الجيش اللبناني يتصدى للارهاب

منذ نشأته وتأسيسه قبل سبعين عاما على يد قائده الاول اللواء فؤاد شهاد، وهو يتتلمذ في مدرسة الوطنية والانضباط والتضحية والعطاء والاخلاق، وينصهر في بوتقة الدفاع عن الوطن وحماية حدوده.

والجندي متى التحق بالسلك العسكري تصبح طائفته لبنان وينضم الى عشرات آلاف الجنود الذين يشكّلون جيشا وطنيا مستعدا لفداء بلاده بالارواح من أي طائفة أو مذهب ينتمي عناصره، لأنهم يصبحون داخل المؤسسة العسكرية ابناء طائفة واحدة تذوب حبا بلبنان وارضه وسهوله وجباله وشطآنه في خدمة علمه.

الجيش اللبناني حقّق انتصارات مشهودة في محاربة الارهاب وحرر جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك وطرد الارهابيين من هذه المناطق وعاد العلم اللبناني يرفرف في هذه المناطق بحماية من الجيش الذي قدّم افواجا من الشهداء الذين بذلوا حياتهم في خدمة وطنهم.

ويتابع الجيش قيادة وضباطا وجنودا، القيام بواجباته ومسؤولياته الضخمة وفي طليعتها الاستشهاد ليحيا الوطن. وخلال معارك التحرير الاخيرة قدّم الجيش مجموعة من الشهداء روت دماؤهم ارض لبنان ومنهم العسكريون التسعة الذين خطفهم تنظيم «داعش» ثم تولى قتلهم، وقد اقام لبنان الرسمي والشعبي لهم مأتماً استثنائيا حافلا في وزارة الدفاع وفي بلداتهم

والجيش قدّم للوطن اربعة رؤساء جمهورية هم الامير اللواء فؤاد شهاب،  العماد اميل لحود، العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون الرئيس الحالي، وتميّز عهد كل منهم بخصائص مختلفة، لكنهم بقيوا جميعا متأثرين بتخرجهم من المدرسة العسكرية.

والجيش الذي تعرّض لحملات تشكيك برسالته الوطنية، مطلوب من جميع اللبنانيين دعمه والايمان الصادق برسالته وتقديره عيناً ساهرة على الأمن ونموذجا حياً للوحدة الوطنية التي يمثلها الجيش نفسه من خلال استيعابه عسكريين من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق. وبدون الوحدة الوطنية في المؤسسة العسكرية وفي صفوف الشعب، لا حياة ولا ازدهار للبنان.