مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة – الدورة 27

استقبال حافل ومثير لنجمة نجوم الطرب ماجدة الرومي

أمين الغفاري

شهدت القاهرة في بداية شهر نوفمبر الماضي حدثا فنيا رفيعا، وهو مهرجان الموسيقى العربية في دورته 27، وعقد بجانبه مؤتمر للموسيقى العربية. ظهر على مسرح المهرجان عدد كبير من رموز وأساطين فن الموسيقى والغناء في الوطن العربي، وقدمت العروض على مسرحي الأوبرا الكبير والصغير ومسرح الجمهورية ومسرح معهد الموسيقى العربية وأوبرا الإسكندرية وأوبرا دمنهور والمركز الثقافي بمدينة طنطا في عطاء وثراء يمتد على أرضية مراكز ودور فنية في أكثر من محافظه. حضر حفل الأفتتاح وزيرة الثقافة المصرية ايناس عبدالدايم،

لوحة المهرجان
تصدرت الميادين للأعلان

ورئيس دار الأوبرا مجدي صابر ومديرة المهرجان الفنانة جيهان مرسي. أما نجوم الغناء فكان منهم من الوطن العربي المطربة

لطيفة وصابر الرباعي )تونس( وعاصي الحلاني ورامي عياش ووائل جسار)لبنان( همام ابراهيم وفرات قدوري وفرقته الموسيقية)العراق( وحيد ممدوح )الأردن( ورامي عبدالله من )السعودية( نوال من )الكويت( ووحيد الخان )البحرين( وكان من المصريين هاني شاكر ومدحت صالح وعلي الحجار ومحمد الحلووايمان البحر درويش ونادية مصطفى وايمان عبد الغني ومروة ناجي وصابرين النجيلي وآخرين من مطربي ومطربات دار الأوبرا في مصر. كان من أبرز مفاجآت المهرجان حضور نجمة الغناء الكبيرة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي بعد غياب طويل امتد الى أكثر من خمسة عشر سنه، وقد ظهر اثر ذلك واضحا في نفاذ بطاقات امسيتها في وقت مبكر جدا من تاريخ السهرة التي قامت باحيائها.

أهداء هذه الدورة الى بهجة الغناء ورنة الشجن

الفنانة الراحلة شـاديـة

تم اهداء هذه الدورة من المهرجان رقم )27( بكم كبير من التقدير والامتنان الى فنانة اسعدت جمهورا كبيرا على مستوى الغناء والطرب والأداء التمثيلي اللافت والمبهر، الفنانة القديرة الراحلة )شادية(، عرفانا بدورها وتقديرا لأسهاماتها وعطائها المتميز على اصعدة متعددة، وعلى مساحة عريضة من الزمن، كانت فيه شعلة مضيئة في سماء الفن الراقي والمحترم

تكريم واجب لفنانين كبار

برزت اسماء فنية أخرى لها تاريخ في العمل الفني، واكتسبت بعطائها معنى التميز والأضافة، ولذلك عني المهرجان في دورته تلك بتكريمها، حتى وان كانت قد رحلت، ولكن استمر اسهامها باق كمرشد ومعلم ومن هذه الشخصيات الموسيقار اللبناني الراحل حليم الرومي )والد الفنانة ماجدة الرومي( واسم الموسيقار المصري الراحل ميشيل المصري وعازف الكمان المصري الراحل سعد محمد حسن، ومن الشخصيات التي مازالت تقدم عطاءا، وتبدع فنا المطرب السعودي عبدالرب ادريس، والمطرب المصري سمير الاسكندراني، والباحث الموسيقي العراقي حبيب ظاهر العباس. كذلك أقيم بالتوازي مع المهرجان، مؤتمرا للموسيقى العربية شارك فيه 42 باحثًا من 16 دولة، وتناول عدة موضوعات ومحاور حول »الموسيقى العربية.. بين الواقع العربي والعالمي« و»آفاق تعليم الموسيقى العربية بين الواقع العربي والعالمي« و»دور

الفنانة الراحلة شادية.. عذوبة الصوت ورقة الأحساس
اهدي المهرجان الى اسمها

وسائل التوثيق والنشر في تشكيل واقع الموسيقى العربية عربيًّا وعالميًّا، كما شمل برنامج المهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية معرضًا لفنون الخط العربي بعنوان »موسيقى الخط العربي« وآخر بعنوان »تجليات« ضم أعمالًا فنية جماعية.

المهرجان.. عرس فني

هو عرس فني بالمعنى الكامل، تزاوجت فيه الكلمة المغناة باللحن التراثي والحداثي، وكان بجوارهما ايضا الكلمة الدارسة والباحثة، والمعرض الشامل لألوان الخطوط، من حيث جمال الشكل ان لم يكن الرسم. من طبيعة الجمال أن تتعدد اطلالاته، وأن يتباين وقعه والأحساس به، ولكن يبقى للجمال قيمة ومكانة في الوان المعرفة التي يكشف عنها جلال الكلمة، فالحروف أيضا تنطق بأبهى ألوان الجمال، حين تصاغ منها العبارة. الموسيقى كذلك لها سحر خاص، فالنغم خطاب للأذن تنتشي بايقاعاته وترانيمه، ولذلك يعد المهرجان في مضمونة احتفالية بالكلمة وجرسها، بنغمها وايقاعها وترنيماتها. بدأ المهرجان فاعلياته يوم الخميس أول نوفمبر في الثامنة مساء بحفل الأفتتاح الذي تضمن كلمات الدكتوره ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الاوبرا وكلمة الفنانة جيهان مرسي مديرة المهرجان وصولا الى التكريمات لثمانية عشر شخصية من الفنانين المبدعين الذين اسهموا في اثراء الحياة الفنية. كان حفل الافتتاح في قاعة المسرح الكبير بدار الأوبرا في القاهرة. اعقب الكلمات تقديم الفقرات الفنية، وكانت للمطربين محمد الحلو ومحمد ثروت وبمصاحبة الأوركسترا بقيادة المايسترو سليم سحاب. في نفس اليوم ونفس الوقت كان هناك حفل آخر بدار الأوبرا بمدينة الأسكندرية بدأت فعالياته بفاصل غنائي للفنانين محمد حسن، ووليد حيدر وريم كمال، وهم من مطربي دار الأوبرا، ثم كان نجم السهرة الفنان هاني شاكر بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ابراهيم الموجي. في اليوم التالي الجمعة 2 نوفمبر كان الحفل ايضا على خشبة المسرح الكبير في الثامنة مساء وقد بدأ بفاصل غنائي للفنان همام ابراهيم )العراق( والفنانة سومه )مصر(، ثم فقرة موسيقية تضمنت عزف على آلة الجيتار للفنان وحيد ممدوح )الأردن( ثم نجمة السهرة الفنانة لطيفة )تونس( بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مصطفى حلمي. في القاهرة أيضا وعلى مسرح معهد الموسيقى العربية كانت هناك فرقة الموسيقى العربية للتراث وقد كان نجومها الفنان عاطف عبدالحمبد وريم حمدي ومحمد شوقي واحمد الوزيري ومازن دراز وانغام مصطفى واحمد صبري وحنان عصام واحمد محسن، ، قد اعقب فقرتهم فاصل غنائي لنجم السهرة الفنان محمد الحلو وقيادة الفرقة الموسيقية المايسترو فاروق البابلي. على مسرح دار اوبرا محافظة البحيرة في مدينة دمنهور كان هناك الفنانون عصام محمود وأميرةأحمد ورضوى سعيد ومحمود عبدالحميد في فاصل غنائي أعقبه فاصل آخر لنجم السهرة الفنان محمد ثروت وصاحبته فرقة عبدالحليم نويرة الموسيقية بقيادة المايسترو احمد ماهر. ، وعلى مسرح المركز الثقافي لمحافظة الغربية في مدينة طنطا كان هناك الفنانون تامر نجاح ونهى حافظ وابراهيم فاروق وغادة آدم في فاصل غنائي، اعقبه فاصل آخر لنجمة السهرة الفنانة نادية مصطفى.

توالي فقرات البرنامج على مدار الايام

امتدت اقامة الفعاليات التي اعدها برنامج دار الاوبرا عبر ست مسارح بين القاهرة حيث المسرح الكبير لدار الاوبرا، ومسرح معهد الموسيقى العربية ومسرح الجمهورية، وبين مسارح دار اوبرا الاسكندرية ودار اوبرا محافظة البحيرة في دمنهور ومسرح المركز الثقافي في محافظة الغربية في مدينة طنطا، وكان البرنامج المعتاد نجوم دار الأوبرا من الفنانين الصاعدين، من اصحاب الأصوات المتميزة التي ترعاها دار الأوبرا ومعهم نجم السهرة الأساسي وهو عادة من نجوم فن الغناء الكبار فكان الفنانون عاصي الحلاني على المسرح الكبير وكذلك رامي عياش

الفنان مدحت صالح
مطرب راسخ القدم واضح النبرات

ومدحت صالح وعلي الحجار ووائل جسار وصابر الرباعي ونسمة محجوب وتكرر ظهور هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح على المسرح الكبير وايضا في قاعات المسارح الاخرى في المحافظات. كذلك كانت هناك سهرات للفرق الموسيقية المتعددة وايضا حفل موسيقي خاص على المسرح الكبير للموسيقار الكبير عمر خيرت. أما الفرق الموسيقية الأخرى فكانت فرقة كنوز للموسيقى العربية وفرقة كروماتكس للموسيقى والغناء واوركسترا وزارة الشباب والرياضة وفرقة الفنان فرات قدوري العراقية وفرقة الأنشاد الديني وفرقة ام كلثوم قيادة المايسترو مدحت عبدالسميع وفرقة شارع الفن وكورال اطفال الاوبرا وفرقة الايقاعات الشرقيىة وفرقة سواريه قيادة المايسترو مازن دراز والفرقة القومية العربية للموسيقى قيادة المايسترو حازم القصبجي.

ثم المطربة الكبيرة ماجدة الرومي

في ختام المهرجان

كانت الفقرة الاخيرة في البرنامج الحافل ظهور الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي صاحبة الأطلالة المشرقة التي قوبلت بعاصفة من التصفيق كتعبير عن ولع وتقدير واعجاب بصاحبة الصوت القوي النافذ للقلوب. قامت بتحية الجمهور الذي ينتظرها بصبر نافذ وشوق ترجمة في نفاذ بطاقات حفلها في وقت قصير. وقفت وألقت كلمة كان لها وقع السحر في نفوس الحاضرين قالت »بحب مصر لشعبها الطيب وهذه الوجوه التي تشفي، وبحب النيل والمراكب الذي أغني عليه طول الليل، أنا بحب مصر عاصمة التاريخ والخلود هذا المحراب الكبير في كل الفنون كلها لأنها هذه طبيعتها«ثم أكملت: »مع مين نحن ربينا ونحن أما كنا صغار ربينا على الأصوات المصرية نسمع الأصوات وسمعت أبي يقول آهات للكبار. مين منا ما حب مع أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وليلى مراد، مع مين سهرنا بطفولتنا؟ سهرنا مع فاتن حمامة، كانت مثلي الأعلى، شادية ونادية لطفي وسعاد حسني كنا نحلم نكون حلوين هيك.. كبرنا مع سراج منير وزينات صدقي وعبد السلام النابلسي وإسماعيل يس. مين منا ما ضحك معه، هؤلاء رافقونا من صغرنا«. وافتتتحت ماجدة وصلتها بأغنية »حي على الفلاح« وهو اللحن الذي قدمه عبدالوهاب عام 1967. صعد د. مجدي صابر رئيس الأوبرا وجيهان مرسي مديرة المهرجان إلى خشبة المسرح لتسليمها درع تكريم والدها الموسيقار الراحل، حليم الرومي.

وعلى مدار ما يزيد عن الساعة ونصف الساعة، غنت ماجدة برفقة أوركسترا الاتحاد الفلهارموني، بقيادة المايسترو نادر عباسي عدداً من أغنياتها حيث عمت النشوى أجواء القاعة، وقوطعت مرارا بعاصفة من التصفيق لأدائها الممتع وصوتها النافذ الجميل.

كانت الأمسية الأخيرة من ليالي المهرجان قد بدأت في السادسة مساء بالمسرح الصغير، حيث سلمت وزيرة الثقافة ورئيس الأوبرا جوائز المسابقة.

يمكن القول في الحصاد النهائي للمهرجان أنه قدم في اطار فاعلياته المتعددة الآتي:

129 ساعة من الغناء التراثي والحداثي والألحان الموسيقية لفنانين مبدعين أطربوا الآذان وأسعدوا الوجدان، وكان لبعضهم تاريخ في خدمة الحركة الفنية.

الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي
صوت قوي نافذ للقلوب مثير للشجن

18 شخصية فنية من المبدعين الذين الذين أثروا دور الفن واسهاماته في تشكيل الوجدان العربي.

43 حفل غنائي عبر عدة مسارح في محافظات القاهرة والأسكندرية والبحيرة والغربية

8 دول عربية )مصر ولبنان والعراق السعودية وتونس والكويت والاردن والبحرين قامت بالمشاركة في تلك الفاعليات التي امتدت الى 12 يوم

100 الف جنيه قيمة جوائز مسابقات العزف على الكمان والغناء للأطفال

46 بحثا من 16 دولة عربية وأجنبية تمت مناقشتها ضمن اعمال المؤتمر الذي صاحب المهرجان عن الموسيقى العربية.. الواقع العربي والعالمي.