بين لبنان وتونس

بين لبنان وتونس

قبل زمنٍ من التاريخ الجليّ، حَمَلت الأميرة حبّها من صور الى تونس، لتبني مملكة الإرث الحضاري والثقافي الذي عاشته مدينة رَفَضَت أن تستسلم لحكم الظلم والطغيان، ورفضت أحادية الموقف، فبَنَتْ سفينتها باتجاه المغرب، لتعيد التواصل بين المشرق والمغرب… ولترسم صورة جديدة عنوانها ثقافة الحب والانفتاح بين الشرق والغرب، وهذا ما يدفعنا الآن الى القول، أن إبحار إليسار ذ إليسَّا عام 814 ق.م. قد أسس لذاكرة المعنى، فأعاد ربط العالم بمعنى حقيقي، ألا وهو تجديد الرسالة لهويتنا الحضارية، فالتأمَت ثقافة الوعي لتجدّد العهد اليوم بعقد توأمة ثقافية وتراثية بين جمعية معهد قدماء قرطاج ذ هنيبعل، وجمعية صور تراث وإنماء، بهدف التعاون المشترك والتبادل بالنشاطات بين صور لبنان ذ وقرطاج تونس…

إن الحضارات الإنسانية تُعرَف من خلال شعوبها لا حجارتها وحسب… من خلال ذاكرتها وإنتاج وعيها النائم عبر العصور والدهور، وأن إنساناً بلا هوية معرفية هو جثة من تراب، فهنيئاً لتونس بوعي هويتها الحضارية، وهنيئاً للبنان بوعده القائم على التفاعل الدائم بين الثقافات المتنوّعة والمختلفة…

فأهلاً بالصديق السفير كريم بودالي الذي شرّف اسم تونس بحبه للثقافة ومساعدته للآدباء والفنانين وتسهيل أعمالهم لأنه يؤمن مثلي بأن الثقافة هي صانعة الحضارة لا السياسة…