رحيل دبلوماسي لامع – الدكتور محمد شاكر

فقدت الدبلوماسية المصريه رجلا من المع رجالها وهو الدكتور محمد شاكر سفير مصر الأسبق في المملكة المتحده لعدد كبير من السنوات، وكان ايضا في الحقبة الأخيرة منها عميدا لمجلس السفراء العرب. وكان ينتظر ان ينقل بعد تلك الفترة الى مسؤولية أخرى، ولكن الجالية المصريه تمسكت به في لقاء مع الرئيس الأسبق مبارك، فاستجاب لطلب الجالية وأمد له في البقاء في موقعه بالعاصمة البريطانية، وقد امتدت الى تسع سنوات. كان الدكتور محمد شاكر يمثل اضافة جديدة للعمل الدبلوماسي والسياسي باهتماماته الفكرية والثقافية، فهو علاوة على عطائه السياسي كان له عطاء اضافي في مجال البحوث والدراسات، ومن ذلك العطاء تقديمه لعدة محاضرات حول الطاقة الذريه، واتفاقية حظر انتشار الاسلحة النوويه، وقد ساهم بذلك في البرنامج الثقافي للنادي العربي في بريطانيا، وكذلك في برنامج جمعية الجالية المصريه. أقام المركز الثقافي المصري في لندن تحت رعايته حفل الأعلان عن قيام )جمعية أصدقاء الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين( حضرها نخبة من رجال الفكر والثقافة كما حضرها الراحل الكبير عبدالمحسن القطان وهو أحد الداعمين الكبار لهذه الجمعية، كما أقام المركز تحت رعايته ايضا حفل استقبال لكتاب جديد عن الحركة الوطنية المصريه للدكتوره هدى جمال عبدالناصر وهو موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها، كما أقام أيضا حفل ظهور كتاب جديد لكاتبه لبنانية. حين عاد الى مصر عمل مع سفراء اّخرين منهم السفير عبدالرءوف الريدي لتشكيل مجلس مصري للشؤون الخارجية يكون رديفا بحثيا وشعبيا مساندا للدبلوماسية المصريه. كان وجها باسما، وراعيا امينا، وجهدا خارقا لمصر وللعروبه.

من المعروف انه كان المرشح المصري في انتخابات الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1997، ولكن الولايات المتحدة قامت بدعم الدكتور البرادعي في مواجهته. رحم الله الدكتور محمد شاكر وألهم اسرته وتلامذته ومحبيه، الذين يعرفون جهده وطاقته، وتدفق مشاعره الوطنيه والعربيه والانسانية الصبر والسلوان. حقا انها خسارة سياسية ودبلوماسية وأيضا فكريه وانسانية.