الدكتور زياد نجيب ذبيان

مناجاة مناضل معتقل

كلُّ صومٍ على البطون ثقيلُ

لستُ أدري… وإنّما النصر إما

نحن مهما تلبّدَ الظلمُ غابٌ

وبلادٌ لها الفِدى كلُ صدرٍ

باعِدوا  الصبحَ… كلّما الطُرْقُ طالت

كلَّ يومٍ له يُزاحُ سِتارٌ

نعرِفُ الحلوَ والمرارةَ فيهِم

قد عشِقْنا من الكفاحِ دروباً

يا تراباً بكَ الضفافُ ثكالى

ما زَرَعْنا رصاصةً فيكَ إلّا

يُزْهِرُ الموتُ في العيونِ ويجْري

وجِباهٌ كأنْ تعودُ غيوماً…

طِبْ غدا العُرْبِ عن صباحٍ جديدٍ

عُتْمَةُ الحربِ إنْ طغَت.. نحنُ مِنْها

وإذا حزّنا الظلامُ كشمسٍ

وإذا الشرْقُ أُلبِسَ الذُّلَّ ثوْباً

*****

يا فِلسطينُ لنْ نهونَ لِجُرحٍ

كلَّ يومٍ لنا صيامٌ ومُهَجٌ

يَثِبُ الشوقُ في القلوبِ ويهْفو

فَرُجوعٌ لنا، على الدّهرِ حقٌّ

يقصرُ الليل أم تُراه يطولُ

مالَ حرٌ من الشعوبِ يميلُ

من رِماحٍ، وأمّةٌ لا تزولُ

هو منها جبالها والسهولُ

صار أغلى على الرجال الوصولُ

ولنا إثْرَ أن يُزاحَ سدولُ

مثلما يعرفُ التُرابَ الفصولُ

وعَرانا من كلِّ صومٍ نحولُ

ويتيمٌ على رباكِ النخيلُ

أوْرَقَتْ مُهْجَةٌ وطالَ قَتيلُ

في نهورٍ منَ الشِفاهِ العويلُ

مطرُ الرعبِ ليلُها، والذُهولُ

لا سواداً يشوبُهُ أو أُفولُ

قَدَمٌ نعبُرُ الدُّجى وسبيلُ

ثارَ مِنّا على الظلامِ أصيلُ

فبراءٌ من الثيابِ العقولُ

إنَّ عِبْئاً من الهوانِ ثقيلُ

فوق قيدٍ من الحديدِ ثقيلُ

لِثَرىً مِنْكِ في العيونِ رحيلُ

تقصُرُ الطرقُ دونه أم تطولُ

د. زياد نجيب ذبيان
رئيس تجمع الأدباء والمفكرين والاساتذة الجامعيين اللبنانيين