أغتصـــاب وطــــــن – بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور

قامت اسرائيل بقوة السلاح.. لكن فلسطين باقية باصرار الشعب

لندن أمين الغفاري

القوة مهما كان جبروتها فهي مؤقتة في مجرى الزمن، ولذلك تظل الفكرة اقوى من المدفع لأنها الأبقى، والوطن ابقى من الحاكم لأنه ألأخلد، كما أن التاريخ ليس مؤامرة، وان كانت ذاكرة التاريخ تزخر بالكثير من المؤامرات، ووعد بلفور تعبير عن مصالح لبريطانيا الحكم والدولة، وليس انفطارا أخلاقيا يعبر عن مشاعر انسانية من الحكومة البريطانية، فهو لا يحمل في ثناياه الشفقة او الرحمة لطائفة محددة أو لديانة بعينها. الحكومات في المجتمعات الليبرالية تتشكل من احزاب، والأحزاب بدورها تعبر عن مصالح طبقات، والمصالح كما هي العادة تتصالح، ولذلك كان التلاقي بين القوى الاستعمارية من جانب والحركة الصهيونية من جانب آخر على ارض فلسطين. كانت قاعدة التلاقي هي المصالح، وليست القناعات الفكرية أو العواطف البشرية. طبقة حاكمة في بريطانيا تريد ان تعزز مصالحها، وتستثمر قوتها الضاربة في فتح آفاق جديدة لاحلامها في اطار الميراث الذي تخلف عن سقوط الامبراطورية العثمانية، وحركة صهيونية تتصور انها يمكن ان تعيد عجلة التاريخ إلى الآف ممتدة من السنين. انه التصالح بين حكم طبقة استعمارية، وبين قوى الحلم المستحيل. ندين السياسة البريطانية بلا حدود، ونبرئ الشعب البريطاني على الأطلاق. أتذكر حوارا دار على مائدة عشاء أقيمت تكريما للمحاضرين وبعض الضيوف قبل افتتاح الندوة التي دعا اليها مركز الدراسات العربية في بريطانيا تحت اسم )مستقبل السلام في الشرق الأوسط( ذلك بعد رحيل الرئيس السادات وسقوط الرئيس كارتر في أنتخابات الأعادة الرئاسية، وكان ذلك في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. وقف رئيس المركز الراحل الكريم عبدالمجيد فريد في حفل العشاء، ورحب بالحضور وكان من بينهم بعض الدبلوماسيين البريطانيين، وقام واحد منهم ورد على هذا الترحيب، كما تحدث كذلك بعض الحضور، وكان من بينهم الكاتب الفلسطيني الراحل الكبير )شفيق الحوت( وقام ابتداءا بتحية الحضور واعرب عن سعادته بالدعوة التي وجهت اليه لحضور هذه الندوة ثم عرج على قضية فلسطين لشرح المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من تهجير ومطاردة، ثم تصاعدت كلماته حين تطرق إلى وعد بلفور ثم تزايد انفعاله فخرجت كلماته كالحمم المشتعلة موجها كلامه إلى البريطانيين.. وقال: لقد اصدرتم وعد بلفور، وكان وعد ممن لايملك إلى من لايستحق لكي تدمروا وطننا وتقتلوا اطفالنا وتشردوا اسرنا، اي جريمة ارتكبتموها في حق الفلسطينيين، لقد شردتم أهلنا، وصادرتم أرضنا ومعها كل ّامالنا واحلامنا. انها جريمة لن يغفرها لكم التاريخ ثم أردف نحن نكرهكم.. نحن نكرهكم، وهنا قاطعه بريطاني آخر من حزب العمال وكان مدعوا ايضا للعشاء، وللأسف لاأذكر اسمه قائلا )لماذا تكرهنا ياسيدي.. ان الذين ظلموكم ظلموا

آرثر جيمس بلفور- اصدر التصريح الأستعماري
آرثر جيمس بلفور- اصدر التصريح الأستعماري

الشعب البريطاني أيضا. ان أهلي والطبقة العريضة التي ننتمي اليها كنا نعيش على الكفاف، احوالنا الصحية والمالية والاجتماعية كانت بائسة. انتم تشردتم، ونحن اكتوينا بنار الفقر والحاجة، فلا تكرهونا لأن الذين استعبدوكم استعبدونا ايضا ونحن ابناء نفس الشعب البريطاني( تدخلت احدى السيدات لكي تنهي ذلك الحوار قائلة ياحضرات السادة هذا الجدل مكانه الطبيعي غدا في )تشاتام هاوس( حيث تتواصل اعمال الندوة اما في هذه القاعة فهي للعشاء وللأجواء الهادئة فقط وليست للحوارات. لقد دارت عجلة التاريخ وصدر وعد بلفورعام 1917 تنفيذا لمعاهدة سايكس بيكو لتقسيم المنطقة عام 1916، وهو في نفس الوقت امتداد لقرارات مؤتمر )كامبل بانرمان( الأستعماري عام 1907 باقامة حاجز بشري في المنطقة العربية يفصل بين اهل المنطقة ويمنع وحدتها كما يستنزف قوتها، ويكون صديقا للقوى الاستعمارية وعدوا لدودا لأهل المنطقة، وقامت دولة اسرائيل عام 1947 بقرار الامم المتحدة. ساند القرار تصويت دولي، جرى العمل بجدية لأكتسابه عبر عقود من الزمن. وتمكن الصهاينة من الأرض السليبة بقوة السلاح، ومن السهل ان ينتصر السلاح في المعارك حين يكون العتاد القوي قد توفر والتدريب قد انجز، والخطط اللازمة اصبحت موضع التنفيذ، والأهم من كل ذلك وجود الكفيل الذي يرعى ويساند، وفي الأزمة يساعد ويفرض، وقد اضطلعت بريطانيا العظمى صاحبة المستعمرات الممتدة حول العالم بهذا الدور.

ما هو وعد بلفور؟

انه الخطاب الذي ارسله وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد عميد عائلة )روتشيلد( وهو في نفس الوقت كبير الجالية اليهودية في بريطانيا وقد قال فيه )ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى اقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ذ ثم استطرد ذ على ان يفهم جليا انه لن يتم عمل من شأنه ان ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية التي تقيم في فلسطين، ولا الحقوق او الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في اي بلد آخر(.

مذا يعني وعد بلفور؟

1 ذ ان هذا الوعد لايستند إلى اي اساس قانوني، ولايمكن ان يفهم هذا الوعد الا في اطار ظروفه وهي الأحتلال البريطاني الاستعماري لفلسطين خلال الحرب العالمية الاولى.

2 – أنه ببساطة شديدة وبقلب بارد ينظر إلى شعب فلسطين وكان تعداده في تلك الفترة يبلغ نحو 700 الف نسمة، من المسلمين والمسيحيين واليهود باعتبارهم مجرد )طوائف وتجمعات غير يهودية(،. وكان معظم اليهود الذين كانوا في فلسطين في هذا التاريخ ويعدون جزءا من السكان الفلسطينين الأصليين لم يكونوا صهاينة، وكانوا جميعا تحت حكم الأمبراطورية العثمانية عبر عقود طويلة من الزمن. ومع هذه الحقيقة الدامغة فان وعد بلفور نظر إلى المسلمين والمسيحيين باعتبارهم مجرد طوائف وليسوا هم مكونات اساسية للشعب الفلسطيني !.

الشهيد عز الدين القسام- قاد ثورة مبكرة ضد اغتصاب وطن
الشهيد عز الدين القسام- قاد ثورة مبكرة ضد اغتصاب وطن

3 ذ لم يحدد الوعد طريقة او ضمان عدم انتقاص حقوق هذه الطوائف التي ذكرها ووصفها بالقول غير اليهودية في فلسطين، في مواجهة طوفان المهجرين اليهود إلى فلسطين

4 ذ وللتاريخ أنه حين تمت مناقشة الأمر باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين خشي الكثير من البريطانيين من افساد العلاقات مع العرب، واعتبروا ان اقامة دولة يهودية يعد نوعا من الخيال المتطرف، وكان احد ابرز هؤلاء المعارضين لهذا الموضوع السير ادوين مونتاجو وهو يهودي وعضو برلمان ووزير شؤون الهند في الامبراطورية البريطانية، وذكرأن هذا الوعد قد يترتب عليه وجود مايسمى بالولاء المزدوج عند اليهود في مختلف دول العالم.

ولكن على الجانب الآخر قامت عصبة الأمم بوضع فلسطين تحت الأنتداب البريطاني، الذي قام بدوره بتعيين هربرت صمويل اليهودي البريطاني مندوبا ساميا في فلسطين.

دور هربرت صمويل في تمكين الحركة الصهيونيه:

1 ذ رفع قيمة الضرائب على الأرض ومصادرتها من الفلسطينيين في حالة العجز عن الدفع

2 ذ مصادرة بعض الأراضي من ملاكها تحت ذريعة الدواعي العسكرية

3 ذ مساعدة اليهود في بناء المستوطنات على الأراضي المصادرة أو التي تم الاستيلاء عليها أو التي تركها ملاكها بالهجرة نتيجة لعمليات القصف التي باشرتها المنظمات الصهيونية

4ذ اعترافه باللغة العبرية لغة رسمية في فلسطين

5 ذ اعطى اليهود حق استخدام مياه نهري الأردن واليرموك لأنشاء محطة كهرباء

الفيلق اليهودي والمنظمات الصهيونية المتوالية.

في اطار دعم المشروع الاستعماري البريطاني تم دعم المشروع الأستيطاني الصهيوني، بكل الوسائل وكانت احدى هذه الوسائل تشكيل فيلق صهيوني بمساعدة دافيد بن جوريون واسحاق بن زيفي واسندت قيادته إلى فلاديمير جابوتنسكي وكان تعداده حوالي خمسة آلاف جندي ليكون ضمن قوات الجنرال البريطاني اللمبي التي دخلت إلى أرض فلسطين لتنتزعها من الحكم العثماني، وقد تعززت بها قوات )الهاجانا( الصهيونية وهي كلمة عبرية تعني )الدفاع( قبل ان يشكل جابوتنسكي منظمة )الأرجون تسفاي ليومي في اسرائيل( وهي تعني )المنظمة العسكرية القومية في ارض اسرائيل(، وتوالت المنظمات منها )البلماخ( أو)بلوجوت ماحاتس( وهي تعني )سراي الصاعقة(، وايضا )شتيرن( أو )لوحمي حيروت يسرائيل( وهي تعني )المحاربون من اجل حرية اسرائيل(. وغيرها

وكلها منظمات عسكرية صهيونية تم اعدادها لكي تضع وعد بلفور موضع التنفيذ ومن خلال تخطيط سياسي مدروس للهيمنة الغربية، واحدى أدواتها المشروع الصهيوني في فلسطين.

لكن هل استسلم الشعب الفلسطيني؟

في المعارك العسكرية يمكن ان يحقق السلاح انتصارا.. ولكنه يظل انتصارا موقوتا مالم تقهر ارادة الخصم، ولذلك فان العمليات العسكرية هي السياسة عبر وجهها العنيف لفرض امر واقع على العدو

أما التفاوض والأتفاقيات والمعاهدات فهي السياسة بوجهها الحضاري الذي يراعي التوازنات عبرتحقيق المصالح المشتركة، وسرقة الأوطان أو اغتصاب الأرض لايمكن ان يحقق اي مصالح، ولكنه فقط يمكن ان يحقق أمرا واقعا، ولكنه لايصل إلى حد الأستقرار أو يحصل على اي درجة من الأمان، فالجريمة تظل ماثلة، والجاني يظل عدوا. المشروع الغربي الأستعماري كان ظهير الكيان الصهيوني، وداعمة وهو كيان جرى صنعه والنفخ فيه لكي يصبح بالونا له شكل وصورة، ولكنها لا تتضمن جوهرا، وهو حصيلة حقن ومقويات لكي يبقى قوة مدججة

القائد التاريخي ياسر عرفات- ابرز زعيم لحركة تحرر في العالم
القائد التاريخي ياسر عرفات- ابرز زعيم لحركة تحرر في العالم

بالسلاح ترهب وتخيف، ولكن المواقف مع الزمن تتطور، والظروف تتغير، والمعايير السياسية تختلف، ودرس التاريخ وعبرته يقول ان العدل هو أساس الأستقرار، وهو كذلك ضمان الأمان. ان شعب فلسطين لم يستسلم لأرادة القوى العظمى، ولا للمندوب السامي البريطاني، واندلعت الكثير من عمليات المقاومة، وأحدثت اثرها في انحاء الوطن العربي حيث تم التجاوب معها بحيث ازعج السلطات البريطانية، ولذلك لجأت الحكومة إلى اصدار عدد من البيانات اطلق عليها )الكتاب الأبيض( لأمتصاص عمليات الغضب الشعبي في فلسطين الذي اندلع في شكل ثورات لعل ابرزها )ثورة عام 1936( بقيادة )عز الدين القسام(.

الكتاب الأبيض الأول : ويطلق عليه اسم كتاب تشرشل وقد صدر بتاريخ 3 يونيو عام 1922، وكان من اجل دحض المخاوف العربية من التطورات التي تجري على الأرض الفلسطينية وتدفق الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالأضافة إلى الأجراءات البريطانية.

الكتاب الأبيض الثاني : وقد صدر في 19 نوفمبر عام 1928 وفيه تعلن بريطانيا ان حائط البراق ملكية اسلامية، ومازال هذا الكتاب يمثل سندا في مواجهة الأدعاءات الأسرائيلية.

الكتاب الأبيض الثالث :وقد صدر في اول اكتوبرعام 1930 وفيه يقرر رئيس الوزراء البريطاني رامزي ماكدونالد ان بريطانيا حريصة على مصالح العرب واليهود، وليس على مجموعة واحدة، ولكن تحت ضغط القوى الصهيونية الغي هذا الكتاب.

الكتاب الأبيض الرابع : وقد صدر في 27 مايو عام 1939، وقد اصدره وزير المستعمرات البريطاني ويلاحظ انه قد صدر بعد الثورة العارمة 1936 ذ 1939 واعدام قائدها عزالدين القسام ولذلك تمحور حول فكرة اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية تشمل كل فلسطين تحت الانتداب غربي نهر الاردن وتشمل جميع سكانها العرب واليهود على اساس قاعدة التمثيل النسبي، وقد جرت محاورات حول هذا الطرح وبالطبع تمت مقاومته من القوى الصهيونية. أي انها كانت كلها محاولات لأمتصاص ثورة غضبة، ولكن الفحوى كانت دعم المشروع الاستثماري الأوروبي باقامة هذا الجسم الغريب.

لكن هل انطوت صفحة القضية الفلسطينية ؟ كان ذلك تصور الأسرائيليين في اعقاب النكبة عام 1948 وصدور البيان الأستعماري عام 1950 بحماية الحدود القائمة، ولكن تبين ان النار كانت تحت الرماد، فقد هب الشعب الفلسطيني بقيادة القائد التاريخي )ياسر عرفات(، لتصبح القضية ابرز. حركة تحرير على مستوى العالم، وكان على اسرائيل أن تعمل على اغتياله باعتباره القائد والرمز، وأنجب الشعب العظيم قادة آخرون في مقدمتهم )مروان البرغوتي( لتعمل اسرائيل على اعتقاله، ولكن الشعب لايستسلم، وفي المقابل ذهب الجيل المؤسس لأسرائيل بن جوريون وشاريت واشكول وبيجن واسحاق رابين وكان الأخير صاحب الأعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد ان كان الأسم محرما في الأدبيات الأسرائيلية، وبدأ جيل آخر أكثر ادراكا وتبينا للحقيقة ويكتشف أن ما قالته جولدا مائير سابقا )أين هم الفلسطينيون، أن الكبار يموتون والصغار ينسون( غير صحيح، ولقد رأى الأسرائيليون وتأكدوا أن الكبار ان كانوا قد ماتوا فان الصغار لم ينسوا لأنهم عانوا وقاسوا وتألموا وآمنوا أن التراب الوطني ليس سلعة تباع في المزادات السياسية، انه الأرض وهي المهد الذي اتوسده والقبر الذي ادفن في ربوعه، ودون الوطن هو الضياع الذي لاتحده أسوار. ان اسرائيل ليست سوى مشروع استثماري استعماري، وكل مشروع استثماري له عمر افتراضي، نتيجة لتغير السوق أوالظروف أوالمناخ العام

حتى وان ذكرت رئيسة الوزراء البريطانية السيدة تيريزا ماي أنها تفخر بالذكرى المئوية لوعد بلفور باعتباره انجازا تاريخيا للأمبراطورية، فهل تعلم ان من بين مواطنيها نوابا ومواطنون لايشاركوها هذا الرأي ومنهم السير نيكولاس سوامس )نائب محافظ( ويقول »من الواضح ان شروط وعد بلفور لاتقابل بالتأييد فيما يتعلق بالفلسطينيين، وعلى بريطانيا ان تعلم مامدى الضغط الشديد الذي اثقلت به كاهلنا« ويقول جراهام موريس )عضو حزب العمل( »ان بريطانيا بوصفها المنشئة لوعد بلفور وصاحبة انتداب فلسطين، فان لها علاقة تاريخية فريدة، ويمكن القول انها مسؤولية اخلاقية تجاه شعب فلسطين واسرائيل على حد سواء، في عام 1920 حملنا امانة مقدسة ذ التزاما بتوجيه الفلسطينيين إلى الدولة والاستقلال وكان ذلك قبل ما يقرب القرن ولم يتم الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني حتى الآن، وقد تم الاستخفاف بهذه

الشهيد الدكتور عصام السرطاوي- سوف تعود فلسطين بدماء الفلسطينيين
الشهيد الدكتور عصام السرطاوي- سوف تعود فلسطين بدماء الفلسطينيين

الأمانة المقدسة لفترة طويلة جدا«. وقال ديفيد زارد )الحزب الليبرالي الديموقراطي( »تنتهك اسرائيل العقد المنصوص عليه في وعد بلفور الذي ينص على أنه ذ لايجوز القيام بأي شيء قد يضر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين »- في ضوء النكبة التي حدثت وكل ما جرى منذ ذلك الوقت فيبدو أن الأمر لم يكن سوى مزحة مريضه«. ويقول اللورد نورمان وارنر »لقد خلق وعد بلفور بؤسا لانهاية له لأجيال من الفلسطينيين والملايين من المهجرين«.

اتذكر تصريحا للراحل الكبير الفلسطيني )عصام السرطاوي( وقت غزو اسرائيل للبنان، والمحنة التي تعرض لها الفلسطينيون اثر ذلك الغزو، قال السرطاوي مخاطبا العواطف الجياشة للجالية العربية في بريطانيا والتي بدت واضحة في ندوة مفتوحة لمركز الدراسات العربية )كفكفوا دموعكم ياسادة وجففوا ماقيكم فلسنا في حاجة اليها.. فلسطين عائدة لامحالة بدم الفلسطينيين(.