على أمل ألا يروضهم البرلمانيون اللبنانيون المخضرمون- النواب الشباب في مواجهة التحديات

سامي الجميل يرسم »خارطة الطريق«.. وبولا يعقوبيان تشق دربها

الثلاثي فتفت ونديم الجميل وسليم خوري يكثفون حضورهم.. التلفزيوني

غسان الحبال

سامي الجميل: إصرار على الدور التشريعي

تقول عضو البرلمان اللبناني الجديد بولا يعقوبيان ان »ما اقوم به في ملف النفايات ليس من اجل الاستعراض بل يهدف إلى الوصول إلى الوعي الكامل لمتابعة هذا الملف الذي فيه ارباح عالية«.

واذا كانت أزمة النفايات في لبنان هي أزمة مزمنة، فإن الجديد الذي نحن في صدده هو الدور الذي يمكن أن يتصدى له النواب الشباب مساهمة في حل الأزمات المزمنة التي يعاني منها لبنان، على أمل ألا يكون هذا الدور استعراضيا كما ألمحت النائب يعقوبيان، وألا يعمل النواب المخضرمون أو »العتق« على ترويض الشباب الجدد وإخضاعهم.

النواب الشباب والتغيير

لا يشكل النواب الشباب قوة تغييرية كبرى، لاسيما أن عددهم قليل، وهم من مضارب ومشارب سياسية مختلفة، فمن هم هؤلاء وما هي توجهاتهم؟

أعطت الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة الفرصة لكفاءات وطاقات شبابية، فمن الجنوب إلى الشمال فاز ستة شبان جدد بمقاعد نيابية هم: تيمور وليد جنبلاط، طوني سليمان فرنجية، إبراهيم سمير عازار، محمد طارق المرعبي، سامي أحمد فتفت وسليم الخوري، فضلا عن الإعلامية بولا يعقوبيان، وهم عمليا إنضموا إلى النائبين الشابين سامي ونديم الجميل اللذين دخلا الندوة البرلمانية في العام 2009:

سامي فتفت:

نائب عن المقعد السني في الضنية، مواليد 1989، نجل النائب السابق الدكتور أحمد فتفت. درس الاقتصاد في باريس وعاد إلى لبنان حيث أكمل دراسة الماجستير. رجل اعمال، عمل 3 سنوات بين الرياض وعمان ودبي، وعاد إلى لبنان لينخرط في العمل السياسي.

طوني فرنجية:

نائب عن المقعد الماروني زغرتا، مواليد زغرتا 22 أيلول 1987، هو إبن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. يحمل إجازة جامعية في الاقتصاد من جامعة البلمند، وماجستير في الاقتصاد المالي من جامعة »سيتي يونيفرسيتي« في بريطانيا.

محمد طارق المرعبي:

نائب عن المقعد السني في عكار، مواليد بلدة عيون الغزلان 1985، هو نجل الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، تخرج في الجامعة الاميركية في بيروت ونال بكالوريوس في ادارة الاعمال، واستكمل شهادة الماجستير في إدارة الاعمال في الجامعة اللبنانية الاميركية، ثم انتقل

بولا يعقوبيان: ما أقوم به ليس استعراضا

إلى لندن لمتابعة دراسته في القانون والمحاسبة، قبل ان ينتقل إلى باريس لنيل الدكتوراه في إدارة الأعمال. عمل في لندن وجنيف ودبي، وكنائب رئيس مصلحة في مصرف لبنان.

تيمور جنبلاط:

مواليد عام 1982، نائب عن المقعد الدرزي في جبل لبنان، وهو النجل البكر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، من زوجته الأولى جيرفيت، تخرج في الجامعة الأميركية في بيروت في اختصاص العلوم السياسية، وأكمل دراساته العليا في جامعة السوربون في باريس، واكب رحلة والده السياسية، وكان يظهر في الأنشطة السياسية والحزبية، ليجد نفسه لاحقا وريثا للزعامة الدرزية.

ابراهيم عازار:

مواليد 1975 جزين، ولد وترعرع فيها، نائب عن المقعد الماروني. درس في مدرسة الأنترناشيونال كولج IC في بيروت ونال إجازة الحقوق ودبلوم دراسات عليا من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. ابن بيت سياسي وخدماتي، والده المرحوم النائب السابق سمير عازار المعروف بإنجازاته وبعمله الإنمائي والاجتماعي والإنساني لمنطقته.

سليم الخوري:

مواليد عام 1980، المحاربية قضاء جزين، نائب عن المقعد الكاثوليكي. حائز شهادة دكتوراه في الصيدلة من الجامعة اللبنانية الاميركية، بيروت، وزاول مهنة الصيدلة في صيدليته الخاصة. عضو المجلس الاعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك. انخرط في العمل السياسي منذ دراسته الجامعية، ومن ثم في العمل النقابي، فضلا عن نشاطه السياسي والاجتماعي في قضاء جزين وجواره.

بولا يعقوبيان:

مواليد 1976، نائب عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى. إعلامية بدأت نشاطها الإعلامي كمذيعة ومقدمة أخبار في العام 1995 في محطة ICN اللبنانية )تلفزيون لبنان(، بعدها كان لها محطات مهنية بارزة في المؤسسة اللبنانية للإرسال، إم تي في، راديو وتلفزيون العرب، قناة الحرة حيث اقترنت بمدير القناة آنذاك الإعلامي موفق حرب لينجبا ابنهما بول قبل طلاقهما في العام 2016، تلفزيون المستقبل فتلفزيون الجديد، حين أعلنت إنضمامها إلى حزب 7 والتقدم بترشيح نفسها لخوض الإنتخابات النيابية.

نديم الجميل:

مواليد سنة 1982، نائب في البرلمان اللبناني منذ العام 2009، هو نجل رئيس الجمهورية السابق بشير الجميّل الذي اغتيل قبل أن يتسلم الرئاسة، والنائبة السابقة صولانج الجميّل، كما أنه عضو في حزب الكتائب اللبنانية. بدأ دخوله إلى عالم السياسة أثناء فترة التواجد السوري في لبنان من خلال المشاركة في التظاهرات المناهضة للنظام السوري وتنظيم الاعتصامات مع الفصائل الأخرى المناهضة للسوريين داخل الجامعات.

سامي الجميل:

سامي الجميل نائب في البرلمان اللبناني منذ العام 2009 ، رئيس حزب »الكتائب اللبنانية«، نجل رئيس الجمهورية السابق الرئيس امين الجميل، ولد في بكفيا، العام 1980. حائز على إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف سنة 2002، وعلى الدراسات العليا في القانون

النائب سامي فتفت: حضور تلفزيوني مكثف

الدستوري من الجامعة نفسها سنة 2005، في العام 2003 ترأس مصلحة الشباب في الحركة الإصلاحية الكتائبية، وفي العام 2005 شارك في تأسيس »حركة لبناننا، تولى قيادة مجلس الشباب والطلاب في حزب الكتائب سنة 2007، ثم عين منسقاً عاماَ للجنة المركزية سنة 2008.

سامي الجميل.. خارطة الطريق

من الموضوعية الاعتراف بأن النائب الشاب سامي الجميل الذي دخل البرلمان في العام 2009، خلفا لشقيقه بيار الجميل الذي قضى اغتيالا، شكل ويشكل ظاهرة إيجابية نموذجية في هذا المجال منذ دخوله الندوة البرلمانية، ويمكن اعتباره قدوة للنواب الشباب، لجهة متابعته بعناد الكثير من الثغرات التشريعية والأزمات الاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها الناس، بصرف النظر عن المناورات والأهداف السياسية التي تكمن وراء إثارته لهذه القضايا والتي لا تنتقص من جدية متابعته لها وحرصه على إحداث التغيير المنشود

تشكل طروحات ومواقف النائب الجميل العملية، ما يمكن تسميته بـ»خارطة طريق« للنواب الشباب الجدد، في ما لو أرادوا إثبات وجودهم والتزامهم مهامهم التشريعية وحضورهم الوطني الفعلي والمفعال داخل الندوة البرلمانية.

أما أبرز معالم »خارطة الطريق« التي رسمها سامي الجميل فيمكن تحديدها بالمواقف الآتية

1 – لا حياة ديمقراطية من دون محاسبة ومساءلة وجردة حساب ومشروع ومواطن يراقب، وحياتنا الديمقراطية لن تصطلح الا بتحقيق هذه الشروط، ولذلك فأنا مصر على القيام بالعمل التشريعي حتى آخر لحظة.

2 – نحن في خدمة لبنان وخدام عند الشعب اللبناني ولا نستحي بذلك، وإن اختيار النائب يجب ان يكون مبنيا على المشروع والاداء.

3 – ان عملنا مبني على وقائع وارقام لنقدم نموذجا جديدا للعمل السياسي في لبنان.

4 – اننا نحلم بحياة سياسية جديدة ونوعية جديدة من التعاطي في العمل السياسي وبأن يحمل أي مرشح للنيابة مشروعا.

5 – ان التحدي الأهم هو الا نساوم على الحق وتطبيق الدستور والالتزام بالدستور والحلم ببلد حضاري.

6 – إن التحدي الاكبر ان نلتزم الاخلاق في العمل السياسي.

7 – إن هدفنا هو اعادة بناء الثقة بين الناس والحياة السياسية، وهي مفقودة اليوم جراء التقلب في المواقف والكذب على الناس.

8 – نقدم نموذجا جديدا بالتعاطي السياسي مبنيا على المحاسبة والرقابة وتقييم الاداء والالتزام بالمشروع.

9 – نؤمن ان التغيير يأتي من الاسفل إلى الاعلى ورهاننا على الناس وعلى المواطن الحر الذي نضع فيه ثقتنا.

يعقوبيان.. خارج السرب

واليوم، وفيما يؤكد النواب الشباب، حضورهم الإعلامي بشكل شبه يومي في مختلف وسائل الإعلام، في انتظار تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، وأخص بالذكر هنا النواب سامي فتفت ونديم الجميل وسليم خوري، تبدو النائب بولا يعقوبيان وحدها التي تسير على خطى النائب سامي الجميل، مغردة خارج سرب الشباب البرلمانيين الجدد، ومستندة إلى خبرتها المهنية كإعلامية لتتصدى بشكل عملي لملف النفايات، ولتطالب رسميا بتصحيح وتحديد المهمات التشريعية للنائب اللبناني.

وتقول يعقوبيان بعد جولة ميدانية على مطمر نفايات برج حمود: »هناك مشكلة ليس فقط في برج حمود انما في الكوستابرافا وصيدا و طرابلس .. اذا كانت المشكلة أبعد من متعهد مطمر برج حمود علينا ان نعرف ويجب محاسبة المسؤول لان هذه المسألة جدية وتهدد صحتنا.. البلد

النائب نديم الجميل.. تحت الأضواء دائما

منهوب ومنكوب وهناك امر مريب ضد مصالح الناس«.

وأتبعت يعقوبيان خطوتها هذه بخطوة قانونية وعملية لتشير من خلالها إلى أنها ذاهبة في هذا الملف حتى النهاية، حيث حضرت أمام النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، وإدعت بصفة شخصية ضد مجهول في ملف النفايات، وطالبت الرئيسة عون بالتوسع في التحقيقات.

وفي وقت لاحق وسعت يعقوبيان إطار تحركها النيابي التشريعي، حين بادرت إلى التقدم باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تعديل المادة 106 من نظام مجلس شورى الدولة، والذي كان قد تقدم به النائب السابق بطرس حرب والهادف إلى منح النائب في المجلس النيابي الصفة والمصلحة لطلب ابطال الأعمال الادارية في حال تجاوز حد السلطة، ومن بينها المراسيم والقرارات التنظيمية ومراسيم منح الجنسية، وشددت على حق النائب المشروع بذلك تماشيا مع مهامه وعمله المرتبط بالمراقبة والمحاسبة.

سؤالان لابد منهما

وفي انتظار نجاح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تجاوز المطبات السياسية وتفكيك عقد المحاصصة وتشكيل الحكومة، تبدو مهمة النواب الشباب عسيرة وسط أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية مزمنة، ويبقى السؤال الأساسي: هل سيتمكن النواب الشباب، إن تكتلوا في ما بينهم، من مواجهة التحديات المتمثلة بتصحيح وتطوير التشريعات والقوانين التي يفترض بها تطويق ومكافحة الفساد المستشري في طول البلاد وعرضها، وإعادة وضع لبنان على مسار التطور الحضاري الذي تخلف عنه كثيرا وطويلا؟

أما السؤال الأبرز فهو: هل سيتمكن البرلمان الجديد، بالتعاون مع حكومة جديدة مرتقبة من إنقاذ لبنان. وإعادة النهوض به قبل فوات الأوان؟