وعادت طبول الحرب تدق

تطالعنا الأخبار القادمة من واشنطن ولندن وباريس، وانظمتها لها برلين، باستعدادات لتجهيز حملات ضد سوريا، للبارجة الامريكية العملاقة تصل لقبالة الشاطئ السوري لتكون جاهزة للضربة المتوقعة وكذلك الغواصات البريطانية حاملة صواريخها لنفس الغرض، كل ذلك بدعاوى لم تعد تنطل على طفل صغير. فهي تعيدنا الى تمثيلية الحرب العالمية على العراق في أواخر القرن الماضي، ومبررات الاجتياح والاحتلال الامريكي ـ البريطاني في 2003 م

فهي هي نفس القصص ونفس المبررات،،، الاستعمار الغربي المتمثل بامريكا وحلفائها ومن يسيرون بركابها يتباكون على حقوق الانسان )السوري!!( والديمقراطية التي لا تطبق!! والادعاء باستخدام السلاح الكيميائي الذي يتجرأ النظام على قتل أبناء بلده به!!

نفس السيناريو وجهه الامريكان للعراق ويوجهه الآن لسوريا، ورغم ان المفتشين الدوليين لم يجدوا اثرا لهذا السلاح في العراق الا انهم قرروا ان ينسبوا شعب العراق وان يحطموا كل البنى التحتية التي بناها الشعب على مدى سنوات طويلة من عمر الدولة العراقية، وأصروا ان يفرغوا العراق من العقول التي قد تعيد بناء الوطن ،،، قتلوا الكثير من العلماء والمتخصصين واساتذة الجامعات، وان أرادوا الحياة عليهم اللجوء )للغرب( الذي تعاطف معهم وآواهم ووفر لهم أمناً والثمن ان ينسوا انه كان لهم بلد ووطن وأهل،،واليوم تعود النغمة نفسهاعلى سوريا رغم انها قد سبقت بحرب اهلية قائمة الان وبالكثير من الدمار الذي تفشى في طول البلاد وعرضها، الا ان ذلك لا يكفي،،، يجب ان يدمر كل ركن وان لا يبقى من يقول ان )وطني سوري،،، عربياً كان أم من أصول اخرى( احبوا البلد، ولدوا ونشأوا فيها وكانت حصنهم الذي لا يتنازلون عنه.

الغريب في الامر، ان من يتباكون على المساكين الذين تعرضوا للسلاح الكيميائي هم أنفسهم الذين قتلوا الشعب العراقي )بالبليتيديورانيوم( في جنوب العراق ووسطه، وهم من قتل أهل الفلوجة )بالفوسفور الأبيض( ولَم يرف لهم جفن!!! )حقوق الانسان( شعار يلوح بهمن يحضرون لقصف اَي بلد عربي ويرسلون البوارج والصواريخ الذكية وكل أسلحة الدمار ليزيحوا أنظمة لم تعد تتبع تعليماتهم،،، فهلا فكروا بحقوق الشعب الفلسطيني الذي شردوه ونفوه من ارضه وحولوه لمجاميع من اللاجئين ؟ واستكبروا عليه ان يطالب ببعض من حقوقه التي اغتصبوها؟؟ فجلاوزة اسرائيل والمستوطنون الصهاينة يتفننون في قتل الأطفال والشباب والشيوخ واغتصاب متأصل اليه أيديهم من بشر وشجر، فهل ستتحرك جيوش الغرب للدفاع عن الشعب الفلسطيني ومطالبة اسرائيل باحترام حقوق الانسان؟؟؟

حين يصل هذا العدد قد تكون الحرب قائمة،،،، وان كان هناك أمل بعكس ذلك ففي شعب يناضل وضمائر ما زالت حية ان في الشرق أو الغرب.