جوائز الحدث

يكتبها: نعيم تلحوق

كل جائزة تقدّم لمبدع هي خير مسلك لدعم الثقافة، أيّاً كان مصدرها…حتى ولو كانت الجهة المانحة سلطة ثقافية لها تقديرها الخاص بها، أكثر ممّا هو شائع…فالواقع الثقافي لا يعكس بالضرورة الفعل الثقافي أو الحدث الأدبي والعلمي…

فإذا كانت »نوبل« لها وهجها الثقافي منذ أنشئت هذه الجائزة التي أخذت صدى، بحجم المال الذي يُعطى للكاتب؛ وهي أغلى جائزة نقدية…تقدّم حتى يومنا هذا، وإذا كانت هذه الجائزة التي تمنحها الأكاديمية السويدية للإبداع، قد أصبحت مساراً عالمياً، فهذا لا يعكس بالضرورة القيمة الفعلية للعمل الممنوح، وقد يتحكّم بوظيفتها المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وظروف وأحداث تخرج عن طبيعتها.

لهذا، تبقى الجائزة رسماً يُمنح لكاتب أو عالم أثرى تجربته الأدبية الواقع الثقافي، لكن ليس بالضرورة قيمة العمل الإبداعي.من هنا تتحكم السياسة في واقع الجوائز وهذا طبيعي…وقد سارت في بعض الدول العالمية والعربية منهجاً لاستقراء الحدث الثقافي وما يعنيه سياسياً لا إبداعياً…

أنا من مشجعي مثل هذه الجوائز مهما كان حجمها ووزنها، سواء للمانح او الممنوح…الغاية إنها تفي بغرض تشجيع العلم والأدب.وهذا ما أدعو أن يتكاثر في عالمنا العربي بإنشاء جوائز على أكثر من مستوى حتى ولو أخذت طبيعتها السياسية، ولدينا الإمكانيات الأكاديمية والإبداعية لتحقيق هذا الغرض »فنوبل« لها سياستها، ونحن في العالم العربي أيضاً لنا سياستنا وفهمنا وتجربتنا، ومن غير اللائق أن نشتم الجائزة مهما كان مانحها، سيّما إذا كانت تتعلق بالثقافة تواصلاً، والإبداع حركةً…وإذا كان بمقدورنا كعالم عربي أن نفعل شيئاً، فهو تقليد السويد والنروج وألمانيا وفرنسا والدول التي تبحث عن دعم الثقافة، على أن تكون وظيفتها أقل تسييساً وأكثر إبداعاً…