حرب الأجواء المفتوحة بين الناقلات الخليجية ومنافساتها الأمريكية والأوروبية

لندن: جمال الجزائري

قد تكون الأزمة الخليجية، ألقت بظلالها حتى على حركة الطيران و»الأجواء المفتوحة«، ونشاط شركات طيران المنطقة وبشكل خاص الشركات الثلاث الأبرز فيها، وهي طيران الإمارات )التابعة لإمارة دبي( والاتحاد )أبو ظبي( والخطوط الجوية القطرية، لكن بالنسبة لشركات الطيران الكبرى الأمريكية والأوروبية فإن هذه الشركات الخليجية الفتية تشكل خطراً واحداً مع تحولها إلى لاعب مؤثر ومنافس شرس ومزاحم عنيد في القطاع، ليس فقط إقليميا، إنما أمريكيا، وأوروبيا، وحتى دوليا، في السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق طالب تحالف شركات الطيران الأمريكية الكبرى )دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز( حكومة الولايات المتحدة بمراجعة اتفاقيات الأجواء المفتوحة، التي تسمح لشركات الطيران الخليجي الطيران بحرية من وإلى أي وجهة في الولايات المتحدة، وذهبت إلى الدعوة إلى حظر نشاطها في الولايات المتحدة.

تحالف أمريكي يسعى لعرقلة نشاط الناقلات الخليجية في الولايات المتحدة

وتتهم الشركات الأمريكية الثلاث، الناقلات الخليجية )طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية(، بأنها تتلقى دعما ماليا من الحكومة، ما يمنحها ميزة تنافسية، لكن الناقلات الخليجية تنفي هذه المزاعم.

والأجواء المفتوحة هو اتفاق بين دولتين أو عدة دول، على رفع القيود المفروضة على أسواقها الجوية بالنسبة لسعة عدد الرحلات والطرق الجوية.

وفي رده على هذه الاتهامات أكد تيم كلارك، رئيس شركة طيران الإمارات )حكومية(، أن تحالف شركات الطيران الأمريكية )دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز(، يسعى للسيطرة على سوق السفر الأمريكية للرحلات الطويلة.

وقال كلارك في مقابلة أذاعتها شبكة »فوكس نيوز« الإخبارية الأمريكية في أغسطس/ آب2017، إن »طيران الإمارات« قدمت ردها بشكل مفصل مدعوماً بالحقائق والأدلة على اتهامات الدعم، والذي يلغي مطالب الناقلات الأمريكية التي لا أساس لها من الصحة.

وأضاف كلارك، أن اتفاقيات الأجواء المفتوحة وفرت فوائد كبيرة لشركات الطيران الأمريكية وسوق العمل والاقتصاد الأمريكي.gulf-airlines

وتابع: »كنا واضحين جداً أن طيران الإمارات تتنافس على أساس تجاري.. ولا تحصل على دعم حكومي«.

وأضاف أن شركته، ساعدت في زيادة خيارات النقل الجوي لأكثر من مليون مسافر أمريكي ودولي عبر الرحلات التي تسيرها من وإلى الولايات المتحدة، إضافة إلى جلبها مئات الآلاف من المسافرين الجدد إلى السوق الأميركية.

وقالت شركة طيران الإمارات، إن مساهمتها في الاقتصاد الأمريكي 21.3 مليار دولار، بما في ذلك 10.5 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي، و6.4 مليارات دولار في مداخيل العمالة خلال عام 2015.

وتشغل طيران الإمارات وهي أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، 135 رحلة للركاب والشحن أسبوعياً من خلال 14 مدينة في الولايات المتحدة، بما في ذلك أحدث محطاتها هناك، أورلاندو وفورت لودرديل في ولاية فلوريدا، ونيويورك عبر أثينا منذ أبريل/ نيسان 2017.

و»طيران الإمارات« المملوكة بالكامل لحكومة دبي، هي أكبر شركة في العالم للنقل الجوي لمسافات بعيدة، وتقوم بتقديم خدماتها إلى أكثر من 120 وجهة حول العالم.

28 شركة أمريكية تدافع عن الناقلات الخليجية

وفي مقابل تحالف الشركات الأمريكية الكبرى )دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز(، دعا تحالف لشركات تنشط في النقل والسياحة الحكومة الأمريكية للحفاظ على اتفاقيات طيران مع دول خليجية رغم اتهامات كبرى خطوط الطيران الأمريكية لدول خليجية بتقديم دعم غير عادل لشركاتها الوطنية.

وتعارض شركات بينها فيديكس للخدمات البريدية، وشركة الطيران المنخفض الكلفة جيت بلو، وعملاق قطاع الفنادق ويندهام، دعوة خطوط طيران دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز للتفاوض من جديد بشأن اتفاقية الأجواء المفتوحة مع الإمارات.

ووجهت 28 شركة خطاباً لأعضاء في الكونجرس الأمريكي، قالت فيه إن شركات الطيران الأمريكية الثلاث الكبرى تعرّض ملايين الوظائف الأمريكية للخطر بالسعي وراء حظر دخول شركة طيران الاتحاد للسوق الأمريكي. وقالت الشركات في رسالتها للكونجرس إن »شركات الطيران )الثلاث( تشتكي من دعم غير عادل لكنها اختارت عدم استخدام إجراءات وزارة النقل التي أطلقها الكونغرس للاستماع لمثل هذه الشكاوى«.

وتم إرسال نسخة من الرسالة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير التجارة ويلبور روس، ضمن مسؤولين آخرين. وحضت الشركات »إدارة )ترامب( على ابقاء سياسة الأجواء المفتوحة عبر الإصرار على تقييم هذه المزاعم في المكان الصحيح«.

وكان ستيف جونسون نائب الرئيس التنفيذي في أميركان ايرلاينز قال للصحفيين الشهر الماضي إن شركته لا تعتقد أن الفرصة مناسبة في الوقت الراهن لطرح أجندتها في واشنطن.

وقال جونسون »علينا أن نواجه الأمر. هناك كثير من الأمور الجارية في واشنطن وكثير من الدراما«. وتابع أن »المناخ ليس مناسبا حقا في واشنطن لطرح هذا النوع من المناقشات التي نحتاج إليها وللتركيز على هذه القضايا حتى النهاية«.

ورداً على خطاب، اتهمت مجموعة الشراكة التي تشكل رابطا بين خطوط الطيران الثلاثة واتحادات الطيارين والمضيفين الجويين، التحالف المؤيد للشركات الخليجية بادعاء تعريض الوظائف الأمريكية للخطر للدفاع عن خطوط الطيران الخليجية المدعومة حكوميا. وقال جيل جاكمان الناطق باسم المجموعة في بيان إن »اتفاقيات السماوات المفتوحة في الحقيقة توفر بالفعل وسيلة للتعاطي مع منتهكي القواعد، وأي شيء آخر يعد بمثابة محاولة لتأجيل أو حرف الوظائف الأمريكية عن مسارها«.

ومع تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة طلب الرؤساء التنفيذيون لأكبر ثلاث شركات طيران أمريكية مقابلة وزير خارجية الإدارة الجديدة في واشنطن، ريكس تيلرسون لمناقشة ما تقول الشركات إنه دعم حكومي خليجي يسمح لشركتي طيران الإمارات والاتحاد الإماراتيتين والخطوط الجوية القطرية بالتوسع السريع وخفض الأسعار وإخراج المنافسين من مسارات مهمة.

ونجحت شركات الطيران الخليجية خاصة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي في سحب البساط من شركات الطيران الأمريكية بسبب جودة الخدمات وسعر الرحلات واستخدامها آخر أنواع الطائرات في مقدمتها إيرباص آي 380 العملاقة ذات طابقين.

وجاء طلب الرؤساء التنفيذيين لمجموعة أميركان إيرلاينز ويونايتد كونتننتال ودلتا اير لاينز في رسالة نشرت على الانترنت فبراير/ شباط الماضي.

وتقول شركة دلتا إن إدارة أوباما أجرت محادثات بشأن القضية لكنها لم تحرز التقدم الذي توقعته شركات الطيران الأمريكية.

والجدل حول هذا الموضوع ليس جديداً، بل هو مستمر منذ فترة من الزمن ما قد يؤثر على صناعة وحركة الطيران العالمية.

فالصراع المفتوح في الأجواء ليس جديداً، ففي العقدين الأخيرين اقتحمت الشركات الخليجية أسواق الطيران العالمية، وبدأت تسحب البساط من تحت عمالقة الطيران في أميركا وأوروبا والشرق الأقصى.

لكن الجدل برز بشكل أوضح في 2015، عندما فتحت الناقلات الأمريكية الثلاث المعروفة باسم شركات »التذمر« نار الانتقادات على المنافسة الخليجية، وزعمت الشركات الأمريكية أن منافساتها الخليجية تحظى بدعم حكومي سمح لشركات الطيران المملوكة لدول خليجية بخفض الأسعار، وإخراج المنافسين من مسارات مهمة يضر بالمنافسة العادلة.

شركات الطيران الأوروبية تدخل على خط المواجهة مع الناقلات الخليجية

وبالتزامن مع تصعيد تحالف الناقلات الأمريكية الكبرى، دخلت شركات الطيران الأوروبية على خط المواجهة مع الناقلات الخليجية الثلاث الكبرى )طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية(، بسبب مزاعم بشأن دعم حكومي غير عادل يضر بقوانين المنافسة.

ففي الشهر نفسه أي فبراير/ شباط الماضي، طالبت شركتا لوفتهانزا الألمانية و)اير فرانس كي إل إم( الفرنسية-الهولندية، في رسالة مشتركة إلى مفوضة النقل بالاتحاد الأوروبي فيوليتا بولك، بمواجهة ما أسموه ممارسات غير عادلة لشركات الطيران الخليجية في مسعى للتأثير لفرض قيود على حقوق النقل كعقوبة.

وقالت الشركتان الوطنيتان في الرسالة، إن »التوسع الموازي السريع لشركات الطيران الخليجية في أوروبا لأكثر من عشر سنوات ألحق أضراراً بالغة بالناقلات الأوروبية«.

ومن وقت لآخر، تتعرض المفوضية الأوروبية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إلى ضغوط من الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا، من أجل بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحدي الذي تشكله شركات الطيران الخليجية في سوق السفر الأوروبي.

كان كارستن سبور الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا الألمانية، قد جدد مؤخراً معارضة شركته للحصول على دعم مالي من الحكومة، فيما وقع اتفاق تعاون مع شركة طيران الاتحاد الإماراتية والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المتهمة بالحصول على دعم مالي حكومي.

وقال سبور في مؤتمر صحفي الشهر الماضي في أبو ظبي: »ليس سراً أن لوفتهانزا كانت وستظل تعارض الحصول على الدعم المالي الحكومي«.

وبدأت الشركتان بتطبيق اتفاق الرمز المشترك، كما توصلتا إلى اتفاق عالمي بقيمة 100 مليون دولار للحصول على خدمات توريد الأطعمة والمشروبات، ووقعتا مذكرة تفاهم في مجال صيانة الطائرات.

وتمتلك الاتحاد للطيران حصصا ملكية في كل من طيران برلين، والخطوط الجوية الصربية، وأليطاليا، وداروين آيرلاين التي تتخذ من سويسرا مقراً لها.

وتحظى شركة طيران الإمارات وحدها بخطوط طيران مباشرة مع الاتحاد الأوروبي، أكثر من الصين والهند واليابان مجتمعة.

كما أن السوق الأوروبية الإماراتية تعد سادس أكبر سوق خارجية لطيران الاتحاد، بعدد مسافرين تجاوز 18 مليون مسافر سنوياً، فيما يصل عدد المسافرين مع القطرية إلى 4.4 ملايين مسافر سنوياً.

لكن شركات الطيران الأوروبية تجد تحديا كبيراَ فالناقلات الخليجية تدعم اقتصادات دول أوروبا بعشرات المليارات من اليوروهات سنوياً، فضلاً عن مئات الآلآف من الوظائف وتنشيط حركة السفر والسياحة، بالإضافة إلى الصفقات المبرمة مع شركة »إيرباص« الأوروبية عملاق صناعة الطائرات.

وتعد طيران الإمارات أكبر زبون وأكبر مشغل في العالم للإيرباص إيه 380 )ذات الطابقين وأكبر طائرة تجارية في العالم(، ويضم أسطولها حالياً 93 طائرة من هذا الطراز.

ولدى الاتحاد للطيران، طلبيات مؤكدة على 62 طائرة إيرباص من طراز إيه 350 و10 طائرات إيه 380.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها تخوض محادثات مع »ايرباص« الاوروبية لاستبدال طلبها التزود بـ80 طائرة من نوع ايه – 320 نيو بطائرات ايه-321 الاكبر حجما، على أن يبدأ تسليم الطائرات الجديدة في العام 2018.

ويسهم قطاع الطيران بنحو 123 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، وتضرر القطاع جراء التوسع السريع لشركات الطيران الخليجية إلى جانب تحول حركة الملاحة الجوية صوب آسيا.

هل كان حظر الأجهزة الإلكترونية للتأثير على تنافسية الناقلات الخليجية؟

وفي يوليو/ تموز 2017 أعلنت الولايات المتحدة رفع الحظر على اصطحاب الركاب للأجهزة الإلكترونية على متن الرحلات الجوية القادمة من ثماني دول ذات أغلبية مسلمة، وذلك بعد أربعة أشهر من فرضها.

وكتب، حينها ديفيد لابان، المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية على موقع »تويتر« : »بعد تعزيز الإجراءات الأمنية، تم رفع كافة القيود التي كانت مفروضة على الأجهزة الإلكترونية المحمولة، والمعلنة في مارس / آذار، بالنسبة لعشرة مطارات وتسع شركات طيران«.

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت أواخر مارس الماضي فرض حظر على حمل الأجهزة الإلكترونية الكبيرة في مقصورات الطائرات التي تقوم برحلات مباشرة من عشرة مطارات في الشرق الأوسط.

وهذه المطارات كانت الرياض وجدة وأبو ظبي ودبي والكويت والدوحة والقاهرة وعَمان والدار البيضاء واسطنبول. وأرجعت السلطات الأمريكية قرار الحظر إلى وجود مخاوف أمنية. غير أن خبراء رأوا أن للحظر علاقة بالحرب الاقتصادية بين الشركات.

وأعلنت واشنطن في يونيو/ حزيران الماضي أنها ستطلب فحصا أكثر صرامة للركاب على الرحلات التجارية المتوجهة إلى الولايات المتحدة في إطار سلسلة من التدابير الأمنية المعززة. وتشمل هذه التدابير 250 مطارا في 105 دول و180 شركة طيران.

الناقلات الخليجية تسخر من منافستها الأمريكية!

وقد أدى حظر حمل الأجهزة الإلكترونية على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة إلى اشتداد التنافس بين شركات الطيران الخليجية وشركة »يونايتيد إيرلاينز« بالذات، وصدور تصريحات عدائية بين الطرفين أخذت طابعا »ساخرا« حتى. فقد اغتنمت الناقلات الخليجية الفرصة في أبريل/ نيسان الماضي مثلا لتوجيه النقد اللاذع والسخرية من »يونايتد إيرلاينز«، في أعقاب حادثة جر راكب زائد عن العدد من مقصورة الركاب، وقد تم تصوير الحادثة وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير عاصفة من الغضب امتدت إلى فيتنام حيث ولد الراكب، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وكانت هناك دعوات شعبية لمقاطعة الشركة الأمريكية، رغم أنها لا تعمل هناك. كما رفع الراكب قضية تعويض على الشركة.

وقد حدثت واقعة الاعتداء على الراكب أثناء رحلة من شيكاغو إلى لويزيانا، إذ كانت جميع المقاعد محجوزة، فأرادت الشركة إجلاء أربعة ركاب من الطائرة لتوفير مقاعد لطاقم الخدمة والأمن، لكن راكباً رفض مغادرة مقعده ما دفع رجال الأمن للتعامل معه بالقوة. وقد رفض الراكب النزول قائلاً إنه طبيب وعليه أن يكون في الصباح الباكر بالمستشفى، لكن ذلك لم ينفع مع رجال الأمن والطاقم الذين جروه بالقوة بطريقة مهينة وأصابوا وجهه بجروح.

وقد كبدت تلك الحادثة »يونايتد إيرلاينز« 770 مليون دولار من قيمتها في البورصة.

الخطوط القطرية تتراجع عن خطة شراء 10٪ من »أميركان أيرلاينز«

وكانت شركة الخطوط الجوية القطرية، أعلنت في بداية أغسطس/ آب، أنها قررت التراجع عن خطة شراء 10٪ من أسهم »أميركان أيرلاينز«، وذلك بعد تعثر التوصل إلى صفقة.

وقالت الخطوط القطرية، في بيان، إنها قررت عدم المضي قدما في خطة الشراء. وأضافت أن »المزيد من مراجعة الاستثمار المالي المقترح، مع الأخذ في الاعتبار الإفصاح العام الأخير من أميركان أيرلاينز أظهر أن الاستثمار لم يعد يفي بالأهداف«.

وكانت قيادة الشركة الأمريكية أعربت، في وقت سابق، صراحة عن عدم رغبتها في الصفقة. وقال متحدث باسم »أميركان أيرلاينز«، تعليقا على تراجع قطر عن خطتها، إن الشركة الأمريكية »تحترم« قرار الخطوط القطرية. وأضاف: »فريقنا المكون من 120 ألف شخص سيواصلون العمل بحماس وتركيز للاعتناء بهؤلاء الذين يثقون في السفر معنا«.