حكاية النشيد الوطني الجزائري

احتلت فرنسا الجزائر عام 1930، وتوالت انتفاضات الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، ولم تكن الثورة تخبو الا لكي تشتعل من جديد،  وفي ذروة الثورة الأخيرة قبل الأستقلال عام 1956، قام )عبان رمضان( وهو احد قادة جبهة التحرير الجزائرية التي قادت الثورة بتكليف الشاعر الجزائري )مفدى زكريا( بكتابة النشيد الوطني للجزائر، وخلال يومين كان قد انتهى من كتابة النشيد، ونال اعجاب القادة في جبهة التحرير، فعهدوا الى اكثر من ملحن لتلحين كلمات النشيد بشرط أن يكون اللحن في قوة الكلمات، ووقعها في الوجدان الوطني والقومي، وسمع بالأمر الفنان محمد فوزي، فبادر بوضع اللحن وتسجيله بعد ان تحمل تكاليف الفرقة الموسيقية، وقام باهداء اللحن للقادة الجزائريين تأييدا ودعما لها وقد استمعوا الى عدة الحان لكنهم أعجبوا بلحن محمد فوزي، ووجدوا في موسيقاه التعبير الذي يبحثون عنه في قوة التأثير وقدرته على

شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا

التعبئة، ولذلك اعتمدوه النشيد الوطني الرسمي للجزائر.

 وقد اعترضت فرنسا على الزج بها في كلمات النشيد ولكن قادة الجزائر لم يستمعوا الى اعتراضها. هذا العام اهدت الجزائر وسام الأستحقاق لأسم محمد فوزي وأطلقت اسمه ايضا على المعهد العالي للموسيقى في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد محمد فوزي.

قسماً هو النشيد الوطني الجزائري. بدأ استعماله عام 1963 أي بعد استقلال الجزائر من فرنسا،  في أثناء الاستعمار الفرنسي رأى عبان رمضان أن من الضروري كتابة نشيد خاص للجزائر فتشاور مع مفدي زكريا، ووافق هذا الأخير على كتابة الكلمات فتمت يوم: 25 أبريل1956.

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

نحن جند في سبيل الحق ثرنا

وإلى استقلالنا بالحرب قمنا

لم يكن يصغى لنا لما نطقنا

فاتخذنا رنة البارود وزنا

وعزفنا نغمة الرشاش لحنا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

نحن من أبطالنا ندفع جندا

وعلى أشلائنا نصنع مجدا

وعلى أرواحنا نصعد خلدا

وعلى هاماتنا نرفع بندا

جبهة التحرير أعطيناك عهدا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

صرخة الأوطان من ساح الفدا

فاسمعوها واستجيبوا للندا

واكتبوها بدماء الشهدا

وأقرؤوها لبني الجيل غدا

قد مددنا لك يا مجد يدا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا..