بيروت ـ سناء بزيع
تحدثت إلينا عن حبها واكتشافها لهذا العالم الجميل، ببهائه ومرارته. في بلد ينفض يوميا رماد حرائقه، ويستعير ألوانا تشبه الأحلام، من هذا الضوء الباهت استطاعت المصممة مي أن تغزل من المعاناة قماشا مطرزا بضحكات اطفال العراق ونهرية المتعانقين في أخر الدرب.
تقول مصممة الأزياء العراقية مي حسام خالص:
حبي للازياء كان منذ طفولتي حيث كان اخي الاكبر مصمما وخياطا وكنت اراقبه جيدا كيف يرسم وكيف ينفذ افكاره من الورق الى القماش واصبح لدي الفضول ان اتعلم هذا النوع من الفن لما يحمله من الرقي والشفافية وشيئا فشيئا بدأت اطور نفسي في الرسم وبعدها بالاعمال اليدوية حتى استطيع التعامل مع ادوات الخياطة وعندما اكملت دراسة الاعدادية التحقت بمعهد الفنون التطبيقية قسم تصميم الازياء لاتعلم الحرفية في فن التصميم والخياطة ايضا حتى تخرجت وبدأت امارس هذا الفن الجميل الراقي بالتدريج، ولسنوات عديدة استطعت ان اصل الى الحرفية التي مكنتني من اقامة عرض لازياء الشعوب للاطفال في 2009 حيث عرضته في مهرجان يوم الطفل العالمي بحضور رئيس الوزراء، وبعدها في 2010 اقمت عرضا للازياء التاريخية مع مصممة الازياء الكبيرة السيدة ملاك جميل في 6 ولايات امريكية، وبعد ذالك حرصتُ ان اقيم عرضا للازياء الحديثة ولم يكن ذلك قد حصل من قبل وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي واجهتني بسبب الوضع الامني والعقائدي والعشائري. وبالرغم من الوضع المعقد في العراق اردت ان اثبت ان بالامكان النهوض من جديد الى الامام والافضل دائما
واستطعت ان اقيم عرضا كبيرا للازياء الحديثة والمعاصرة في وزارة الثقافة من ضمن مشاريع بغداد عاصمة الثقافة حيث كانت خطوة جريئة جدا مني لأني الاولى في العراق التي جازفت بهكذا عرض وهو قابل للانتقاد والاضطهاد بشكل كبير جدا.
ولكن الحمدلله اصبح نقطة انطلاقة لي في عالم الازياء والموضة وتم اكتشافي واعتراف الدولة بي كمصممة ازياء عراقية واصبحت المسؤولية اكبر حيث عرض عليً المؤلف الكبير عباس لطيف الدخول في عالم اخر من الفن وهو عالم الدراما والسينما والمسرح بالاضافة الى عالم الأزياء.
عندها فُتحت لي ابواب كبيرة تحمل الكثير من المسؤولية والمخاطر لانني في دولة تعاني من الحرب والظلم والقهر وليس سهلا الخوض في هذا المجال وخصوصا في ظلّ هذه المعاناة التي نعيشها.
ولكن كان التحدي كبيراً بالنسبة لي لان اكثر الدول العربية وأولها العراق ليس سهلا ان تخوض فيها المرأة في هذا المجال لاننا نعيش التحفظ والتقيد بشكل كبير ولا توجد حرية للمرأة حالنا حال معظم الدول العربية فقررت الخوض في هذا المجال الذي يحمل الكثير من الجمال والفن والشفافية بجانب الخطر والمسؤولية الكبيرة وابتدأت اول مشواري في عالم الدراما وكان في مسلسل صندوق الاسرار حيث كنت مصممة ازياء العمل وبعدها تخصصت في تصميم وتنفيذ الازياء التاريخية للدراما والسينما والمسرح
شاركت بعدد كبير من الاعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية وايضا شاركت بالإعلانات ومن اهمها اعلانات شركات الاتصال.
جميع هذه الاعمال مارستها كمصممة ومنفذة ازياء من الطراز الاول حيث اشرف على العمل بشكل كامل من حيث الازياء والاكسسوارات والالوان وتنسيقها وتعاملها مع الكاميرا
شاركت ايضا بعدد كبير من مهرجانات عروض الازياء وحصلت على جوائز عديدة ومن اهم هذه الجوائز هي جائزة افضل مصصممة ازياء كما صممت لوحات من الفولكلور العراقي والتراث الشعبي العراقي الجميل
وتابعت المصممة مي حسام خالص: حصلت على شهادة تقديرية من رئيس الوزراء وشهادة تقديرية من وزير الثقافة وكتاب شكر من مكتب المفتش العام
وايضا حصلت على قلادة الابداع من سفيرة المرأة في لبنان الدكتورة ايمان غصين
وحصلت على العديد من الدروع وجوائز الابداع
وشهادة تقديرية لمبدعي عام 2015 من الاتحاد الدولي للاعلام الالكتروني وشهادة تقديرية من المعهد الثقافي البريطاني في برنامج المواطنة الفاعلة حيث اشتركت مع فريق سرنديب التطوعي لتعليم الايتام عدة مهن وحرف مختلفة حيث قمت بتدريسهم مادة التفصيل والخياطة وتصميم الازياء.
بالرغم من الاعمال الكثيرة التي قمت بها الا انني قد واجهت الكثير من الصعوبات الكبيرة لكون الحكومة العراقية غير داعمة للفن بشتى المجالات واذا كنا نريد ان نقيم عرضا للازياء يجب ان يكون على حسابنا الخاص وهذا صعب وشبه مستحيل لكلفته العالية لهذا نسعى لتحقيق احلامنا وطموحنا من خلال مشاركاتنا في المهرجانات كي نوصل شيئا بسيطا من ابداعنا واطمح دائما ان اقيم عرضا عربيا للازياء ولكن لم تتح الفرصة بعد لذالك
امنيتي الخاصة ان اشارك ببرنامج ايلي صعب لمصممي الازياء
وامنيتي العامة ان نحصل على الدعم الحقيقي لانجاح الفن في العراق وان تهتم الحكومة العراقية بالفن العراقي الاصيل حتى نرتقي لمستوى ثقافي افضل على مستوى الشعوب العربية والعالمية.
عملت في العراق دورات لتعليم فن الازياء والتصميم والخياطة محاولة نشر هذا الفن والحصول على مصممات ازياء لديمومة هذا الفن في مجتمعنا بصفته مجتمعاً مغلقاً في الوقت الحاضر وانعدام الامن والامان والسيطرة علينا من خلال العشائرية والقبلية دخلت عالم الازياء في عام 2000 ولكن دخلت الوسط الفني في عام 2013 اخترت الازياء لانني احب الاناقة وعالم الالوان وما يحمله هذا العالم من رقي وشفافية.
وختمت حديثها بقولها: نماذج من تصميم العراقية مي حسام خالص.