صيدا تكرِّم إبنتها فايزة أحمد بصوت المطربة رضوى سعيد

صيدا ـ نعيم تلحوق

في أجواء طربية رائعة تعيدنا الى خمسينيات وستينيات القرن الماضي إختتمت صيدا مهرجانها السنوي مساء الثاني من أيلول الجاري بعد أمسيات غنائية ناجحة جداً في حفل حاشد كرّمت فيه صيدا إبنتها المطربة الخالدة فايزة أحمد الرواس عبر إستعادة أغانيها بصوت مطربة دار الأوبرا المصرية رضوى سعيد وذلك برعاية وزارتي الثقافة اللبنانية والمصرية وبحضور فعاليات سياسية وثقافية وإعلامية.

فايزة أحمد التي ولدت وترعرت في صيدا حتى سن الحادي عشر ثم انتقلت الى حلب ودمشق حيث غنّت في الإذاعة السورية وبعدها الى العراق فكتب لها أهم الشعراء، إنتقلت بعدها الى القاهرة حيث اعتمدتها الإذاعة المصرية وهناك تعرّفت على أكبر الموسيقيين والملحنين محمد عبد الوهاب، كمال الطويل، رياض السنباطي، ومحمد الموجي، كما كتب لصوتها أكبر الشعراء نزار قباني وحسين السيد الذي كتب لها أغنية  »ست الحبايب« فكان في رصيدها أكثر من 400 أغنية، كما كانت لها مشاركات سينمائية لأكثر من ستة أفلام، حياة ممتلئة بالإنجازات والجوائز ثمّ توثيقها في فيلم قصير وتمّ عرضه في بداية الحفل.

بقيادة المايسترو أندريه الحاج و28 عازفاً و4 مؤديين كورس، صدح صوت المطربة رضوى سعيد بإبداع وشغف أخذنا من نهر الأولي الى نهر النيل وأخذنا من زمننا الحزين الى ذلك الزمن الجميل فغنّت أنا قلبي إلك ميّال، يا غالي عليّ يا خوي، يا تمر حنّة، بتسأل عليّ ليه، أخد حبيبي، هان الود التي خصّصها محمد عبد الوهاب لها، أسمر يا اسمراني التي غنّتها فايزة أحمد لعبد الحليم حافظ في فيلم  »الوسادة الخالية«، يامّا القمر عل الباب، وبيت العزّ التي أهدتها الى لبنان وختامها مسك مع  »ست الحبايب« الأغنية الخالدة التي سمّتها المطربة سعيد بأنها أغنية العالم العربي.

رضوى سعيد التي رشّحتها وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم لتقدّم لنا من أجمل أغاني كروان الشرق إستطاعت أن تسحر الجمهور بصوتها القوي، مطربة أوبرالية بإمتياز، كان أداؤها ساحراً ألهب الجمهور الذي تفاعل بحب كبير وبحسّ فني عالي يثبت أن الطرب الأصيل هو الفن الخالد وهو اللغة التي تتجاوز الحدود وتجمع الشعوب على الحب.