السادس من تشرين أول أكتوبر

هذا التأريخ يعني الكثير، ليس لمصر والمصريين فقط، وانما لكل مواطن عربي من الخليج العربي وحتى المحيط الاطلسي.

انا لست ممن يجترون التاريخ ولا ممن يودون ان يعيدوا بطولات وأياماً كانت ما زالت مفخرة لكل وطني عروبي مخلص لوطنه وأمنه… إلا انني لا يسعني أن أنسى ما حدث ولا أنسى الفرحة الغامرة التي تنشقنا عبيرها وقلوبنا ترتجف… أملاً… وفخراً… وعزاً… واحساسا براحة تزعرد في دمائنا وتصرخ… الله أكبر والعزة للعرب.

على مدى خمس واربعين سنة… تحتفل مصر بانتصار طالما انتظره وعمل له المخلصون… قيادات وجنوداً ومواطنون، وكان رائدهم حلم… حلم الانتصار واسترداد الارض التي اغتصبها العدو الإسرائيلي وبدعم القوى العسكرية والمادية والدبلوماسية الغربية…

يحق لكل الشعب العربي في مختلف اقطاره ان يحتفل بهذا الانتصار… ولكن… ماذا يعني عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف؟ وما هي الدروس التي نستقيها منه؟

ثم كيف كانت الاستعدادات العسكرية والبشرية والاساليب التي اتبعت لانجاز النصر؟. وهل بإمكان عرب اليوم أن يأتوا بانتصار مثله؟!

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله آمن بأن أمن مصر وسلامها لن يتأتى إلا بأمن البلاد العربية جميعها… والجماهير العربية يومها كانت تؤمن ان لم تنتصر مصر فلن يكون هناك انتصار في أي قطر عربي.

من هذا المنطلق… شارك كل قطر بامكانياته قدر ما توفر له… فمن معلومات الارشيف العسكري العراقي كانت الطائرات المصرية تفد الى معسكر )الشعبية( لفحصها ووضع قطع الغيار التي تحتاجها وكذلك للقيام بتدريب عدد من الطيارين المصريين ورفع مستوى كفاءتهم استعدادا للمعركة. وكذلك مشاركة فعلية من الطائرات والطيارين العراقيين حيث رابطوا لأكثر من ستة أشهر في الخطوط الامامية بمواجهة خط بارليف وقاموا بمهمات فعالة منذ اللحظة الأولى للمعركة وحتى نهايتها… ولا نستثني القطعات التي شاركت من اقطار المغرب العربي ومن المتطوعين للعمل من المغرب العربي والجزائر وليبيا… ثم الجبهة السورية بجيشها وبمساندة فعالة من الجيش العراقي حيث تحدى الجيش الإسرائيلي وغطرسته.

ما أود قوله إن انتصاراً بهذا الحجم ما كان  يتم دون وحدة الهدف بين الاقطار العربية ومصر… وما زال الشعب العربي يطالب بانتصارات اخرى حتى يتحقق حلم الأمن والأمان لكل العرب وفي مقدمتهم شعب فلسطين الصامد المقاوم لابشع احتلال في التاريخ.

العدد 87 – تشرين الثاني 2018