ندم الربّ على خلق اسرائيل – اما ندم الغرب؟

لندن  »الحصاد«:

المرأة اليهودية رمز المتعة المحرّمة

هذا هو عنوان الكتاب الخامس لنقيب المحررين الياس عون، بعد »دفتر العمر« 2006، اقول الحقيقة 2008، لا شيء غير الحقيقة 2013، ثلاث سنوات نقيبا للمحررين 2016

في كتابه الجديد يكشف النقيب عون العيوب والمعاصي التي غرق فيها اليهود في مسيرتهم التاريخية والدينية والاجتماعية وقدّم براهين وامثلة من كتبهم، منها ابراهيم ببيع امرأته مرتين، ولوط يضاجع ابنتيه واسحق ايضا يبيع زوجته ويعقوب يستغل اخاه ويخدع اباه وراحيل زوجة يعقوب تخدع والدها. ومن سيئات الختان اختهم تزني وهم ينهبون، ويغدرون بأخيهم يوسف ولمرة واحدة يكون الذئب بريئا، ورأوبين يضاجع زوجة ابيه واونان يعتدي على امرأة اخيه ويهوذا على كنّته.

وندم الرب على خلق اسرائيل وقال لموسى: هذا الشعب قساةالرقاب دعني يضطرم غضبي فأفنيهم ولكن موسى اخذ يبكي ويتضرع الى الرب ليغفر لهم فوعده. ونزل موسى من الجبل والشرر يتطاير من عينيه. ورأى العجل والرقص فاتقد غضب موسى فرمى لوحي الوصايا وكسرهما في اسفل الجبل.

وقال الرب لموسى: لقد فسد شعبك، وكأن الله استحى بهم فلم يقل شعبي بل شعبك. وهنا ندم الرب على خلق إسرائيل.

ويقول النقيب عون في كتابه: وعاد الرب »يحاول اقناع نفسه» ان هذا الشعب سيتغير بعد دخوله الى ارض الميعاد حيث يستولى على المدن والمواشي فيأكل ويشبع وينصرف إلى عبادته، فأخذ يحيطه بذراعه لينصره على شعوب جبارة وكثيرة.

واحتار الرب في امر هذا الشعب. وظن انه اذا افاض على سليمان، اكبر قسط من الحكمة والمال والسيطرة يعوّض عن اخيه وابيه وابي ابيه الخ. الخ. الخ. فجعله اعظم ملك على الارض لم يكن مثله ملك لا قبله ولا بعده بالحكمة والغنى المجد والسعادة. لم يحرمه شيئا من مسرة قلبه ومشتهى نفسه حتى حسده جميع الملوك. وكان سليمان في البدء يسير بالبر، ولكنه عاد واحب الملك سليمان نساء غربيات كثيرات مع ابنه فرعون من الموآبيين والعمونيين والادوميين والصيدونيين والحثيين. وكان له 700 زوجة و300 سرية فأزاغت نساؤه قلبه وصنع الشرّ في عين الرب.

ويسأل النقيب عون: وهل رأيت مأساة اوجع من مأساة الله مع شعبه المختار؟ والجريمة الكبرى التي ارتكبها اليهود هي صلب المسيح الذي قال: احبوا اعداءكم ويقصد احبوا اليهود ايضا وكأنه يريد ان يقتل في الناس شهوة الحقد والانتقام وقال: من لطمك على خدك أدر له الايسر. ماذا فعل بكم المسيح؟ من بنى اسرائيل حتى فعلتم به ما فعلتم؟

ومن جرائم اليهود عبر التاريخ قطع رأس يوحنا الذي عمّد المسيح، وقد انتجت السينما قصة صالومي مع يوحنا المعمدان، إن لم يكن بدافع الاطلاع على فظائع اليهود اقلّه للتمتع بفتنة صالومي التي مثلت دورها في فيلم سينمائي ريتاهيوارت وهي ترقص امام الملك هيرودوس

التاريخ يقول ان صالومي، بعد ان رقصت، طلبت من الملك رأس يوحنا لكن الفيلم حوّر التاريخ وجعل صالومي ترقص لتخلّص يوحنا.

ويقترح الياس عون حلا لفلسطين، هو جعل دولة اسرائيل دولة رمزية روحية مثل الفاتيكان فتعترف بها جميع الدول بما فيها الدول العربية ويكون لها علم وممثلون لدى كل الدول، وتبقى فلسطين دولة عربية ديمقراطية علمانية يشترك فيها اليهودي والعربي على قدم المساواة كما هي الحال في لبنان.

ويتساءل عون: لماذا لا؟

اليس الكاثوليك الذين يتجاوز عددهم المليار و200 مليون هم يتمثلون بدولة الفاتيكان التي لا تزيد مساحتها على الكيلومتر مربع. وهي مع ذلك من اقوى دول العالم نفوذا واحتراما؟ والاسماعيليون انفسهم الذين يعدون عشر مرات اكثر من اليهود، اليسو ممثلين برئيس روحي، كالبابا عند النصارى يحكمهم ويديرهم حيث هم موزعون في الهند وباكتسان وايران والعراق وسوريا ومصر، وليس له من مظاهر الدولة سوى قصره في الكوت دازور؟

اذاً فلتكن تل ابيب فاتيكان اسرائيل وليكن اليهودي في فلسطين كاليهودي في لبنان ولندن ونيويورك. بهذا فقط، يؤمّن لاسرائيل علم وكيان ومعنويات، وتُعاد للعرب حقوقهم واملاكهم، وللغرب راحة الضمير وللعالم الصلح والسلام.

ماذا تريد واشنطن؟ اتريد ان تمضي الى النهاية مع اسرائيل والى أين؟

يقول عون: اذا كانت تظن انها تستطيع عقد صلح بين العرب واليهود، فهذا مستحيل سياسيا واجتماعيا. واذا كانت تظن ان باستطاعتها ان تحقق لعبد الناصر حلم الامبراطورية العربية فتدحرج امامه تيجان اصدقائها، وتسير وراءه الشعوب العربية كالقطعان، لقاء عقد صلح مع اسرائيل فهذا ايضا خيال ووهم، لانه، لا عبد الناصر ولا أي رئيس او ملك سواه مهما كانت منزلته في قلوب العرب، يجرؤ على عقد صلح مع اسرائيل، وإلاّ تعرّض لسخط الجماهير التي لا تسير وراءه الاّ لانه بنظرها يسعى الى تحقيق امانيها وهي الثأر من اليهود واسترجاع فلسطين واعادة اللاجئين الى بيوتهم. فعبد الناصر اذاً، ليس هو الذي يُسيّر الجماهير وراء رغباته، بل هي الجماهير التي تسيّره امامها وراء رغباتها الوطنية، لانها رأت فيه الاخلاص والاقدام والتجرد فأولته الثقة والمحبة والطاعة. اما اذا خان الامانة فانها تهدمه حالا وتطفيء نجمه.

قيمة الكتاب انه يغوص في تاريخ اليهود الاسود الذي ينبش فضائحهم وفظائعهم التي يخجل منها الناس في كل زمان ومكان، ويتطرق الى جانب سياسي من خلال علاقة الغرب بعدم الندم على قيام اسرائيل، كما يتناول قضايا دينية وتاريخية واجتماعية خصوصا لجهة عدم احترام المرأة اليهودية التي لم تكن اكثر من سلعة أو مجرد خادمة جسد.

النقيب عون يستحق التهنئة على هذا الاصدار الخامس المنوّع خلال احد عشر عاما ولن يتوقف عن العطاء الجديد.