتقاط الصورة التذكارية على المنصّة الرئيسية، كما تعثر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس مجلس وزراء دولة الامارات ونائب رئيس الدولة. ورصدت الكاميرات نوم رئيسَيْ دولتين خلال انعقاد المؤتمر، ولاحظ المراقبون استخدام امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لاصناف الطيور في خطابه، حيث تحدث ثلاث مرات عن »الطيور الجارحة« التي تتربص بالامة، وعندما تحدث عن غياب التنمية تحدث عن »غربال التطرف والتشدد«.

وتهدج صوت امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وهو يلقي كلمته بتأثر. والقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خطابا قصيرا تقطّع صوته الخافت خلاله عدة مرات. وغادر معه الى الرياض رئيس الحكومة اللبنانية سعدالحريري على متن الطائرة الملكية تأكيدا على حسن العلاقات بين الحريري والقيادة السعودية.

وأدانت القمة جميع اعمال الارهاب وممارساته بكافة اشكالها ومظاهرها واياً كان مرتكبوها واياً كانت اغراضها والعمل على مكافحتها واقتلاع جذورها وتجفيف منابعها المالية والفكرية وانه لا مجال لربط الارهاب بأي دين او جنسية وتعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الثقافات والشعوب والاديان. واكدت القمة ان الحلول العسكرية والامنية وحدها غير كافية لالحاق الهزيمة بالارهاب وضرورة العمل على ايجاد استراتيجية شاملة متعددة لابعاد مكافحة الارهاب تتضمن الابعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والاعلامية وغيرها.

وقاوم الزعماء العرب محاولة التدخل الاميركي المتأخرة عبر نصّ واضح في بيان القمة يتمسّك بالمبادرة العربية كما طرحت في قمة بيروت عام 2002 ومن دون تعديل.

واذا كان احتواء الخلافات وارضاء الجميع والحفاظ على الثوابت القومية في البيان الختامي، هو غاية القمة، فان قمّة عمّان نجحت بحكمة العاهل الاردني عبدالله الثاني الذي كان حريصاً على تجاوز السلبيات وتحقيق الحدّ الادنى من النجاح على الأقل والخروج بتوافق على القضايا التي طرحتها القمة في ظروف بالغة الخطورة والتوتر تعيشها المنطقة العربية.