مفتي حلب يدعو إلى تجديد الإنسانية التي تعني العدل والعقل والوعي

أكد مفتي حلب سماحة الدكتور محمود علي عكام أن الأصل والتسامح متجذرين في مجتمعنا السوري وان التعصب طارئ عابر فإذا مازال هذا العابر بأسلوب أو بطريقة ما فإن الحق والأصل سيعودان إلى نصابهما تلقائيا، ولا يمكن لعابر غريب أن يطغى على أصيل ثابت متجذر في النفوس، مشددا على أننا بحاجة إلى وقفة صمود قوية لأولي التسامح وأربابه في مواجهة أعدائه ورافضيه وأرباب العنف والإرهاب »فاما الزبد فيذهب خباء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض«.

 وردا على سؤال لمجلة »الحصاد« حول التحديات التي تعترض إعادة نشر التسامح قال سماحته: إن التحدي الأكبر هو التشاؤم والمتشائمون والناظرون بسواد إلى المستقبل، فيا هؤلاء ثمة مئة سبب وسبب وألف داع وداع للتفاؤل. وأما التشاؤم فلا يملك في جعبته من دواع إلا الوهم وتحريض شياطين الجن والأنس، ولعل أقوى أسباب ودواعي التفاؤل إيماننا بالله الحق الذي وعد المظلومين بالنصر ثم ثقتنا بالشباب الواعي الشريف الذي أثبت -عبر الأزمة- أنه مدرك لمعادلات الحياة في كل تجلياتها فها هو ذا يدرس ويتابع دراسته في الجامعة في الإعدادية والثانوية والمعهد والجامعة، وهاهو ذا يقاوم في المسجد والكنيسة والجبهة والشارع ويعمل بجد ونشاط في معمله ومصنعه ودائرته ومديريته.

وأضاف سماحته:  إن هؤلاء الشبان يتعاونون ويتضامنون ويتآلفون ويتكاتفون ولا شك بأنهم سينتصرون النصر الشامل الكامل المادي والمعنوي والعسكري والسياسي، وصدق الله إذ يقول في الحديث القدسي »أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء«.

وعن رؤيته لإبعاد صراعات الماضي وكل مايتعلق بالعنف عن عقول الشباب في سورية قال سماحته: أدعو مسؤولي الإعلام والقضاء والجيش والمساجد والكنائس إلى الانضباط وفق معايير الأخلاق التي يدعو إليها الإيمان الحق، وأهم هذه الأخلاق الصبر والأمانة والرحمة والحوار والتسامح والتضامن والتحمل.، مشددا على تجديد الإنسانية التي تعني العدل والعقل والوعي ورفع منسوبها بأمانة وصدق ووفاء.

وحول مظاهر العنف والتحريض على التطرف وأفضل الطرق لإيقافها قال سماحته: نحن جميعا معنيون بهذا العنف ويكاد يكون سمتنا وصفتنا التي لاتنفك عنا حيثما كنا  ـ في البيت والمدرسة والجامع والشارع والمعمل والدائرة ـ  لقد مضت علينا سنوات وسنوات وكلنا يقهر كلنا وكلنا يعتدي على كلنا، وفي الوقت ذاته جلنا يرفض النصح والحوار والتواضع ويسعى للسلطة والتسلط ليمارس استكباره وعناده، لافتا إلى أن أفضل الطرق للتخلص من كل تلك المظاهر هو إعادة الوعي الذي يعني الفكر الحر والحوار الجاد البناء والتعاون الإنساني المثمر. وأن لا خلاص لنا مما نحن فيه إلا بالمصالحة بدلا عن المسالحة وبالمسامحة بدلا عن المسافحة وبالمصافحة بدلا عن المواقحة.