الـتـوبـةُ إِلى داناي

يكتبها شعرا: هنري زغيب

الـتـوبـةُ إِلى داناي

كيف أَخْطأْتَ

كي خَسِرْتَ رِضاها

فَـمَضَت…

وانكسَرْتَ في ذِكراها؟

نَـزِقاً كُنتَ في التَّسَرُّعِ

كيفَ انْهَلْتَ تَقْسُو على شَفيفِ بَهاها؟

هِيَ مَنْ طَهَّرتْكَ مِن كُلّ عَيبٍ

وهْيَ نَقَّتْ ماضِيكَ في مُبتَغاها!

تَرَكَتْ كُـلَّ مَن وَما

لَمْ تَسَلْ

واقْتَبَلَتْكَ الحبيبَ في مُرْتَجاها

***

لمَ تَكُنْ تَحيا قَبْلَها !

كُنْتَ نَسْياً بَشَرياً

بِعَيْشِهِ يَتَباهَى

سَبَقَتْكَ الحياةُ تَنْثُرُ أَكْمامَ الشّذا

كيفَ لَمْ تُعانِقْ شَذاها؟

كُنتَ تَمشي على رَصيفِ السّنِين

احتلَّ منكَ الطريقَ لا يَتَناهى

وتَوالى الربيعُ

عيداً فَعِيداً

وَتغَاوى بِزَهْرِهِ

وتَمَاهى

وتَتَالى عُرْسُ الفَراشاتِ

لكنْ…

كُنتَ عنْهُ مُباعِداً  تَتَلاهى

***

كيفَ

 – يا مؤْمِناً بِها –

كيفَ زَعْزَعْتَ جُذورَ الإِيمان في تَقْواها؟

حُبُّكَ الْحُبَّ ظَلّ غَــيــباً

إِلى أَن جاءَكَ الحُبُّ نابضاً من نَداها

كَلماتٌ

تَقولُها

كلماتٍ

قُلْتَها قَبْلَها لِكُلِّ عَداها

فَأَقَلُّ الأَقَلِّ:

تَسْفَحُ كُلَّ الشِّعرِ

ما كان قَبْلَها في سِواها

***

أَيُّها الْـ أَنتَ

لسْتَ أَنْتَ إِذا لَم تَحَيَ منها على مَدى نَجْواها

هي أَهدتْكَ في الحياةِ صباحاً

فَلِمَ اخْتَرْتَ عَصْرَها ومَسَاها؟

عُـدْ إِليها مُسْتَغفِراً

واسْتَمِحْها كُلَّ عُذْرِ يُعيدُها مِن أَساها

وَتَعَلَّمْ منْها تَكُونُ حقيقيّاً

وَخَـلِّ الأَوهام دُون مَداها

إِنَّها الْــ أَنْقَذَتْكَ مِن كُلِّ أَمسٍ

فَاخْلَعِ الأَمسَ عنْكَ كي تَلْقَاها

فاتَكَ العمْرُ

لَم يَعُدْ لَكَ

– حتى تُكْمِلَ العُمْرَ –

غَيرُ عَذْبِ هَواها

تُبْ إِلَيها

تَـتُبْ إِلى الرِّقَّة البِكْرِ

فَيَمْحُو غُفرانُها بَأْسَاها

لَنْ يَعودَ الْهَنا لِقَلْبِكَ

إِلاَّ

حين تَأْويكَ في سَماءِ رضاها!

من كتاب ˜داناي… مطَرُ الـحُبŒ