المستقبليون: رؤية في المفهوم والتصنيف

أ. د. مازن الرمضاني

التفكير في المستقبل ظاهرة إنسانية تعود جذورها التاريخية إلى ماقبل التاريخ الإنساني المدون. وقد مرت هذه الظاهرة عبر الزمان الطويل بأطوار مختلفة دفعت إليها مخرجات إنتقال الإنسان من موجة حضارية إلى اخرى. فهذا التفكيرانتقل من مضمونه الديني، بشقيه الوثني والتوحيدي بالله تعالى، إلى الفلسفي،مرورا بالتفكير الخيالي العلمي ووصولا إلى التفكير العلمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية صعودا.

ومنذ ما قبل التاريخ قامت عملية التفكير في المستقبل على جهد افراد،ومن كلا الجنسين مع غلبة ادوارالرجال على ادوارالنساء. وقد تباينت التسميات،التي تم اطلاقها على هولاء الافراد، تبعا لتباين عناوين الاطوارالتي مربها هذا التفكير عبر الزمان.

 ومنذ بداية الاخذ بالتفكير العلمي في المستقبل وتطبيقاته العملية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وعدة تسميات تطلق على الافراد الذين يأخذون بهذا التفكير وتطبيقاته. ولعل اكثرهذه التسميات انتشارا هي تسمية »المستقبليون«.

 وقد افضى انتشار التفكيرالعلمي في المستقبل على الصعيد العالمي، ولاسيما في الدول المتقدمة وتلك السائرة في طريق النمو في عالمي الشمال والجنوب، إلى أن تكون أعداد المستقبليين المحترفين في تزايد مستمرعالميا. إن هذا الواقع يدفع إلى عدة تساؤلات مهمة ومنها : ما الذي أفضى إلى هذا التزايد ؟ ومن هوالمستقبلي المحترف ؟، وكيف يعمد المستقبليون إلى تصنيف أنفسهم؟

النمو المتسارع للمستقبليين

نادرة هي تلك التحليلات التي تتناول المدخلات التي تقف وراء هذا النمو المتسارع للمستقبليين في العالم. لذا نرى أن الإنطلاق من الغاية النهائية لدراسات المستقبلات قد يسهل التعرف على أهم هذه المدخلات.

لا يختلف المستقبليون وسواهم على حقيقة أن العالم صار منذ منتصف القرن العشرين تقريبا، يتعايش مع عملية تاريخية فريدة في نوعيتها جراء تسارع معدل سرعتها وعلى نحوٍ غير مسبوق، فضلا عن انتشار تاثيرها، وشمولية تحدياتها،وانفتاح نهاياتها. وقد سبق أن أطلق عليها، المفكر العربي أنور عبد الملك، تسمية عملية تغيير العالم.

إن هذه العملية، التي لا يستطيع المرء حتى الإفتراض بإحتمالية تراجعها و/أو تباطؤ معدل تسارع وتيرتها في قادم الزمان قد أدت مخرجاتها إلى عالم يكاد يكون نقيضا لعالم آبائنا ولا نتكلم عن عالم أجدادنا. فالإنسانية صارت تتعايش مع معطيات وعلى شتى الصعد،تُثير تداعياتها مختلف المشاعر والاحاسيس من أعجاب ورهبة وذهول في أن.

 إن تزامن الاخذ بدراسات المستقبلات ومخرجات عملية تغيير العالم، دفعت عبر العقود السابقة إلى تبني مقاربات منهجية ذات غايات مستقبلية متباينة. فإبتداءً تمحورت الغاية حول التنبوء بالصورة الحتمية للمستقبل بإعتباره إمتدادا للماضي. بيد أن إتجاه كثير من المستقبليين لاحقا إلى رؤية المستقبل منفتحاعلى مشاهد بديلة ومتعددة: ممكنة ومحتملة ومرغوب فيها جعلت الغاية المباشرة تكمن في إستشراف المشاهد البديلة لمستقبل الحاضر في صيرورته المتدفقة إلى الامام.

 إن هذا التحول الهام في المقاربة ومن ثم في الغاية لم يكن بمعزلٍ عن إنتشار نزوع بين المستقبليين رما إلى إعداد الاذهان للمستقبل الذي سيأتي بالضرورة جراء دورة تعاقب أبعاد الزمان، ومنٌ ثم تحفيزالافراد والمؤسسات على التخلي عن ثقافة الاستسلام للمعطيات الكابحة للنمو و/أوالإنتظار السلبي للمستقبل الذي تفضي به الاقدار لصالح ثقافة أخرى تجعل الانحياز إلى المستقبل محورها سبيلا إلى جعل الحاضر مقترنا بأفعال إنسانية هادفة لا ترمي إلى مجرد احتواء تحديات الحاضر فحسب، وأنما أيضا إلى تحويل صورة المستقبل المنشود إلى حقيقة موضوعية انطلاقا من زمان الحاضر.

 ومما يُفضي إلى ذلك أن المستقبلي ليس هو ذلك الإنسان الذي يعيش في الحاضر ويتوافرعلى ذهنية مستقبلية إستباقية ويعمل إنطلاقا من مقاربة علمية أو أكثر من أجل إستشراف مشاهد المستقبل قبل حلوله فحسب، وإنماهو أيضا الإنسان الذي يفضي إنشغاله بالإستشراف المستقبلي إلى أن تتحقق غايات فرعية مهمة على الصعيدين الاجتماعي والرسمي.

 وتكفي الإشارة مثلا إلى دور المستقبلي في دعم عمليات التخطيط وترشيد أتخاذ القرار وهو الدور الذي يتجسد في،اولا تقديم تحليل علمي بشأن المتغيرات المؤثرة في المستقبل ومخرجات تفاعلاتها البنيوية. وثانيا، بناء افترضات علمية بشأن كيفية تبلور مشاهد المستقبل. وثالثا، أقتراح الإستراتيجية أوالإستراتيجيات،الملائمة لترجمة هذه المشاهد إلى واقع ملموس

وفي ضوء ما تقدم، نرى أنّ إدراك المستقبليين لمسؤولياتهم حيال مستقبل مجتمعاتهم وإن يُعُّد من بين أهم المدخلات التي تفسر ظاهرة إنتشارهم عالميا، بيد أن واقع الحال لا يلغي أيضا تاثير دوافع ذاتية، كالنزوع نحو إكتساب الشهرة، و/أو ممارسة مهنة تعود بمردودات مادية عالية ولاسيما في تلك المجتمعات التي تدرك جدوى إستشراف المستقبل.

المستقبليون كمفهوم

يتكرر القول أن الإنسان يٌعد مستقبليا بالفطرة، هذا لانه يفكربالضرورة في المستقبل. ومع ذلك لا يجعل الإنشغال الفطري للإنسان في المستقبل منه بالضرورة مستقبليا محترفا. فهذا يتطلب توافر شروط مسبقة. ونرى أن أبرزها يكمن في شرطين أساسيين ومهمين:

فأما عن الشرط الاول، فهو التخصص الاكاديمي في دراسة المستقبلات، والذي صارت مؤسسات أكاديمية منتشرة على صعيد العالم تتيح الفرصة لتعلمه نظريا سواء على صعيد الدراسات الاولية، و/أو العليا )ماجستير والدكتوراه(. وغني عن القول أن هذا التخصص هو الذي يسمح بعملية تعلم كيفية إستشراف المستقبل أكاديميا، ومن ثًم تحويله لاحقا إلى ممارسة تطبيقية، دائمة أو شبه دائمة، تتجسد في مهنة تعبرعن ذاتها عبر صيغ مختلفة كالتدريس و/أو التأليف و/أو تقديم الإستشارة… الخ ومن نافلة القول أن هذا التخصص الاكاديمي هو الذي يُميزالإنسان المستقبلي صاحب المعرفة العلميةعن غيره كالهواة وسواهم.

وأما عن الشرط الثاني،فهو المشاركة الإيجابية في تطوير دراسات المستقبلات. ويُعّد هذا الشرط،عند المستقبلي الامريكي سلوتر بمثابة أحد المفاتيح الاساسية التي تجعل من الإنسان مستقبليا محترفا. إضافة إلى ذلك، يرى أن المتطلبات التي تحقق مثل هذه المشاركة تكمن مثلا في الاتي : )1( الدراسة الجامعية للمستقبل، )2( المساهمة في التأليف،)3( توظيف أحدى المقاربات المنهجية لهذه الدراسات و/أو مجموعة منها،)4( التدريس وما شابه ذلك،)5( المشاركة في المؤتمرات ذات العلاقة بالمستقبلات،)6( الإبداع الاجتماعي،)7( نقل المعرفة بأسس هذه الدراسات إلى الرأي العام.

وكسواهم من اصحاب الاختصاص في حقول المعرفة الاخرى، يَفهم المستقبليون أنفسهم على نحوٍ محدّد، ولكن بتعبيرات لغوية أما عامة، أو أكثر تحديدا. فمثلا، يرى المستقبلي الامريكي إدوارد كورنيش، أنَ المستقبليين هم أولئك »… الافراد،الذين يفكرون بجدية كبرى في المستقبل«. ويذهب المستقبلي الامريكي، Halal. وبمبالغة واضحة إلى القول إنهم : »… الصورة الحديثة لانبياء العصور القديمة«.

وعلى خلاف هذه الرؤى العامة، يقدم، سلوتر، تعريفا أكثر دقة ووضوحا، فالمستقبلي عنده هو : »… الإنسان الذي تعلم أكاديميا كيفية دراسة المستقبل وصار قادرا على توظيف معرفته المكتسبة سبيلا لمساعدة سواه على أكتشاف خيارات المستقبل وبدائله. «

ونحن نتفق مع هذا التعريف،هذا لانه يميز صراحة بين المستقبليين المحترفين، وبين الهواة و/أو أولئك الافراد الذين يعمدون، من وقت إلى أخر، إلى إعداد دراسات و/أو تقارير ليس لها علاقة بالمستقبل إلا من حيث العنوان، و/أو اولئك الذين يحرصون على تسويق مشهد محدّد مسبقا للمستقبل، خدمة لاغراض مختلفة.

المستقبليون كتصنيف

لا يتفق المستقبليون على تصنيف محدد لانفسهم. ولا كذلك رأي سواهم فيهم. لذا تتعدد التصنيفات ذات العلاقة بهم. وبغض النظر عن التفاصيل، نرى أن المستقبليين يتوزعون على عدة انواع أساسية، وكالآتي :

المستقبليون المتشائمون أو المتفائلون

 تؤكد المستقبلية الايطالية ماسيني، أن جّل المستقبليين يتوزعون إلى أما متفائلين )Optimists(، وأما متشائمين )Pessimists(، وأن كلاً منهم يعمد إلى إستشراف مشاهد المستقبل على نحوٍ يتماهى ونوعية رؤيته المتفائلة أو المتشائمة.

فأما عن المتفائلين، فهم من نوعين : فأما عن الاول، فهم اولئك الذين يرون المستقبل عبارة عن مشاهد محتملة مفتوحة النهايات والذين يؤكدون أيضا أن الإنسان، إذا تصرف في الحاضر تصرفا واعيا وهادفا، فأن مخرجات أنماط سلوكه لابد أن تؤسس لمشهد مستقبلي إيجابي. وأما عن النوع الثاني، فهم اولئك الذين يجعلون من إستشراف المستقبل المرغوب فيه بمثابة المحور الاساس لاهتماماتهم. ومن أجل ذلك يعمدون إلى دعوة صناع القرار والرأي العام في مجتمعاتهم للعمل من أجل تحقيقه أنطلاقا من الحاضر.

وعلى الرغم من أن التفاؤل هو القاسم المشترك الاعظم الذي يجمع بين هولاء المستقبليين، إلا أن الاماد الزمانية لدراساتهم ليست متماثلة : فبينما يكون المستقبل المتوسط والبعيد محط أهتمام اولئك المستقبليين الذين تنصرف دراساتهم إلى استشراف المستقبلات العلمية والتكنولوجية، يكون بالمقابل المستقبل القريب والمباشر محط أهتمام اولئك المستقبليين الذين تذهب دراساتهم إلى تناول مستقبلات المؤسسات المالية والتجارية.

كذلك لا يلغي هذا القاسم المشترك أن كثيرا من المستقبليين المتفائلين يحرصون على تجنب الغرق في التفاؤل، إدراكا منهم أنّ للواقع الموضوعي السائد تأثيرا في تشكيل مشاهد المستقبل. ويعبر، إدوارد كورنيش عن ذلك بالقول إن المستقبلي المتفائل مثله »… مثل الربان )أي قبطان السفينة( يريد أن يصارع حتى النهاية، وإذا تغلب سوء الحظ )فأنه( يغرق مع سفينته«.

وأما عن المتشائمين، فهم أولئك الذين ينطلقون من رؤية تفيد أن إستمرار إمتداد الإتجاهات السلبية، التي أقترن بها ثٌمة موضوع في ماضي الزمان، إلى المستقبل يُرتب صورة له تتماهى ومضامين هذه الإتجاهات. ولعل تقرير نادي روما الموسوم بحدود النمو، والصادر في عام 1972، هو خير مثال على هذه الرؤية المتشائمة. فهذا التقرير الذي كان وما زال فريدا، انتهى إلى أن العالم في عام 2100 سيعيش كارثة حقيقية إن لم يصر إلى أتخاذ إجراءات حاسمة في الحاضر لإحتواء المعطيات التي ستؤدي اليها.

وقد لا يتفق المرء مع الرؤى التي يتبناها هذا النوع من المستقبليين المتشائمين، بيد أنها، مع ذلك، تنطوي على فائدة مهمةلا تُنكر سيما وأنٌ مضامين بعضها قد تكون مفيدة على صعيد توعية الإنسان بما قد يقترن به المستقبل من مشاهد سلبية، هذا سبيلا لدفعه إلى إحداث التغيير في الحاضر تأمينا، لمستقبل أقل سوءا في الاقل. ومن هنا قد تستوي الرؤى المتشائمة والتحذير المسبق.

وكما هو الحال مع المستقبليين المتفائلين، كذلك هو الحال مع المستقبليين المتشائميين. فعلى الرغم من أن الشتاؤم من المستقبل هو القاسم المشترك بينهم، إلا أن أماد دراساتهم ليست واحدة هي الاخرى. فالمستقبليون، الذين ينصرفون إلى البحث في القضايا الاجتماعية يعمدون إلى تفضيل المستقبل القريب، هذا على خلاف اولئك المستقبليين الخضر الذين تتجه دراساتهم إلى أن تكون بعيدة المدى.

 وفي ضوء مضامين هاتين الرؤيتين: المتفائلة والمتشائمة، نرى أنٌ الإنطلاق من إحداهما فقط قد لايساعد على إنتاج إستشراف دقيق للمستقبل. ولنتذكر أنّ الواقع السائد في كل زمان ومكان لا يتشكل جراء تاثيرمعطيات إيجابية تشجع على التفاؤل أومعطيات سلبية تدعو إلى التشاؤم. وإنما يتشكل جراء معطيات تجمع بين الاثنين. وأنطلاقا من هذه الحقيقة، جاءت دراسات العديد من المستقبليين وهي تؤكد على أنٌ المستقبل مشاهد متفائلة ومتشائمة وما بينهما في أن.

ولنتذكر، كمثال، الدراسة العربية الرائدة لخير الدين حسيب وآخرين والموسومة: مستقبل الامة العربية. التحديات والخيارات، والتي تناولت بالبحث العلمي الواقع العربي خلال أفق زماني تحدد بثلاثين عاما )2015- 1985(، وفي ضوء إحتمالاته قالت بثلاثة مشاهد بديلة للمستقبل العربي: الاول هو المشهد الاتجاهي، الذي يفترض استمرارالاوضاع العربية. أما المشهد الثاني فهو المشهد الاصلاحي، الذي يعبر عن اشكال وسيطة من التنسيق والتعاون بين كل أو اغلب الاقطار العربية. وأخيرا يدورالمشهد الثالث حول التغيير الجذري في الوطن العربي، والذي يجعل من تحقيق الوحدة العربية بصيغتها الفدرالية محوره الاساس.

ونحن نرى أيضا أن المشاهد البديلة والاساسىة للمستقبل لا تخرج عن ثلاثة : أولا، المشهد المتشائم، الذي يفيد بمعنى الامتداد الخيطي لمعطيات الواقع السلبي السائد في الحاضرإلى المستقبل. وثانيا، المشهد المتفائل، الذي يتأسس على مخرجات التغيير الجذري في معطيات الواقع الراهن. وثالثا، المشهد الذي يجمع بين التشاؤم والتفاؤل في أن، أو بين الإستمرارية والتغيير بالمعنى إعلاه. ولا يلغي هذا التصنيف الثلاتي وجود تصنيفات أخرى قالت باعداد من المشاهد تجاوزت هذه الثلاثية. فمثلا ترى دراسة : مصرعام 2020 أن مستقبل مصر سيتمحور حول خمسة مشاهد بديلة.

المستقبليون السطحيون، أو العمليون، أوالإنتقاديون

إنطلاقا من مضامين مؤلفات أعداد من المستقبليين، يمكن القول أيضا أن مجتمع المستقبليين في العالم يتكون من ثلاثة مجاميع من المستقبليين يختلفون فيما بينهم بشأن مضامين مدركاتهم للمستقبل وغايات دراساتهم، هم: السطحيون والعمليون والانتقاديون.

فأما عن المستقبليين السطحيين Pop Futurists، فهم اولئك الذين ينطلقون من رؤى للمستقبل، تتماهى ونزعات أقتصادات السوق، و/أو وتحليلات وسائل الاتصال الجماهيري، و/أوالمناخ االنفسي الداخلي السائد، ولغاية تكمن في تأمين فائدة ذاتية. لذا يؤكد، سلوتر أن رؤى هذه المجموعة من المستقبليين تتميز بإفتقارها للعمق ولا يمكن الركون إليها. وينتمي العديد من المستقبليين الامريكيين وسواهم أيضا إلى هذه المجموعة.

وأما عن المستقبليين العمليين Problem Oriented، فهم اولئك الذين يرون أنٌ المجتمعات المعاصرة صارت جراء عملية تغيير العالم، تجابه بتحديات متعددة المضامين والمستويات وأنٌ مستقبلات هذه المجتمعات تتحدّد على وفق نوعية إستجابتها لهذه التحديات. ومن هنا ينصرف اهتمامهم إلى تقديم إستشارات عملية لكيفية التعامل الرشيد مع هذه التحديات تأمينا لمستقبل أفضل. ويؤكد، سلوتر، أن هذا النمط من المستقبليين سيشكل التيارالاساس للتفكير العلمي في المستقبل والحجر الاساس لدراساتهم التطبيقية.

وأما عن المستقبليين الإنتقاديين Critical and Epistemological Futurists، فهم اولئك الذين يعمدون إلى الغوص في اعماق مواضيع اهتماماتهم لاستشراف مالاتها المستقبلية المتعددة، ويستخدمون لهذا الغرض مفاهيم ورؤى ذات مضامين نقدية. وتؤكد اراء أن ٌهؤلاء سيشكلون الجيل الجديد من المستقبليين الذين يتميزون بعمق التفكير وثراء الرؤية.

*استاذ العلوم السياسية ودراسات المستقبلات