تأملات رمضانية: افة امتنا النسيان

في رواية اولاد حارتنا للأديب نجيب محفوظ لازمة تتبع نهاية كل فصل من فصول الرواية وهي :

آفة امتنا النسيان ،،، قرأناها شبابا يافعين ولَم نكن ندرك بعدها الإنساني العميق حتى كبرنا سناً وأدركنا ان الآمال لا تتحقق في الأحلام،،، وإنما تنشأ على أرض الواقع،،، وواقع امتنا )افته النسيان(

نسينا ان الرسول العربي محمد صلع حين بعث بالرسالة المقدسة – رسالة الاسلام – لم يكن يحلم بمال أو سلطان،، كان يخلو بنفسه ليتفكر بأمر السماء والأرض، الحياة والموت، العدل والظلم، خلق الأكوان  والكائنات بتنوعها، تشابهها واختلافها، ادراك الإيمان بالخالق الواحد الأحد أو الشرك به كما كان قومه الذين عبدوا الأوثان  وادعوا انها تقربهم لله،،

وحين أكرمه الله وهداه وانزل على صدره القران الكريم،،، لم يجلس متأملا حالما وإنما تمسك به بقوة وناضل ومن آمن معه من المسلمين في تحقيق الحلم ليكون واقعا يؤسس لأحلام كثيرة تراود شبابا يبنون أمة وأوطانا.

ولان افة امتنا النسيان،،  يحدثنا القرآن الكريم عن الرسل والانبياء من عهد آدم ونوح وعن اقوام هلكت لانها نسيت عاقبة السوء الذي اقترفته الأمة التي سبقت فأبيدت وانشا الله بعدها قوما اخرين،، وبعث رسلا لتلك الأقوام ولكن لا يتذكرون ولا يتعضون.

في كل سنة يهل رمضان ويحتفل به المسلمون في كل مكان… يختلف الاحتفال من مكان الى اخر،، نعم يتفقون بالصوم والصلاة وقراءة القرآن وريادة المساجد وتقديم ما تيسر لهم من صدقة،،، يبرؤوا ذمتهم امام أنفسهم بأنهم أطاعوا الله والرسول.

ينتهي الشهر فيعودوا سيرتهم الاخرى،، تصدمهم حقائق الظلم المتسلط على اغلب بلاد العرب والمسلمين فلا يحركوا ساكنا، هذا ان لم يكونوا جزءاً من هذه الآلة الظالمة، يَرَوْن الأطفال يذبحون امام اعينهم فيمصمصوا شفاههم، وقد يذرفون دمعة تعاطفا ورحمة،،، يَرَوْن الاوطان تتمزق فلا يعنيهم امرها الا بمقدار ما يحققونه من ربح وخسارة،  يحسبونها،، هل نواصل البقاء ام نهرب لبلد آمن لا يلاحقنا فيه احد؟

المرعب في كل ذلك ان شعوبنا فقدت كنزا ليس باستطاعتهم استرداده وان جهدوا،،،، الكرامة،،، الكرامة

 وذلك لان افة امتنا النسيان