ليست حربا على قطر.. ولا تشفيا في أزمتها

اعمال العقل في ساعة الأزمة هو عين الرشاد، ومراجعة النفس حين نكتشف تنكب الطريق هو دليل على الأستنارة وحيوية التفكير، وتمعن صدى الحدث ونوعية الأثر لدي المتابعين والمراقبين يشكل قدرا من الحكمة وثراء في الفطنة والأنتباه.لكل ذلك علينا أن ندقق النظر في تفسير ماحدث، ودلالاته والأهم بعد ذلك نهاية الطريق المرتقبة الذي سرنا فيه وسعينا اليه أي باختصار فحواه ونتائجه.

لابد من الأقرار ذ سواء وافقنا أو اعترضنا ذ أن هناك قدرا كبيرا من الأبتهاج العربي قد حصلت عليه هذه القرارات التي اصدرتها تلك الدول الخليجية السعودية والأمارات والبحرين وومعهم مصر التي قطعت فيها علاقاتها السياسية واغلاق الحدود البرية والبحرية ووقف حركة الطيران، وظهرت الكثير من ألوان التأييد في أوساط كثيرة جماهيرية وسياسية واعلامية وفرضت حصارا على منافذها مع دولة قطر، باعتبار أن هذه القرارات تعد وقفة قوية بعد كم الممارسات السياسية التي قامت بها قطر، ويظهر ذلك عبر الكثير من مواقع الأعلام وآراء الكتاب والمحللين حتى في غير الدول التي شاركت في تلك القرارات كما يظهر كذلك في الحوارات العامة، والغريب واللافت للنظر أن الغالبية من تلك الدول من منظومة )مجلس التعاون الخليجي( أي انها الأقرب الى قطر معرفة ومعايشة لهذه الدولة، بل ان قطر أحد أعضائه، وهناك من

الملك عبدالله حاول أن يصحح المسار في اطار الحل العربي
الملك عبدالله
حاول أن يصحح المسار في اطار الحل العربي

سارع منها بوصف تلك القرارات أنها وضعت قطر تحت الحصار، أو ان تلك القرارات قد تأخرت كثيرا في صدورها، أو انها ساعة القصاص، أو في تصريح لمسؤول سعودي: لقد فاض الكيل، والى غير ذلك من التصريحات والعناوين المثيرة، في الوقت الذي لابد ان نذكر فيه من جانب هام وأساسي ان قطر )دولة عربيه( في الأول وفي الآخر. أي أنها ليست اسرائيل، وأن شعبها شعب عربي نأسى ونحزن لحزنه، ونتألم كثيرا لأوجاعه وآلامه، ونتمنى أن لايطول ذلك الحدث ويتراجع بالأتفاق، وأن لايتطور بالتداعيات والعناد، ولذلك فالسؤال الذي نطرحه سؤال مشروع لماذا اذن كان ذلك الأبتهاج وتلك الفرحة، والجرح في النهاية هو جرحنا، فدولة قطر هي بعض من لحمنا ودمنا ؟ وتأتي الأجابة غليظة القوام وشديدة المرارة لأن السياسة القطرية لم تغرد فقط خارج السرب، وانما تاهت تماما في الفضاء الواسع، ارتكبت المحرمات وتعاملت ليس مع الخصوم فحسب ولكن مع الأعداء وتصورت انه يكفيها أن تكون وحدها فهي قد ملكت بأموالها واعلامها عنان السماء، بل وأصبحت سيدة الفضاء بقناتها الفضائية بلا منازع، وغاب عنها ذ في لحظات الزهو والخيلاء – ان في الفضاء أيضا غرباناً وصقوراً ونسوراً لذلك فان السباحة ضد التيار خطر فهناك بؤر ومنخفضات وأسماك للقرش وأن مأمنها الأساسي يكمن في سربها العربي الذي تخلت عنه وفي السماء الواحدة التي تغطيها، والبحار الهادئة التي تضمن سلامتها مع أقرانها الآخرين من العرب.

 الملف القطري وخطاياه

ان الأتهامات التي توجه الى السياسة القطرية يرجع عمرها الى سنوات بعيدة تربو على العشرين عاما أي منذ انطلاق قناة الجزيرة، وهي اتهامات تتناول التدخل في الشؤون الداخلية واثارة النعرات الدينية والطائفية مما يترتب عليه من اثارة للفتن والقلاقل ُثم قيامها باحتضان العناصر المطلوبة في بعض الدول العربية سواء بأحكام صادرة ضدهم أو كمطلوبين للتحقيق، والغريب انها في مجملها عناصر عربية من دول خليجية أو دول عربية تجمعها مع قطر عضوية مشتركة في الجامعة العربية. والأعلام القطري وبؤرته قناة الجزيرة يوجه سهامه الى دول عربية سواء من دول الخليج أو مصر تحديدا ناهيك عن بقية الدول.اعلام صارخ في هجومه وليس اعلاما يقوم على التحليل برصد الأحداث واتجاهاتها ومن ثم فهو داعم للعبث با لأمن والأستقرار، وقد سبق وان حدثت أزمة مماثلة وان كانت بصورة اخف عام 2014 فقد اقتصرت على سحب السفراء وقد جرى تطويقها في حينها ومرت بسلام، ولكن ما لبثت ان عادت لكي تتفاقم من جديد وتصل الى تلك المرحلة التي نشاهد فصولها الآن. فالمملكة العربية السعودية تتهمها بالقيام بنشاطات تهدف الى شق الصف الداخلي في المملكة باثارة النعرات الطائفية والتحريض على الخروج على نظام الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات ارهابية وطائفية تستهدف ضرب الأستقرار في المنطقة ومنها جماعات الاخوان وداعش والقاعدة والترويج كذلك لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل اعلامها بشكل دائم كما اتضح كذلك للحكومة السعودية أن السلطات في الدوحة تقدم الدعم والمساندة لميلشيات الحوثي الأنقلابية حتى بعد اعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقد دأبت قطر على نكث التزاماتها الدولية وخرق الاتفاقيات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي بالتوقف عن الاعمال العدائية ضد المملكة والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الارهابية وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض.وتتهمها دولة الأمارات : انها تتدخل في شؤونها الداخلية وتقوم بدعم التنظيمات الأرهابية، ولذلك فهي دولة راعية للأرهاب بالأضافة الى نشاطها في نشر بيانات التنظيمات المتطرفة والتلاعب والتهرب من الألتزامات والأتفاقيات المبرمة من خلال مجلس التعاون الخليجي، كما تتهمها البحرين بالعمل على اسقاط النظام الشرعي في المنامة من خلال تقويض الأمن والأستقرار في المملكة ودعم الأنشطة الارهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بايران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في انتهاك صارخ لكل الأتفاقيات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي ودون مراعاة لحسن الجوار أو بثوابت العلاقات الخليجية وكذلك التنكر لجميع التعهدات السابقة.

أما عن مصر فالتاريخ طويل مع قطر، وبدأ مع دعمها لنظام الأخوان في البداية أثر الأنتخابات الرئاسية في مصر ولاسيما الدعم المالي، ثم بدأت بعد ذلك في الأنسحاب بعد ثورة 30 يونيو وخروج الملايين من المصريين ضد نظام الأخوان، وقللت من شأن الثورة ثم وصفت الرئيس السيسي بقائد الأنقلاب على الشرعية في الوقت الذي حصل فيه السيسي على أكثر من 97 من اصوات الناخبين، ثم قادت حملات اعلامية عبر قناة الجزيرة مناهضة ومحتضنة ومنظمة للكثير من البرامج المعادية بل المفبركة للنظام في مصر.وقد قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على بعض العاملين لدى قناة الجزيرة وما زالت حتى الآن بعض تلك العناصر في انتظار المثول امام المحاكم وهم يحملون افلاما جرى تصويرها دون اذن من السلطات المعنية، وتجميع موادها بصورة تسئ للمجتمع المصري، وكان حدثا أثار ضجة حين قامت بعرض فيلم عن )العساكر

الشيخ صباح الأحمد ما يزال يحاول رأب الصدع في الأطار العربي
الشيخ صباح الأحمد
ما يزال يحاول رأب الصدع في الأطار العربي

المصريين( بصورة مشوهة أثارت احتجاجات حفلت بها وسائل الأعلام المصرية. يضاف الى كل ذلك علاقاتها بالتنظيمات الأرهابية واذاعة أحاديث مع أفرادها وتهجمهم على النظام القائم واذاعة ونشر بيانات التنظيمات التكفيرية التي تقتل بل وتذبح بعض الجنود العزل العائدين في اجازات عبر عربات الباص العادية من سيناء، بعد ان تقتنصهم تلك المجموعات في الطريق، ثم لاتكتفي بنشر البيانات بل تقوم بعرض الصور للضحايا في العريش أو في سيناء بقسوة وغلظة تتساوى مع نهم الوحوش الضارية.ذلك فضلا عن اتهامها بالتمويل والتهريب والأشراف واعداد الأماكن التي تحتمي بها العناصر الهاربة، وقد تداول هذا الأمر في اجتماع القمة العربية الأسلامية الأمريكية، وأشار اليه الرئيس الأمريكي في تصريحاته أنه تم توجيه هذه الأتهامات لقطر أمامه من بعض القادة العرب.

 السياسة القطرية في الميزان

قدر كبير من الحنكة والتمرس ان تقيم الدولة خطوطا متوازنة في سياساتها، وأن تتجنب الأنصياع الى دول أوكتل تتصارع على اسواق أو ثروات أو مناطق نفوذ تدعم بها مصالحها، ولكن التوازن لاينبغي له أن يتعارض مع مصالح الدولة ذاتها أو مع أمنها القومي الذي تنتمي اليه، فهنا يكمن الخطر واللعب بالنار ولا معنى للتسامح أو التجاهل، ولذلك يثور التساؤل كيف يمكن لقطر أن تدعم المقاومة الفلسطينية ممثلة في حماس على وجه التحديد، دون المنظمات الأخرى، وبذلك يمكن ان تتهم انها تدعم الأنقسام والتفتيت، وهو أمر يضر بالقضية الفلسطينية ككل، وان تم التجاوز عن ذلك باعتبار ان حماس في النهاية وبالفعل منظمة مقاومة، فكيف يمكن تفسير تلك العلاقة الحميمية مع الكيان الصهيوني في نفس الوقت، و الأسراع بافتتاح مكتب تجاري له في الدوحة، وحتى ان تم اغلاقه فالعلاقة ما زالت لم تفتر أو تتراجع، مع العلم ان قطر ليست دولة مواجهة مع الكيان الصهيوني، وليست طرفا بأي شكل في مشاكل حدود أو اشتباكات على أي نوع !.ثم تأتي العلاقة مع ايران، وايران دولة اسلامية من دول المنطقة، وهي قوة اقليمية، نطمع ونتطلع ان تكون قوة داعمة لجيرانها من العرب، وغمرت الفرحة كل ارجاء الوطن العربي تأييدا وزهوا بالثورة الأيرانية وزوال حكم الشاه التوسعي، ولكن ايران شاءت أن تكون ثورتها ثورة قومية فارسية تسعى للتوسع والهيمنة وتعلن ذلك بكل صراحة )بغداد هي عاصمة الدولة الفارسية، لنا نفوذنا على خمس دول عربية.. الخ من التصريحات لشخصيات مسؤولة ونافذة في السلطة الأيرانيه(، وسياسة معلنة بهذاالشكل تفسر مايجري من اضطرابات في البحرين واليمن جراء الأصبع الفارسي ولاأقول الأيراني فحسب، فكيف لسياسة قطر أن تتوازن بين ايران وبين الأمن القومي العربي ؟ وتتوازن بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل. سؤال ملح يوجه الى الطموح القطري في تجاوز مايحيط بجيرانه من مخاطر، وهي ان امتدت فسوف تطولها لاشك ولامحالة.

 قناة الجزيرة.. ؟

خرجت قناة الجزيرة عام 1995 باعلانات متناثرة تنبئ بظهور قناة جديدة، واستقبلها الناس في البداية باعتبارها تشي بنغمة لم تألفها الأذن العربية التي تعودت على نمط معين من ألأعلام وهو الأشادة بالنظم والحكام، والأصلاحات التي تتم دائما بناء على توجيهات السيد الرئيس كمصطلح دارج. نغمة معتادة ألفناها وسئمناها، وجاءت الجزيرة لكي تمثل طفرة في الموضوعات وألأبحاث والأعداد واقتحام القضايا المسكوت عنها، والجرأة في التناول، وسرعان ماحققت جماهيرية واسعة، ونظرا للأمكانيات المادية الضخمة التي ساندتها من حيث عدد المراسلين في انحاء كثيرة من العالم، فتوفر لها سرعة التقاط الأخبار، والتقدم التقني العالي من حيث جودة الصورة وسلامة الصوت رغم اتساع المسافات، ثم التحليل المتوازن والبث المدعوم بالأسانيد والصور مما دعم تأثيرها وسرعة انتشارها، بحيث أطلق عليها البعض )عروس الفضائيات(، واستطاعت الجزيرة جراء كل ذلك بالفعل ان تكتسح كل شاشات التلفزيون عبر المحيط العربي، ويمكن القول أن ظهور قناة الجزيرة بهذه الصورة ساعد من جانب آخر على ان تتطور الفضائيات الأخرى وأن تجتهد وتنشط، وتتقدم من حيث مساحة الرأي التي اتسعت

أردوغان يحاول ان يستفيد من الأزمه
أردوغان
يحاول ان يستفيد من الأزمه

بفضل نموذج الجزيرة، كما ان الأعداد ومستوى الخدمة تواصل ايضا واصبح يقدم بشكل أفضل على قنوات عدة. كانت الجزيرة هي الموجة العالية والمتطورة في الأعلام العربي. لكن بعد الأنبهار بدأت صور أخرى تتكشف وهي أنه ولأول مرة تظهر على شاشة عربية وجوه قيادات وكتاب ومحللين من الكيان الصهيوني في تصريحات واراء وتوجهات، وتحت مسمى )الرأي والرأي الآخر( وهو الشعار الذي حملته قناة الجزيرة، جاء الأعلام الصهيوني لكي يطل على الشاشات العربية ويدخل البيوت العربية، ومن جانب آخر بدأ الأعلاميون في قناة الجزيرة يلحون في حواراتهم على اتجاهات معينة ومحددة للخروج بنتائج مستهدفة يتطلعون اليها وأذكر في ذلك المجال حوار مع احد القيادات الفلسطينية وهو )صائب عريقات( أن وجه اليه احد مقدمي البرامج )أمسك عن ذكر اسمه فليس الهدف هو الأحراج أو التشهير( سؤالا فرد عليه صائب عريقات )هذا سؤال وقح !( وارتج الأمر على مقدم البرنامج فتساءل من هو الوقح فرد عليه عريقات السؤال فهو سؤال وقح ! فانتقل مقدم البرنامج الى سؤال آخر. مرة أخرى في حوار لمقدم أحد البرامج وجه نقدا لمحاوره في موقف لبعض القوى السياسية في دولة عربية قائلا )انت كنتم بتضربوا بالجزم )الأحذيه( وكنت راضيين( وعاد مقدم البرنامج نفسه ليقدم اعتذارا في حلقة لاحقة قائلا )كانت زلة لسان( واعتذر عنها، ولم نسمع ان ادارة القناة نفسها حذرت أو اعتذرت عن اهانة شعب عربي جراء هذا التطاول!

السؤال هل قناة الجزيرة قناة اعلامية تعني بالأخبار وتحليلها والبحث عن خلفياتها أم هي بذاتها دولة أو هي حتى حزب سياسي يصدر توجيها أو يحدد موقفا أو يؤيد سياسة أو يرفضها )للعلم ما زالت قناة الجزيرة حتى الآن تصف نظام الحكم في مصر انه انقلاب( في تدخل صارخ في السياسة الداخلية لدولة مستقلة ولاتعرف بأي صفة تمارس هذا الدور فهل هي دولة ام هي حزب أم هي داعية لفتنة ؟

لقد هبطت كثيرا أسهم قناة الجزيرة لدي مشاهديها بعد ان سقطت مصداقيتها، وتواضعت مكانتها بعد ان تكشف أمرها باعتبارها لم تكن سوى أداة لنشر الفوضى الخلاقة التي نادت بها كونداليزارايس، وبعد ان ظهر ان الربيع العربي الذي حاول مخططون ومتآمرون ان يستثمروا فيه غضب الشعوب العربية من حكامهم في ثورات حقيقية، فعمدوا الى الأستعانة بعناصر تم تدريبها في الخارج على اسقاط النظم العربية، وذلك بتوجيه شراع الثورة بناء على بوصلة محددة الأتجاه الى الرسو على شواطئهم، وكانت الجزيرة كما هو واضح احدى الأدوات الرئيسية في تنفيذ ذلك المخطط.

 ماهي التداعيات المحتملة لتلك الأزمة

لقد دخلت تركيا الى الأزمة بارسال بعض القوات العسكرية الى قطر، كما دخلت ايران بمحاولة تعويض قطر عن احتياجاتها اثر فرض الحصار عليها، ويعني ذلك ان الأزمة قد دخلت الى دائرة المشكلة الأقليمية لاسيما وان تدخل الوساطة الكويتية لم يحرز نجاحا حتى الآن، والتطور الطبيعي مع تفاقم الأمر هو خروج قطر من منظومة )مجلس التعاون الخليجي( وعزلتها تماما في اطار اقليمها الطبيعي فماهو الثمن الذي يتعين على قطر بعد ذلك أن تدفعه لكل من تركيا وايران اضطرارا لا خيارا.

وهل تتصور انها يمكن ان تستمر في نهج تلك السياسة التي اتبعتها باستخدام المال والأعلام سواء قناتها التي فقدت مصداقيتها أو صحفها التي تصدر في الخارج في العبث بأمن واستقرار الدول العربية دون أي تطور يذكر في مواقف الدول الأخرى.

الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحل العربي هو العبور الآمن للأزمة
الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحل العربي هو العبور الآمن للأزمة

وهل تستطيع بأدواتها تلك أن تقوم بدور حاكم في الأقليم يوجه وينشئ ويعطل وينشط، أم انه بالأحرى طموح بلا قدرات حقيقية فلا هي دولة كبيرة ولاهي دولة قوية ولايمكنها بناء على ذلك ان تقوم بدور مؤثر أو فعال يخرج عن حدود الأمكانات الطبيعية.

ثم ان الحليف الأمريكي لن يرضى بالدخول الى موقف ينال من مكانته بعد مؤتمر تجمعت فيه اطياف متعددة من العرب والمسلمين وطرحوا امامه ما ثقلت احماله من النزق القطري وتبعاته. ثم في نهاية الأمر ماهو موقف الأسرة الحاكمة أمام تلك الريح العاصفة التي يمكنها ان تقتلع الكثير من الأماني والأحلام ان لم يتم تدارك الأمر وأطفاء النيران قبل ان يحترق البيت بأكمله.انها بالتأكيد ساعة للمراجعة وضبط النفس وتصحيح المسار والعودة الى البيت العربي بدفئه وأمنه.

أمين الغفاري

الحل العربي هو العبور الآمن للأزمة